|
أئمة المساجد ..... وطاعة أولى الأمر بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أديت صلاة الجمعة خلال الثلاثة أسابيع الماضية فى مساجد مختلفة بعاصمتنا الفتية الخرطوم وفى كل هذه المساجد الثلاثة التى أديت فيها فريضة الجمعه وما سمعته من خطب بعض المساجد التى كانت خطبهم بعد صلاتى فى تلك المساجد ، كانت خطب هذه الجمع عن طاعة ولى الأمر. يعنى بالعربى الفصيح طاعة الحاكمين وكلهم يستدلون بالآية " أطعيعوا الله ورسوله وولى الأمر منكم ,,," وتدعم الآية كذلك بحديث " أطيعوا أولى الأمر منكم ولو تأمر عليكم عبد حبشى " . وكان أول ما تبادر بذهنى لماذا طرح هذا الأمر الآن وولى الأمر يحكموننا زهاء الخمسة وعشرين عاماً ؟. وأيضاً تبادر لذهنى أنها خطب موجهة وكل أئمتها من المحسوبين على الحركة الأسلامية الحاكمة. ويبقى السؤال هل شعر هؤلاء وبتوجيهات من تنظيمهم أن هنالك غضب جماهيرى يريد أن بؤدى الى زوالهم أو اقتلاعهم ولذلك يريدون استعمال الدين لأستغلال العاطفة الدينية وتثبيط روح الثورة القادمة ؟ وهم يعلمون أن القضية ليست كذلك وليس لها علاقة بطاعة الحكام وألا لما تمرد الصحابى الجليل وأحد كتاب الوحى معاوية بن أبى سفيان على سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه. القضية ليست قضية طاعة الحاكم طاعة عمياء أو الذهاب ورائه على الحق والباطل كما يحاول أن يوهم أئمة هذه المساجد العامة واستغلال عاطفتهم الدينية وجهلهم بالعميق من أمور دينهم. وأذا كان الأمر كذلك لما وقفت أمرأة فى وجه سيدنا عمر وأبانت له خطل رأيه فقال لقد أصابت أمرأة وأخطأ عمر. وكذلك لما وقف أحد الصحابة فى وجه سيدنا عمر عندما خاطبهم أيها الناس أسمعوا وأطيعوا . فأنبرى مسلم من عامة المسلمين وقال لسيدنا عمر لا سمعاً ولا طاعةً. ولم يزجه سيدنا عمر فى سجن كوبر كما يفعل حكامنا الآن عندما يتم الأعتراض على فعائلهم. وقال له سيدنا عمر لماذا؟ فقال له الأعرابى لأن عليك ثوبين وقد أعطيت كل منا ثوباُ واحداً. فنادى سيدنا عمر على أبنه عبد الله وقد كان من ضمن المصلين وقال له أخبرهم يا عبد الله. فقال عبد الله بن عمر لقد أعطيت ثوبى لأبى لأن الثوب الواحد لا يكفى أبى. فقال الأعرابى الآن نسمع ونطيع. وتبقى القضية لا يمكن أن يأمر سبحانه وتعالى بالطاعة العمياء فى الحق والباطل ومن يريدون من عامة المسلمين طاعتهم قد ارتكبوا باطلاً كثيراً وكبيراً فى حقهم كمسلمين وساموهم سوء العذاب وأمرضوهم وجهلوهم وجوعوهم وهم كروشهم مليئة ومتخمة وكيف تطلبون منهم السمع والطاعة يا فقهاء؟ الحكام والسلاطين. كيف تطلبون منهم الطاعة لأولى الأمر وهم تفوح منهم روائح الفساد المتوالية والمتواترة. وولى الأمر كل من ولى أمر لأدارة شئون العباد فى أى مرفق من مرافق الدولة أليس كذلك يا علماء الزور والبهتان الذين يقلبون الباطل حقاً والحق باطلاً ؟ ثم يأتى الأستدلال بحديث أشك أنه قد جرى على لسان نبينا الكريم معلم البشرية والذى بجانبه وفى مواخاة كاملة مع من يدعون أشراف العرب سيدنا بلال بن رباح الذى صمد فى سبيل أيمانه ما لم يصمده أى عربى من قبائل العرب عامة, كيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم لآدم وآدم من تراب وأن أكرمكم عند الله أتقاكم ولا فضل لعربى على أعجمى الا بالتقوى " كيف يكون الرسول الذى يقول هذه الأقوال أن يمتهن كرامة مسلم لمجرد أنه أسود؟ وكيف يستكثر عليه أن يكون ولى أمر للمسلمين ويقلل من شأنه لمجرد لونه أو سلبت حريته بالقوة؟ ولا يمكن أن يعتبر النبى العبد الحبشى المسلم أقل مقدرة أو فهماً لتولى أمر حكم المسلمين؟ أن أصحاب الهوس الدينى يريدون تغبيش عقول المسلمين من أجل الحفاظ علىى سلطتهم والأستمرار بالعيش فى ترف والزواج مثنى وثلاث ورباع والقصور العالية والخدم والحشم وتجويع بقية خلق الله بعد أن أكلوا أموالهم بالباطل. ويريدون الآن أن يأكلوا عقولهم ايضاً بالباطل مالكم يا فقهاء السلاطين والمتجبرين كيف تحكمون؟ والقضية ليست قضية أطاعة أولى الأمر فى الحكم ولكن القضية فى البحث عن العدل والعدالة والحرية التى كرم بها الله الأنسان والعقل الذى كرم به الأنسان على كثير ممن خلق. فلا تأكلوا عقول أهلنا البسطاء الذين لم ينالوا قدراً كبيراً من علوم الفقه الأسلامى أو السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين من بعدهم وتوهمونهم بأن عدم طاعة الوالى أياً كان عادلاً أو ظالماً مفارقة للأمر الربانى باطاعة اولى الأمر. القضية ليست كذلك أهلنا جمهور المسلمين السودانيين ولكن القضية والغرض من كل هذه الخطب والفتاوى هى المحافظة على السلطان الجائر. ولقد أتضحت لكم دولة الشريعة والمشروع الحضارى التى ضاعت هباءاً منبثاً وغطت عليها سحائب الفساد المتراكمة.
منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|