|
تداعيات الهجوم على مجلة شارلي إدو الفرنسية ! بقلم حامد ديدان
|
بهـــدوء
العالم يموج ويفور ويغلي والكرة الأرضية - منذ زمن ليس بقصير - صارت كصفيح ملتهب يصعب الجلوس عليه ... موجة ما عرف دولياً بالإرهاب ، تزداد بشاعة إلا أن هذه الظاهرة التي اكتست ثوباً عالمياً لمن يتطرق لها أي مفكر إنساني خالص الانتساب للإنسانية ، شرقياً كان أم غربياً لكن ، نجزم أن هذا البلاء جاء به بعض الساسة البشعون في الغرب خاصة . الغرب الأوروبي الأمريكي هو من ساند النظام الأفغاني معنوياً ومادياً حتى هزم الاتحاد السوفيتي وخرج من أفغانستان ذليلاً مدحوراً وعندما جاء الإسلاميون الأفغان للسلطة فيها نظر لممارساتهم مثل تدمير التماثيل الأثرية وعرف أنهم إسلاميون جدد وسيرفضون سيادة الغول الأوروبي الأمريكي في الشرق الإسلامي فجندوا العالم ضدهم حتى أخرجوهم عن كرسي الحكم ليستريحوا ويسيروا في حكم الهيمنة على العالم أجمع وخاصة بعد أن تنفسوا الصعداء عند زوال الاتحاد السوفيتي الشيوعي فعلياً عن خارطة التوازن الحربي والسياسي و الحضاري في العالم . رفض الأفغان هذا الاعتداء وكونوا حركة طالبان لتكون بعبع رهيب لهم وللإنسان الأفغاني العادي والنهاية في هذا السياق : لم يرتح الغرب أبداً ! ثم ساند الغرب النظام العراقي الصدامي في حربه ضد إيران ولما (بصًّ!) جيداً في سياسة صدام ، عرف أنه ضدهم وكانوا على أهبة الانقضاض عليه ولكن ينتظرون سبباً كبيراً كان أم صغيراً ... أحتل صدام الكويت وسماها محافظة تابعة للعراق فقام الغرب ولم يقعد ووجد السبب لقتل صدام وعراقه فألب من جديد العالم كغطاء لدمار صدام ونظامه وقد فعل لكن قبل أن يجف عرقه تسبب الشيعة في العراق بزعامة نوري المالكي و الذين استلموا الحكم بعد نظام صدام تسببوا في توليد موجة عارمة من الكراهية مع السنة ليس في العراق فحسب بل في كل الدنيا وقد ساعد هذا كله على ظهور القاعدة بزعامة أسامة بن لادن سابقاً ، أيمن الظواهري الآن . بالطبع ، فقد صنفت القاعدة منظومة إرهابية شديدة الخطورة منذ غزوها أميركا في عقر دارها ونقصد هنا تدمير مركز التجارة الدولي في واشنطن وغياب ما يزيد عن (300 ! ) برئ عن الحياة في عام 2002م وليكفكف الغرب دموع الناس حول الدنيا عامة والأمريكان خاصة ، أعلن أن الإرهاب قد بدأ الآن ونسي ونسي معه كل من يدعي الفكر الإنساني الخالص الذي يخاطب الضمير ، نسي الغرب أنه سبب الإرهاب وصار منذ ذلك الوقت يحارب كخبط عشواء ، من تصب تمته ومن لم تصب يهرم فيموت . إذاً ، بدأ الإرهاب – وفق هذا السياق - منذ الحرب على دولة أفغانستان ثم العراق فالإرهابي هو : الغرب الذي صار بهوس علاج النتائج وليس معرفة الأسباب ثم تلافيها ... كل من هب ودب يقول ... الإرهاب الإرهاب ولا يجرؤ على ذكر من هو الإرهابي الحقيقي . بجانب ذلك ظهر على السطح وبقوة الإرهاب (الفكري !) الذي مارسه منذ زمن الرجل الأوروبي الأمريكي ضد المسلمين في كل مكان مثلما ما حدث من التشويه والاستخفاف والاستهزاء بالرسول محمد بن عبد الله والموجة (المقرفة !) لم تتوقف حتى جاء هجوم مجلة شارلي إدو الفرنسية في الأسبوع المنصرم والسبب هو الفكر الإرهابي الأوروبي على ضمير ونور الإسلام ألا وهو محمد صلى الله عليه وسلم . دُمر مكان المجلة ولما كان العداء اليهود الإسلامي في أشده (القدس عاصمة إسرائيل – وغزة تقذف) فقد أقدمت القاعدة بقيادة الظواهري على دمار متجر يهودي في فرنسا واحتلال منطقة أخرى وكانت حصيلة الموتى ( 17 شخص !) إذا ، ما الجديد الذي يكون قلب موضوعنا ؟! فرنسا تستطيع أن تسير مسيرة مليونية ضد احتراق مجلة شارلي إدو ضمت الإرهابي الإسرائيلي نتنياهو ألا أن الأخطر من ذلك كله هو : أن اولاند رئيس فرنسا قد تمسح بالدبلوماسية والواقعية وقال : أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب ... قال ذلك لأن الذين دمروا المجلة ومطعم حلال اليهودي هم المسلمون الفرنسيون من أصول عربية لكنه (نطّ!) حقيقة أن هؤلاء المسلمين مهمشون غاية التهميش في كل ضروب الحياة ... التعليم ، المسكن ، الأكل والشرب والتمثيل السياسي وقد استطاع أن يعمي العالم عن أن شارلي إدو هي الإرهاب الفكري الحقيقي . لم ولن تتوقف هجمات المسلمين على الغرب الظالم ولكن ما يجب أن يؤخذ في الاعتبار ، أن ممارسات القاعدة والدولة الإسلامية (داعش !) في العراق وسوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا واليمن والعراق أنها ممارسات مريبة للمسلم صحيح الإسلام ... المستشارة الألمانية ميركل ، تطلب من المجتمع الألماني الموافقة على مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي ويقول المفكرون في الشرق والغرب أن ألـــ - الانترنت ستكون السلاح العصري المهم الذي يشهده العالم في حاضر ومستقبل الحياة البشرية . خلاصة القول - نقول أن الإرهابي الحقيقي لم يوجه له أصبع الاتهام والعالم بخواصه وعوامه يعمى عليه فيجب على أوروبا وأميركا تسمية الأشياء بأسمائها وعلى المسلمين أن ينتبهوا من قتل الناس بحجة مريبة وغير متوافق عليها إسلامياً وخاصة أن السفهاء وليس الساخرين في البلدان الغربية يمارسون الإرهاب إعلامياً وفكرياً ومن نتيجة ذلك الهجوم على بلجيكا بعد فرنسا نحن هنا لا نقول أن الإرهاب غير بشع لكنه كان نتاج طبيعي لظلم المسلمين وخاصة في فلسطين وفي أوروبا الآن واهم ظلم على المسلمين والإسلام هذه العبارة الجائرة : الإرهاب الإسلامي !
وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
|
|
|
|
|
|