|
نابري .. وخلفيات الاستقالة بقلم الصادق محمد صالح
|
فرحنا عندما صار الاستاذ حسين نابري امينا للجبهة العريضة وقلنا خير خلف لخير سلف. ونابري وسط الجالية السودانية هنا في فرنسا عرف كقيادي وشخصية كارزماتية ومتفاني لخدمة الجميع ومناضل ضد الحكومات الشمولية وصادق وشجاع لا يلين له عود. ولم يكن له حزب سياسي معين ولكنه مقبول ومحترم من الجميع في كل الاحزاب. قلنا انضمامه لقيادة الجبهة العريضة فيه دفع لنشاط الجبهة المتسم بالجمود كل السنة والاحادية والانفراد بالقرار. لكن الفرحة لم تستمر. فتم اكراه الاستاذ نابري في عمله كامين من اللوبي حول الاستاذ حسنين فكتب الاستقالة وحولها لهم عبر المواقع الالكترونية. وكل الناس عارفة وحزنانة للاستقاله الا الاستاذ علي محمود الذي يشكك في حدوث الاسقالة زاتها. كان املنا ان يصبر نابري حتي يتمكن من تزويب المشاكل التي تفرمل عمل الجبهة العريضة ويتولي جيل جديد قيادتها. لكن لم يتركوه يعمل بحرية ولقي نفسه تحت سيطرة لوبي متمرس يهيمن عليه الأستاذ على محمود حسنين رئيس الجبهة يتكون من بعض انصار حزبه ومريديه ومطبلاتيته، ووضعوا العقبات أمام نابري بصورة جعلت من المستحيل قيامه بواجباته. فدفع دفعا للاستقلالة ولكنها هي اقالة اكثر من استقالة. فالمناضل نابري كان صادقا مع ضميره عندما قبل المنصب وكان ينوي الارتقاء بالعمل وتصعيد النضال وكتب يقول في خطاب الاستقالة انه طالب بالتركيز على النضال فى الداخل، والعمل بجدية لتوحيد قوى المعارضة فى سبيل إسقاط النظام. واضاف هنالك إنهيار تام لنظام الإتصال الداخلى، وغياب البيئة المناسبة للعمل الجاد. اما مجموعة اللوبي سبق ان تخلصت من كل الشخصيات الوطنية الجادة التي ساهمت بجهدها ومالها ووقتها في تاسيس الجبهة العريضة منهم دكتور احمد عباس وشوقي بدري ود. محمد جميل ود. مصطفي محمود ـ كذلك تخلصت من كل القيادة العامة للجبهة التي انتخبها المؤتمر الاول في لندن ومن كل الامناء واحدا بعد الاخر فخلت القيادة للاستاذ علي واللوبي. وآخر من اجبر للاستقالة كان المناضل الطيب حمدان الامين العام السابق الذي صبر صبر ايوب علي مضايقات لوبي استاذ علي محمود وانسحب معه تنظيمه كردفان للتنمية من الجبهة العريضة. اما تصعيد ودعم النضال في الداخل فلا يفكر فيه اللوبي ويفضلون التصريحات للبي بي سي والفضائيات بينما الاحزاب الوطنية في الداخل لها صحفها التي تهاجم الحكومة وتعقد الندوات وتشارك في الاعتصامات وتقديم المذكرات وتوزيع البيانات مما عرض قياداتها للاعتقالات والتعذيب والتصفيات التي شملت كل احزاب المعارضه. اين ابطال الجبهة العريضة من هذا؟ هل نسوا ان النضال يتطلب الدماء والتضحيات وتقديم الارواح فداء للوطن وللمبادئ؟ حكومة الانقاذ لا يمكن ان تخاف من جبهة الاستاذ علي محمود لانها لا تناضل في الداخل لا توزع المنشور او تقود مظاهرة وغير مستعدة وغير مهيية لتقديم تضحيات. وفوق ذلك الجبهة تخصصت في الهجوم علي كل الاحزاب والحركات المسلحة عندما تدخل في حوار مع السلطة وتتهمها بانها بذلك تضيف شرعية للوضع وتمد في اجله وانها تسعي للمشاركة واخذ نصيبها من الكعكة ناسية التضحيات الضخمة التي تقدمها الحركات المسلحة والماء التي تسيل في دار فور وجبال النوبة والنيل الازرق. الهجوم علي الحركات الثورية الذي يمارسه لوبي الاستاذ علي محمود فيه خدمة لعصابة الانقاذ. المناضل الكبير حسين نابري قدم اقتراحا بعقد مؤتمر عام إستثنائى للجبهة في شهر فبراير من العام الجارى في القاهرة علي ألا يضع رئيس الجبهة العراقيل أمام إنعقاد هذه المؤتمر. فهل يقبل اللوبي بهذا الاقتراح حتي تعود المياه الي مجاريها؟ ام ننفخ في قربة مقدودة؟ علي محمود يتجه الي القصر
مكتبة بابكر فيصل بابكر
|
|
|
|
|
|