|
مرشحون تحت الطلب.. أو المُحلل الانتخابي...! – بقلم يوسف الجلال
|
قرع رئيس المفوضية البروفيسور مختار الأصم، جرس مزاد الانتخابات، فلم يحضر أحد. فتوجّس "الأصم" الذي دمغه كثيرون باحتكار أمر التدريب بالمفوضية لنفسه ومركزه، وخشي على الانتخابات من "سيناريو العزلة"، بعد القطيعة "الكبيرة" من قبل الأحزاب الكبيرة. يبدو أن الرجل المتهم باحتكار التدريب، أحرص الناس على نجاح الانتخابات. فهل لذلك علاقة بما يُشاع من أن هذا الانتقاد وتلك الاحتكارية لم "تعزل" الأصم من المفوضية، بل خوّلته لاعتلاء كابينة القيادة رئيسًا من بعد "أبيل ألير"..!
الثابت، أن المؤتمر الوطني، لم يكن فزِعاً مثل الأصم الذي له من اسمه نصيب، فهو لا يريد – أو لا يجيد – الحديث. والثابت أكثر، أن المعلومة الخطيرة - المتمثلة في احتمالية العزلة - لم تغب عن خاطرة الحزب الحاكم مطلقاً، فقد بحث المؤتمر الوطني باكراً عن "محلل انتخابي" في سبيل اكتساب الشرعية، وتبعًا لذلك نقّب في صفوف الأحزاب، فلم يجد غير شعيب (بالمناسبة ليس هو صاحب محل السمك ذائع الصيت بأم درمان - وهذا للتبيان وليس لشيء آخر).
لكن يبدو أن "شعيباً الفيدرالي" وحده لن يجلب الشرعية، لذا أعمل الحزب الحاكم آلة التنقيب مجدداً، فوقعت عيناه على "أحمد سعد عمر"، وآخر ثم آخرين، إلى أن بلغت المحصلة أربعين حزباً وحركة، تدافعوا - كما وصف غندور الخطوة – إلى مقر المفوضية أمس، ليس لتقديم مرشحيهم، وإنما لدعم مرشح المؤتمر الوطني المواطن عمر حسن أحمد البشير..!
حسناً، فنظرية "المحلل الانتخابي" يبدو أنها قد آتت أُكلها وحصائدها، بفوق ما يظن ويشتهي المؤتمر الوطني. فقد كان الحزب الحاكم يبحث عن تأييد للانتخابات، فحاز تأييداً كاسحاً لمرشحيه. هكذا هو دائماً يخذل التوقعات بعبقرية، ويصيد "فيلاً" عندما يرسل سهامه إلى "الأرنب". ويجد مرشحوه الإجماع بصورة كبيرة، ثم يفوّزهم بنسبة وقبول ربما لم يجده بعض الرسل.. فابحث عن من عنده المالُ، لتعرف لماذا الناس، إليه قد مالوا.
الشاهد، أن بعض قادة "حزب الميرغني" يقفون في "طوابير المحللين"، بلافتة يرفعها أحمد سعد، ومن ورائه عثمان عمر الشريف وتاج السر محمد صالح.. نعم يقفون، على الرغم من أن "الحزب الاتحادي" – بماضيه الراسخ – وقف عنده التاريخ مبجلاً، فيا للخيبة..!
عذراً، فالقصة كلها، لا تخلو من التماهي الكامل مع فيلم "زوج تحت الطلب"، لزعيم الكوميديا عادل إمام..! فقد كان "إمام" في تلك المشاهد، خفيرًا أو "أرجوزاً" يستدعيه مدير المؤسسة التي يعمل بها، ليتزوج إحداهن، بعد أن يكون قد طلقها زوجها "الغني" ثلاث مرات متتالية، فأضحت- بالتالي - مُحرمة عليه شرعاً. لذا كان دور "عادل إمام" ينحصر في الزواج من المطلقة، ثم يقوم بتطليقها مباشرة، لتعود إلى زوجها القديم، بعد أن يؤدي عادل إمام دور "المحلل"، دون أن يدخل بها.
عفواً، نحن هنا لنستدعي عبارة ضاجة بالسخرية، ظل يرددها السباح كيجاب، المرشح الخاسر في انتخابات التوالي الشهيرة. كيجاب كان عندما يود أن يحكي عن بوار الانتخابات، يقول: "انتخابات بلا كيجاب.. زي البص بلا ركاب".
آسف فقد نسيت، لأننا هنا - أيضاً - لنبث أوجاعنا على الوطن، لكون انتخاباته العامة لا تجد حزباً معارضاً - ولو واحداً - لكي يشارك فيها. ثم نحن هنا – بالطبع - لنُرسل تخوفاتنا، من أن يأتي أهل المؤتمر الوطني لـ "يفلقونا" بأسطوانهم المشروخة، بأنهم جاءوا بشرعية الانتخبات، وأنهم يحكمون بتفويض شعبي.. قطعاً سيقولون ذلك، مع أن الانتخابات الحالية تشتهي "كيجاب" ولا تجده. وتشتهي "السباح" فلا تجد غير "شعيباً" .. فتعجب يا صاح..!
مكتبة د.عبد الله علي ابراهيم
|
|
|
|
|
|