|
انتفاضة الاتحادي الديموقراطي!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الأربعاء 21 يناير 2015 بوادر انتفاضة حزبية داخل أسوار الحزب الاتحادي الديموقراطي.. على صدر قائمة المنتفضين أسماء سامقة، مثل السيد طه علي البشير، والبروفيسور البخاري الجعلي، والدكتور علي السيد وآخرين.. جلهم كان يمارس مثل هذه الاستدراكات على سياسيات الحزب، لكن تحت بند (وإذا بُليتم فاستتروا..) داخل كواليس الحزب. ورغم احترامي وتقديري الكبير لهذه الرموز الاتحادية المنتفضة، إلا أنني أراهم يصعدون إلى الطائرة الخطأ، والتي ستوصلهم– بالسلامة- إلى المقصد الخطأ. الانتفاضة الاتحادية تركزت على قرار مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب بخوض الانتخابات.. لا أكثر ولا أقل.. ليس رفضاً من هذه القيادات المنتفضة لمبدأ خوض الانتخابات، فهم شاركوا في السابقة (2010)، بل لكونه الحزب الاتحادي لا يدخل الانتخابات بعرق جبينه.. بل في (فضل الظهر) الذي تبرع به إليه حزب المؤتمر الوطني. خطأ المنتفضين، أن القضية ليست في قرار مولانا، أو نجله السيد محمد الحسن.. فحتى لو استجاب الميرغني للمنتفضين، وأعلن مقاطعة الانتخابات فما الذي تغير في الحزب؟!!، هل المشكلة في قرار المشاركة، أم في الحزب الذي لم يعد فيه مؤسسة حقيقية لاتخاذ القرار؟. لا أقصد بهذا أن يتمرد السادة المنتفضون.. لا .. تلك واحدة من أردأ البدع السياسية في السودان.. كلما غضب بعض قادة الأحزاب اتخذوا سبيلهم في البحر سرباً، فأسسوا حزباً جديداً، مشتقاً من اسم الحزب الأصل.. حتى بلغت نسخ (الاتحادي) زهاء العشرة.. وأقل منها قليلاً النسخ المنسلخة من- نديده- حزب الأمة. الأجدر أن ينتفض المنتفضون على حال الحزب.. انتفاضة إصلاحية بناءة (برستوريكا) مجيدة.. خاصة أنهم يحملون في يدهم بطاقة مهمة للغاية لصالحهم.. هذه البطاقة هي السيد محمد الحسن الميرغني شخصياً. الميرغني الابن هو (مهندس) درس الطيران في الولايات المتحدة، وظل غالب عمره في المهجر.. فإذا كان والده السيد محمد عثمان الميرغني، وفي زمان مضى لم يستطع العمل السياسي بنفس جلباب والده السيد علي الميرغني، فإن الابن الآن لن يستطيع أن يعيد إنتاج تجربة وخبرة والده.. في مثل هذه المرحلة التعويل على إصلاح حزبي داخلي برعاية أو قيادة الميرغني الابن، أسهل وأفضل كثيراً من نفض اليد تماماً، والوقوع في أحضان اليأس المفضي إلى انتحار الحزب كله سياسياً. قرار المشاركة في الانتخابات- الآن- هو قرار (بيت الميرغني)، ولمصلحة أهل البيت.. وفق حسابات أهل مكة أدرى بشعابها.. ومهما كان عيبه فهو قرار (مرحلي!)، قصير الأمد.. والانشغال به لا يجدي.. فالأجدر النظر بعين بصيرة إستراتيجية لمستقبل الحزب الاتحادي الديموقراطي كله، وليس لقرار الانتخابات وحدها. الرؤية الإستراتيجية في تقديري، تسير في مسارين، الأول جمع الشتات الاتحادي (بما في ذلك حزب الدكتور الدقير)، والثاني هيكلة الحزب ليتخطى مرحلة " الـ (لا) تنظيم" التي عاشها طوال عمره السياسي ليصبح مؤسسة سياسية عصرية مواكبة تدار برؤية تستوعب العصر. في تقديري.. الأفضل تطوير (الانتفاضة) إلى (برسترويكا).. فالحزب الاتحادي واحد من أهم أصول السودان assets التي ينبغي المحافظة عليها.
|
|
|
|
|
|