|
سفارة السودان بالرياض تحصيل أموال واذلال للناس بقلم أحمد يوسف حمد النيل - الرياض
|
في يوم الاثنين الموافق 19/يناير/2015 خرجت من مدينة الخرج التي تبعد حوالي 80 كيلو جنوب مدينة الرياض بصحبة زميل لي , و كنا نحمل بحوزتنا خمسة جوازات سفر عائلية لتجديدها و استخراج الرقم الوطني.
و عندما وصلنا من بعد زحام تلك المدينة الواسعة وجدنا ما لم يخطر ببال أحد , تجمع من الرجال و النساء و الاطفال و السيارات ما لم أره من قبل , و لكن بعد مقابلة الاستقبال قال لنا "ماكينة الرقم الوطني متعطلة أما بالنسبة للجواز الأخضر القديم فيمكن تجديده بدون رقم وطني لأن آخر التفاصيل من الناس , و عندما دخلنا نحو حوش السفارة رأينا منظرا غير حضاري وجدنا تكدس الناس من نساء و أطفال قد شدوا الرحال من المنطقة الشرقية و الوسطى و غيرها لاستغلال اجازة المدارس لكي يقضوا حوائجهم في السفارة استعدادا للسفر مبكرا وتفاديا لانتهاء صلاحية الجواز خاصة القديم. فالنساء يتحلين بالصبر الطويل فرأينا عبوس الوجوه والملل واضح في محيا الجميع وتسمع اللعنات والشتائم.
فقفلنا راجعين الى الخرج بعد ما اخذنا رقم التلفون من الاستقبال, و في يوم الثلاثاء عصرا اتصلت على السفارة فرد أحدهم قائلنا بان ماكينة الرقم الوطني تشتغل الان, و طلب منا أن نأتي باكرا لكي نقف في الصف و نسجل اسمنا قبل الثامنة صباحا أو بالتحديد الساعة السابعة , و جئنا الى الرياض يوم الاربعاء صباحا و كان بصحبتنا امرأة و أطفال للبصمة, و بعد عراك مع زحمة الرياض وصلنا الساعة التاسعة صباحا , كان الناس قد سكنوا بفناء السفارة و ما حولها و الشرطة تطوق المكان لتوجه الناس و السيارات و بعد عناء وجدنا موقف للسيارة. و لكن ليست هذه المشكلة فالمشكلة و الطامة ان الاستقبال اخبرنا بانه ليس هنالك رقم وطني اليوم و انه ليس هو المعني بذلك الامر بل العقيد هو المسؤول فأخذنا نسأل الناس و وجدت زميل و معه عائلته يسكن مدينة الرياض فحكى لنا انه لليوم الثاني تواليا يأتي للسفارة و لا جديد يذكر و دارت بعض الملاسنات و الملاكمات في صالة السفارة و الشبابيك. و لكننا أخذنا نبحث عن من نعرفه في السفارة لكي يشرح لنا الوضع فالذي نعرفه قد أغلق هاتفة هروبا من المشاكل. ولكننا لم نيأس فحاولنا مرات و مرات, فالتقطت بعض الصور بهاتفي للتوثيق و كل الناس تلتقط الصور لهذا الموقف المذري. لقد رأيت السفارات الأخرى كأن لم يكن بها أحد, فالسفارة المصرية التي تفوقنا عدد في العاملين في المملكة بها صف واحد لا يتعدي العشرة افراد أو أكثر و السفارة الباكستانية أقل من ذلك و حتى سفارة بنغلاديش و الفلبين و غيرها تجدها صامته هادئة, فلماذا كل هذا العبث (والدروشة). ولكنني تخيل هذا الموقف كأننا في عزاء في السودان أو عرس.
هذه الحكومة و سفاراتها و خاصة في المملكة لا تستحق شرف خدمة السودانيين , فعبث السفارة السودانية في الرياض ضيع أيقونة السودان في الخدمة المدنية التي فقدت في هذا العهد البغيض, ضاع حب الوطن , ضاعت الجدية و العمل و استشعار المسؤولية , ضاعت ثقافتنا و صورتنا الجميلة, ضاعت المدنية و انقلب الحال الى حياة ريفية ساذجة وبسيطة. وكل ذلك يرجع لضياع التعليم والثقافة والحماس الوطني وفنون العبقرية السودانية في المجالات شتى. فقد افرغت هذه السفارة السودانيين من معناهم وعكست صور سيئة, ولكنها لم تترك الجباية فهذه الصفة الأصيلة.
وبينما كنا نحكي مع زميل لنا قص لنا موقف مذل عندما دخل سعودي ورأى الناس في وضح غير مريح شتم الناس و المسؤولين وقال بأنه سوف يبلغ الملك عبد الله بهذا الوضع فاستدعوا له الامن واخرجوا من السفارة. و بعد معاناة الناس الطويلة تمخض الجبل فولد فأرا, فقد خرج لنا موظف من السفارة وبيده اعلان مكتوب بخط اليد يريد ان يضعه في الاستقبال كتب عليه ... (نظرا للشروع اليوم في تركيب الاجهزة الجديدة فنرجو من الذين بحوزتهم استمارات الرقم الوطني تسليمها غدا , اذ لا امكانية اليوم لإنجاز اجراءات جديدة للرقم الوطني...نعتذر للمراجعين الكرام عن ما يسببه ذلك من ازعاج... وشكرا ...الادارة.
هذا ما قدروا عليه بعد عناء, و العقيد لا يستلم الطلبات الا عند الساعة الثامنة و بعدها بساعة واحدة وبعدها يرجعوا لكذبتهم بان الماكينة تعطلت ويروجوا لأنها سوف تعمل بعد يومين ثم تأتي عند صباح اليوم التالي فتجدها شغالة, وكثر الهمس بأن هنالك ارانيك خفية لأنك ترى الناس تحملها ولا تعرف اين مكانها, وكثر الهمس بأنهم يقبضون مقابل لذلك, وكثرت الواسطات و التلفونات فكل واحد في السفارة يتكلم بتلفونه يريد حل للمشكلة.
ملحوظة: رسوم الجواز الالكتروني ارتفعت من 300 ريال الى 400 ريال ما يعادل بالجنيه السوداني 920.000 جنيه في حين ان رسومه في السودان 400.000جنيه.
|
|
|
|
|
|