|
الزول الرائع جدا في الدمام بقلم عبدالله علقم
|
(كلام عابر)
لم يعلن عن حضوره لمدينة الدمام إلا قبل 24 ساعة فقط ولكن القاعة التي استضافت اللقاء ضاقت على سعتها بالحاضرين شيبهم وشبابهم وكهولهم وأطفالهم،بعضهم قاد سيارته نحو ساعتين ليلحق بالمناسبة الباذخة التي أقامتها الرابطة الرياضية في الدمام.كانت أمسية الاثنين 19 يناير حدثا غير عادي.. كامل الدسم ستظل وشما في الذاكرة.. الزول الرائع حد الروعة.. المدهش حد الدهشة حط رحاله في الدمام.. أزهري محمد علي بشحمه ولحمه في قبضة السودانيين المقيمين في منطقة الدمام حاضرة شرق المملكة العربية السعودية يعطر ليلهم وينقل الوطن كله لمهجرهم ويثقب معهم جدران النسيان في وطن يلبس ذاكرته في المناسبات الجميلة..قبضة من حب واعزاز. هو شاعر يحترف الحقيقة وحدها ولا يعيش على حافتها في مواسم الخيبة الشديدة والمهاجرين الذين أصبحت لهم في كل وطن مقبرة، والوطن الذي توقفت عجلاته في الوحل بعد أن كان يتهادى "في طريقه إلى مشوار جميل" كما تقول أحلام مستغانمي..تشرفت لأول مرة بلقاء الرجل الفخيم. كثيرا ما يستأثر المقيمون في جدة والرياض بهذه النفحات الإبداعية القادمة من الوطن، ولكن كان لأهل المنطقة الشرقية هذه المرة نصيب. في تلك الأمسية تشارك معهم أزهري عشق الوطن رغم أن العشق حالة ثنائية لا مكان فيها لطرف ثالث، فالشاعر الذي لا يحترف غير الصدق هو المبصر حقا في زمن تعمى فيه الأبصار وتغيب فيه القلوب وتمتلىء الأرض بالنبتات الطفيلية السيئة..كنا أمام ثروة قومية حقيقية. كل ما نعبي الخاطربالأحلام نرجع منكسرين ومحتشدين للآخر بالآلام تنقل أزهري بين حدائق شعره يتحف بها المستمعين المأخوذين بروعة المشهد.ذاكرته الكمبيوترية لا تسع شعره وحده فحسب،ولكنها تختزن أشعار القدال وحميد. عطّر المكان بمفردات محاحاة النحل، ووشم القلب، وسراي الليل، ورقاب الضي، وتقاب العيش، وشبال الريد،وصهيل الجرح،وصمت الورق،والضحكة طويلة التيلة،والموت الوسيم إن كان في الموت وسامة. قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام(إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة). كانت روح حميد ومصطفى سيد أحمد وامتثال ومحمود محمد طه تحلق فوق القاعة، تضيف قدرا من الرهبة والحزن، فكل فرح لا بد أن يحمل في طياته شيئا من الحزن. ارميني في أرضك بذور لميني من وجع الغياب تلقيني في دمك حضور واديني مفتاح السحاب. ولكن رغم "السنين الضايعة في حقل التجارب"،و"الناس البتسالم بالمخالب"،و"ضحكات الصحاب الزي طعم الطحالب"،و"حد الكفاف"، وواقع "المواطنين الأجانب"،فقد منح الرائع أزهري محمد علي مستمعيه الذين ضاق بهم المكان على سعته، منحهم بكلماته الوسيمة فسحات كبيرة من الأمل والفرح، في وقت مسروق من فك المعاناة، وهم لا ينتظرون غير العودة للوطن بحقائب كبيرة من الحنين وحفنات من الأحلام التي تضمر يوما بعد يوم. لا حزن بعد اليوم كل الفرح قدام ناوليني باقي الحيل وهشي القماري تقوم وسلامات يا زول يا رائع حد الروعة، يا مدهش حد الدهشة، وربنا يديك الصحة والعافية. (عبدالله علقم) mailto:[email protected]@yahoo.com
مكتبة الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|