|
اللولاية حكاية ديك السُرَّة بت يعقوب بقلم عبدالله عمر
|
الخرطوم: ديسمبر2014 مدخل حينما تتجاوزُ بنا رحلةُ العمرِ الستين. نضحى أقلاماً للحياةِ.. تكتبُ بنا بعضاً من صورِ فصولها. تفصح بها بعضَ جزيئةٍ من شفرةِ علاماتِها ودِلالاتِها. (1) ممنوع الوقوف بين اللافتتين
عبدالله عثمان.. راجع لسَكنو في داخليات الجامعة. كان يدرِّس في المدارس الخاصة بالمسا.. دعما لمصاريفـو. الكُمساري بنادي: بـُــرِّي نَفــر. عبدالله ختَّ رِجلو في السندة.. ما شايف ليهو خانة. - يا ولد.. وين أقعُد؟ الكُمساري أشَّر ليهو على فَرَقة.. في الكرسي الأخراني.. بين سيدتين متينات شوية. عبدالله مااتمالك نَفسُو: - لا يااخوي.. ممنوع الوقوف بين اللافتتين. ؟؟؟ (2) ليلة ينايـر
صاحبنا.. مَرَّة جاي على موقف المواصلات .. شــايف من بعيد تاكسي وحيد.. الناس واقفة.. لا بِتركب.. لا التاكسي بِتحرك.. يفوت. وصل الموقف.. سيدة راكبة قِدَّام مع السواق.. نادتو من دون الآخرين: - تعال.. تِـم العدد دا.. خلينا نتحرك. الست.. تبارك الله.. فوق العادة بشوية.. شايلة قُفَّة.. السواق رافض يقوم.. إلَّا العدد يتم.. الناس الواقفين شايفين الخانة ضيقة عليهُم.. الست رافضة تدفع حـق نفرين.. صاحبنا عبدالله أنقذ الموقف.. كان نحيف تحت العادة. عبدالله رضى يكمل العدد.. مضغوط .. رُبَما قايل الست حتدفع ليهو.. قامت ختَّتَّ ليهو قُـفَّـتَا فوق رجليهو. عادة السودانيين: الونسة جرَّت.. الست طلعت من حلة قريبة.. عبدالله نزل قَبلها.. إضَّطر يدفع ليها. ؟؟؟ (3) الجوع كافـر
عبدالله عثمان رجع الداخلية.. لقى العَشَا شطَّب.. إضطر يبيت القًوى.. بدون عَشَا.. باقي القروش الكانت في جيبو كان دفعَا للخالة بِت الجزيرة. نُص الليل.. صاحبنا عبدالله الجوع قَرَصُو.. قام مشى كَدَّاري لبيت الخالة.. كانت وصَّفتو ليهُو في بُــرِّي. الخالة ما لِقت شي تدَّي ليهو.. ضبحت ديِكَن ليها وحيد.. كان في القُفَّة الخدَّرت ليهو رُكبينو في التاكسي. الديك كان هَلكَان.. قدُر ما عبدالله عثمان جبَّدو.. لحمو أبى ما يتقطَّع ليهو. صاحبنا قِنع برغيف ناشف.. ما معروف الخالة طلَّعتُو من وين.. رشَّتَّو ليهو بشوربة الديك. عبدالله عثمان فكَّر : - يا خالة.. ممكن تديني الديك دا.. أشيلو معاي الداخلية. - بالحِيل.. يا ولدي.. ينفعك. تتكلم مع نَـفِـسَا: " ماشة أسَّوِّي بيهو شِنو تاني.. ما فقـد غَرَضُو". الخالة كانت جايبَا الديك تهجين لدِجاجاتا. ؟؟؟ (4) جِبِيد الديك
صاحبنا شال الديك المُحمَّر معاهو الداخلية.. بِقى كُلَّما يجي مُتأخِّـر.. العَشا يفوتو.. يجيب ليهو رغيفة.. يقعُد يجبِّد في الديك.. يِقـرِّض العيشة على الريحة .. إحساس قطع لحمة.. ريحة زيت.. مَرَّات يقوم يغمس الديك في موية سُخنة.. يعتبر نفسو أخد شوربة. وجبة جبيد الديك دي بِقت لعبدالله عثمان نوع من الأكلات البِحبِّها.. مَرَّات يغيِّر بيها روتين أكل الداخلية.. إقترحنا عليهو يضيف مرقة دجاج للموية السُخنة.. قال بتخرب عليهو النكهة. الديك إشتهر في الداخلية.. بِقوا الطلبة.. كان فاتَتُم وجبة.. يستعينوا بديك عبدالله عثمان.. كان بِشترط.. الوجبة تكون عَشَا فقط.. لحاجةٍ في نفس يعقوب. سُمعة الديك طلعت للداخليات التانية.. طلبتَا يجوا يستلفـوا الديك.. الطلاب يطلعوا رحلة قمرية.. ياخدوا الديك.. إحتياط.. الأكل يقصَّر.. رُبَما صنف إضافي. أحيانا يجوا أهل عبدالله.. ما بتكون عندو مشكلة.. ديكو قاعد جاهـز.. بس يكتَـّر الملح لغموس الديك. - يااخوانا.. ديك الجِن دا لحمو مابي يتقطَّع.. مالو. - يا زول.. ما تفضحنا.. دا أظِنِّو نظام خواجات.. دايرلو شوكة وسكين.. كفاك الرشوشة.. بتشبِّعك.. هو نحن متين كنا قرمانين أكل.. أُكُل ساكت قووم. لـزوم المحافظة على تماسك لحم الديك من التهتُّك.. صاحبنا ودعثمان.. من حين لآخر.. يغمس الديك في زيت التحمير في مطبخ الداخلية.. مِنُّو تماسك لحم الديك.. مِنُّو زيادة نكهة للآكلين.. كان بيحرَص الزيت يكون بذرة أبو قَطا.. الزيت الحمَّرت بيهو الخالة الديك أوَّل مرَّة.. صاحبنا ماخد كمستري ..كيميا.. خايف إختلاف نوع الزيت يأثِّر على أنسجة الديك. ديك عبدالله ودعثمان صار قصة.. حدُّوتة في الجامعة.. شِعر حلمنتيش.. أداة تشبيه لشُعرا الغزل. طلعت إشاعة.. إدارة الغذاءات بتفـكِّر جديا في إضافة ديك ودعثمان لقائمة وجبات الطواري. الأمور سايرة على هذا المنوال.. لحدِّي ما في يوم حصل ووقع ما لم يكن في الحسبان. صاحبنا ودعثمان.. كُلَّما يكونوا معاهو طلبة مضيوفين بوجبة جبيد لحم الديك.. يقعُد يـحكي.. بداية قصتو مع الديك .. منها موانسة.. منها تغـفيل.. تخفيف معاناة تجبيد لحم الديك. مَرَّات صاحبنا يقوم يتفلسف.. من باب تخصُصُو ككمست.. يزيد القصة دراما.. يتكلم عن مزايا أنسجة لحم ديكو علميا.. باب التفلسف العلمي دا إيَّاهو الدَخَّل صاحبنا في دَربَن حوَّل ليهو مسار حياتُـو بالكامـل. ؟؟؟
(5) إسـتلاف الديك بضمان مزرعة دواجن
مَرَّة مضيوفين عندو طلبة من كلية البيطرة.. واحد مِنهُم.. كلام عبدالله عثمان عن أنسجة ديكو وقع ليهو في جرح.. بحث التخرُّج بِتاعو كان في الدواجن.. تحديداً العوامل المساعدة على تماسك الأنسجة.. طلب يستلف الديك مدة أسبوع.. مُستعِد يخُت ضمانة قُصاد الديك.. مزرعة الدواجن حَقَّت والدو في الكِدرو. ودعثمان.. بشهامتو.. المشهور بيها.. وافق بكل أريحية.. رفض الضمان.. فقط إشترط.. الديك ما ينغمس في مادة كيمائية.. التشريح يكون على الناشف.. الديك يرجع بدون أثر خياطة. طالب البيطرة حاول يصِّر على الضمانة.. سمعنا ودعثمان.. لأول مَرَّة.. يرجع لعوايد أهلو.. يحلف بالطلاق.. ما ياخد.. خلَّى الجماعة يفـقعـوها ضحكة: - يااا زول.. براحة علينا.. طلاق شنو البترميهو.. كدا عـرِّس لينا في الاوَّل.. العرس زاتو حقو وينو.. والله.. إلَّا كان تبيع ديكك دا لناس هولندا.. ماعارفين. مختصر القول.. ودعثمان رفض البتّة ياخد ضمانة قُصاد ديكو.. رغم أنُّو ماعندو سابق عِرفة بالطالب المستلف.. في الحقيقة.. ما معروف الطالب إيَّاهو، جا صدفة.. ولَّا بسابق قصد.. كونو يقدَّم المزرعة ضمانة.. دي ما ممكن تكون بدون إذن والدو.. لازم يكون أقنعو بجدوة أبحاثو على الديك.؟؟؟...........يتبع جريدة الصحافة:21_26يناير 2015
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
|
|
|
|
|
|