مطالبات جنوبيّة بالعودة إلى وحدة السودان: إذا فسدَ الملح...فبماذا يملّح؟؟ بقلم عبد الحفيظ مريود

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 11:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2015, 01:41 AM

عبد الحفيظ مريود
<aعبد الحفيظ مريود
تاريخ التسجيل: 09-12-2014
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مطالبات جنوبيّة بالعودة إلى وحدة السودان: إذا فسدَ الملح...فبماذا يملّح؟؟ بقلم عبد الحفيظ مريود

    mailto:[email protected]@gmail.com
    كانتِ الصحفية الشمالية جميلةً. قصيرةً وممتلئةً. تضعُ نظارات طبيّة. ليبراليّة، بخلفيّة يسارية جيّدة. كانت تزيّنُ قاعة مركز "ناكورىْ" فى جوبا صيف 2009م. ومع ذلك لم يجدْ باقان أموم، الأمين العام للحركة الشعبيّة بدّاً من إحراجها – مصحّحاً – " إنّنا ما نزال فى السودان، يا سيّدتى". فقد كانتِ الجميلة تتحدّث عن الإختلاف بين جوبا والسودان، وذلك قبل أنْ يصيرا دولتين. وهى تتلعثم مرتبكةً من الخجل، أرادتْ أنْ تصحّح خطأها، فقالتْ " لقد تغيّرتْ جوبا كثيراً" ولم تكن قد زارتها قبلاً. كان باقان أموم ما يزال مبتسماً، يردّد "We are still in the Sudan ".
    تلك ليست خيبة الصحفيّة الناشطة لوحدها. بمعنىً ما، تلك خيبتنا، جميعاً. وقبل حادثة الصحفيّة الناشطة، كان أنجلو بيدا يلقمُ د. مريم الصادق المهدىّ حجراً فى القاعة الخضراء، بالمجلس الوطنىّ. كانت ليلةً مشهودةً، قبيل التوقيع النهائىّ على إتفاقيّة السلام الشامل. فقد إستنكرتِ الدكتورة أنْ يقول أنجلو بيدا فى كلمته " إنّ أفضل حكومة مرّتْ على السودان كانت حكومة جعفر نميرى، بالنسبة لنا كجنوبيين. لأنّها أوقفتِ الحرب، واجتهدتْ فى تنمية الجنوب وأعطته حقّه". كان وجه استنكار الدكتورة أنّ نميرى كان إنقلابيّاً. لم ينتخبه أحد، وإنّما جاء على ظهر دبابة مطيحاً بالديمقراطية. عطّل الأحزاب وحلّ الإدارة الأهلية. لكنّ بيدا يفاجئُ الدكتورة مريم :" سمّ لى مكتباً واحداً لحزب الأمّة فى الجنوب. سمّ زيارة حزبية قمتم بها لقواعد حزب الأمّة فى الجنوب. وسأزيدكِ : عدّدى مكاتب الحزب الإتحادى الديمقراطىّ بالجنوب..ماذا نفعل بأحزابكم التى لا ترانا؟؟"
    ولم تكنْ تلك خيبة د. مريم الصادق لوحدها، ولا خيبة حزب الأمة ولا الحزب الإتحادىّ. تلك خيبتنا جميعاً، أيضاً. فالحزبان الكبيران لم يكن لهما قواعد جماهيرية فى الجنوب. حتّى وإنْ وُجدتْ مكاتب لهما فهى مكاتب إسميّة. ولم تكن لهما رؤية جامعة لحلّ الأزمة فى جنوب السودان. لذلك – ربّما – ظلّ د.جون قرنق يتجاهل الدعوات المتكرّرة لوضع السلاح، والإنخراط فى "العملية السياسية"، سواء على عهد الحكومة الإنتقالية أو حكومة الأحزاب. ولم يكن إتفاق الميرغنى – قرنق إلاّ نوعاً آخر من الحرب على الشمال، الذى يختزن فى لاوعيه أنّ "جوبا شيئٌ..والسودان شيئٌ آخر".
    فى حوارٍ مع صحيفة "الأهرام اليوم" الأسبوع الماضى، قال كمال الجزولىّ إنّ الإستعلاء ليس جديداً فى السودان. ولم يبدأ فى عهد حكومة الإنقاذ، بل قديم. حسناً جدّاً. قد يجادل اليوم فريقٌ من النّاس بأنّ ذلك كلّه محض افتئات على الحقائق. ليس ثمّة من استعلاء فى السودان. على أنّ الشواهد جميعاً تؤكّد ما ذهب إليه كمال الجزولىّ وفرانسيس دينق. ولم يخطُ " التجمّع الوطنىّ الديمقراطىّ" باتجاه إقرار "مبدأ حقّ تقرير المصير" فى مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية 1994، قبل نيفاشا، إلاّ استجابةً للورطة الكامنة فى لاوعىّ الشمال ب "وجوب فصل الجنوب" ك "وجوب الهجرة على العباد" لعثمان دانفوديو. مجرّدُ الإقرار بإمكانية تقرير المصير هو اعتراف بليغ بهشاشة الأرضية الوطنية التى نقف عليها. بعيداً عن أىّ حديث عن وجود مظالم تأريخية وقعتْ على الجنوب أو غيره. وبغض النظر عن ضرورة وقف الحرب، وإيجاد فرص للرفاه لكلا الشعبين. ذلك أنّ اليقين الجارح هو أنّه لم يكن هناك إلاّ هذه الوحدة الإدارية كما قال جمال محمد أحمد، أو ذلك الوجود الجغرافىّ كما قال محمد حسنين هيكل. لم يأخذ السودان حظّه ليصير شعباً، أو "أمّة" كما يحلو للبعض أنْ يتغنّى. ولم يتعدّ تأثير حضاراته القديمة نهر النيل، ليستدرج الجنوب إلى "ذات قوميّة" كما قال يس عمر الإمام.
    فى حوار مع د. غازى صلاح الدين العتبانى لمجلة "إتجاهات" عام 2004م، قال " خذ أىّ شخص من شمال السودان، من البحر الأحمر حتّى الجنينة، ستجدُ له علاقات قربى – بنحو ما – مع أىّ آخر، باستثناء الجنوب. إرتباطاته بيوغندا وكينيا أكبر منها بشمال السودان". وهو التعبير النموذجىّ للنفىّ الشمالى المكين للجنوب. كان د.غازى قد أُقصىَ للتوّ من رئاسة الوفد الحكومى المفاوض، بعد أنْ وقّع بروتوكول مشاكوس الإطارىّ. لئلا يظنّ ظانٌّ أنّ إختلافاً بدرجةٍ ما، كان سيحدث لو استمرّ د.غازى على رئاسة الوفد الحكومىّ المفاوض. فالجملة الصادرة عنه، تلك، إعتقادٌ صلدٌ بإستحالة مزج الزيت والماء.
    كان د.غازى قد طلب أنْ نوقف آلة التسجيل، ليشرح تراكيب منطقه. لم تتوفّر، قطّ، عدّة التدامج الإجتماعىّ والثقافى بين الشمال والجنوب. وهو شرخٌ بيّن، مهول. يجعلُ من العسير الإستمرار فى وحدة مصطنعة. ربّما لم منطق د.غازى إستعلائياً، على الأقل ذلك ما خرجتُ به، سيّما والرجل مشهودٌ له بسلامة كيميائه النفسيّة. فقط كان يؤسّس لسياسةٍ واقعيّة أكثر منه متأفّفاً من كون الأقدار رسمتْ للشمال والجنوب أنْ يتشاركا ذات الجواز الأخضر والإنتساب إلى ذات الجنسيّة. ثمّة تأفّفٌ ملحوظ هذه الأيّام من السودانيين الشماليين حين يفاجئهم أجنبىّ فى مطارات الدنيا بالسؤال "هل أنتَ من السودان الشمالىّ أم الجنوبىّ...من الخرطوم أم جوبا؟؟". منشأ التأفّف هو فرضيّة إستحالة الوقوع فى خلط شنيعٍ مثل هذا.
    لكنّ د. قرنق فطن إلى غلالة النفاق الإجتماعى الشفيفة، تلك التى يتستّر وراءها الشمال وهو يرفل فى أغلال الوحدة القسريّة. لم يشركِ التجمّع الوطنىّ الديمقراطىّ فى مفاوضات السلام مع الحكومة. ولم يستشر قادته. يعلم جيّداً أنّه – بالنسبة لهم – مجرد حصان طروادة. ولم يكن فى مقدوره أنْ يدع متنعمىّ التجمع يمتطوه وصولاً إلى أهداف أكبر بكثير من همّة التجمّع وقوته المتهالكة. ذلك كان المقتل الأكثر إيلاماً حين أرغى التجمّع وأزبد برأسٍ مقطوع وصوتٍ مبحوح مطالباً بعدم إجراء إتفاقات ثنائية "من شأنها أنْ تمزّق البلاد" لكأنّما كانتِ البلادُ موحّدةً.
    الآن...ماذا يعنى أنْ تطفو على السطح أخبار مطالبات د.رياك مشار بالوحدة؟ ولماذا تلقى تلك التعقيبات والإستدراكات سواءً من رئاسة الجمهورية التى كشفت عن طلباتٍ جنوبية ودولية سابقة، أو من د.قطبى المهدى المستشار السابق لرئيس الجمهورية المناهض لإتفاق نيفاشا، وأحد أبرز دعاة الإنفصال من قادة المؤتمر الوطنىّ؟؟؟
    صبيحة إعلان إنفصال الجنوب وقيام دولة جديدة، لم تشهد مدن وقرى شمال السودان حركةً ذات قيمة، على الصعيد السياسىّ باستثناء ناقة الطيب مصطفى التى عقرها إحتفالاً ب "ذهاب الهمّ". والطيب مصطفى يُعَدُّ أوّل المجاهرين بضرورة فصل الجنوب وأعلاهم صوتاً. عدا ذلك لم تخرج مسيرة أو مظاهرةٌ واحدة فى أيّة مدينة أو قرية تندّد بذهاب "بعض الوطن" وذهاب "بعض إخواننا وأخواتنا"، حتّى من أولئك الحريصين على الوحدة، والمعلّقين حادثة الإنفصال فضيحة كبرى على رقبة المؤتمر الوطنىّ والرئيس البشير. وكان يمكن للمناوئين أنْ يخاطروا من أجل بقاء السودان واحداً، كما تركه الأجداد. لكنّ غالبية الشماليين، إنْ لم نقلْ كلّهم، إكتفوا بإحتساء القهوة والشاى، خالفينَ أرجلهم وهم يتفرّجون بلا مبالاة على إنقسام السودان، ورحيل "إخوة الأمس"، جيران اليوم.
    ستضعُ القوى المعارضة للمؤتمر الوطنى إصْرَ إنفصال الجنوب عليه. سبّةً تريح ضميرها المشرب بالنفاق. متناسيةً أنّ الوطنىّ لم يفعل شيئاً سوى أنّه أراحها من همّ لم تتمكّن لم إنزاله عن أكتافها منذ الإستقلال. وأنّها والوطنىّ سواءٌ فى ذلك، بل يتفوّق عليها الوطنىّ بميراث الجبهة الإسلامية القوميّة، التى تغلغل وجودها فى الجنوب وكانت الحزب الوحيد من الشمال الذى وجد أرضيّة وخاطب بعض تطلعات الجنوبيين، كما قال أنجلو بيد فى ردّه على د.مريم الصادق.
    ليس هناك من معلومات دقيقة حول تفاصيل طلب د.رياك مشار بإعادة الوحدة. ولا حول "الطلبات الدولية" التى تلقتها الحكومة بذات الشأن. لكنّ الواضح أنّ الحكومة والحركة الشعبيّة صمّما إتفاقاً، أو صُمّمَ لهما بحيث يجرى فيه الإستفتاء للجنوبيين فقط. الشيئ الذى أراح الشماليين من كلفة قول رأيهم صراحةً، عبر صناديق الإستفتاء، مع أنّهم قالوه، بوسائل أخرى. وإذا كانت إتفاقية السلام الشامل تتضمّن بنداً بنوداً تقضى بمراجعتها، بعد 12 عاماً أو أقلّ، بحيث يمكن للطرفين أنْ يعودا للوحدة، فإنّ ذلك غير ممكن، على الأقلّ فى الوقت الراهن. وكلّما تطاول أمدُ الإنفصال كلمّا صار عسيراً نقضه، ذلك أنّ تأسيساتٍ عديدة ستكون أخذت مكانها.
    يعرف د. مشار إستحالة العودة، والجنوب منقسمٌ بما يشبه "دُرّابة" مبارك الفاضل التى أخذها من حزب الأمّة وسلّما للمؤتمر الوطنىّ، خبط بها الأخير الحائط، كما قال أعرابىٌّ من ولاية النيل الأبيض. ولا يملك مشار توحيد قبيلته "النوير" على الوحدة أو قتال حكومة الجنوب، فضلاً عن حمل الجنوب المفتّتِ على وحدة، لم يصدّق الشمال – حكومة ومعارضة – أنّه تخلّص منها. خاصّةً وأنّ الجنوب بات مثقل بالديون والعلل بسبب الحرب غير الضرورية التى يخوضها، وقد أشار تقرير للفايننشيال تايمز إلى أنّ كلفة الحرب فيه بلغت 158 مليون دولار.
    لا أعتقد أنّ عاقلاً يحتاج أنْ ينظر فى "طلبات" الوحدة هذه، أو تلك. حتّى ولو جاءت من حكومة الجنوب، أو من الأمم المتحدة. ولا أظنّ أنّ الجنوبيين سيصدّقون رومانسيات الغناء الوطنىّ، إلاّ أنْ يكونوا أغبياء.


    مكتبة محمد حسن العمدة(محمد حسن العمدة)






















    من اقوال قادة السودان

    مواضيع عن الفساد فى السودان


    Sudan and Ebola virus epidemic

    Contact Us


    Articles and Views

    About Us


    ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


    مكتبة دراسات المراة السودانية


    tags for sudaneseonline
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de