|
لن ننسى!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الإثنين 19 يناير 2015
اليوم بالضبط تمر ستة أشهر.. نصف عام على الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة "التيار"، ورئيس تحريرها- كاتب هذه السطور.. فقبيل مغرب السبت 19 يوليو 2014 الموافق 21 رمضان الماضي اقتحم مقر صحيفة "التيار" حوالى عشرين مسلحاً، يحملون أسلحة الكلاشنكوف، والهراوات.. واعتدوا على شخصي، وتسببوا بأذى جسيم في عيني اليمنى تطلبت عمليتين جراحيتين في القاهرة.. وما زلت أعاني منها حتى هذه اللحظة.. الهجمة لم تكن على (التيار) بل على الصحافة السودانية كلها... ولهذا احتج الزملاء الصحفيون في اليوم التالي، ونظَّموا أضخم مسيرة في تأريخهم، عبَّروا، وأكدوا فيها أن الهجمة لم تكن ضد فرد أو صحيفة.. بل على الصحافة والصحفيين كلهم.. على كل حال ستة أشهر زمن طويل بما يكفي ليماط اللثام عن الذين ارتكبوا هذه الجريمة.. لأني لا أتصور أن الشرطة السودانية التي ضربت الرقم القياسي في سجلات ضبط الجريمة.. وتكاد تكون صحائفها تخلو من (قيد ضد مجهول).. لا أتوقع أن ترضى الشرطة أن تظل سيارتان مدججتان بالسلاح وعليهما عشرون رجلاً- هم الذين نفذوا الهجوم- أن يكونوا مطلقي السراح.. وهنا في الخرطوم، وليس في أصقاع خارج نطاق السيطرة.. على كل حال.. فنلمدد حبال الصبر.. ولنجدد الثقة في شرطتنا.. فهي إما أن تعمل بصمت للوصول إلى غاية تحرياتها.. أو أنها وصلت– بالسلامة- ولكن...!!. على كل حال.. من ناحيتي أنا شخصياً.. فكأني أتفرج على مباراة معادة.. هل من يشاهد مباراة، ومكتوب في ركن الشاشة الأعلى (إعادة).. هل يُفاجأ بأي مشهد فيها.. أن يتوقع مثلاً أن يفشل الهداف في إحراز الهدف في الإعادة رغم أنه في المباراة الحقيقية نجح في وضعه في أحضان الشباك؟.. المباراة الحقيقية التي أنا موقن منها تماماً.. أن يوماً ما سيأتي– بإذن الله- وسيقف فيه الجميع أمام منصة العدالة.. هنا عدالة الأرض قبل عدالة السماء المدخرة لهم في كل الأحوال.. أضعف حالات الظالم.. عندما يظن أنه آمن من عدالة السماء.. بل منتهى الغرور أن يظن أحد أنه المدبر.. فوق تدبير الله.. صدوقني.. سأسحب كرسياً على شاطئ النهر أتأمل في الموج الهادئ الراكض.. فسيحمل يوماً.. على راحتيه مهلك من نسي أن الله يمهل ولا يهمل..!!. لماذا الرهق؟.. لماذا القلق؟.. لماذا حتى مجرد الضجر؟.. ما دمت أنني موقن بأن الله كفيل بالعدل.. وأنه (كما تدين.. تدان)!!. بالله عليكم احفظوا هذه السطور في مكان آمن.. وانظروها يوماً ما.. فحينها تفغرون الأفواه، وتقولون: (ويكأن الله يمهل ولا يهمل). حتماً.. آت.. يوم العدالة
مكتبة فتحي الضَّـو
|
|
|
|
|
|