|
عندما تنقلب الموازين .. تتغير المعاني بقلم حامد محمد عبدالله
|
في صيف 2004م يتوجه مراسل وكالة البي بي سي لشؤون الشرق الأوسط البريطاني فرانك غاردنر برفقة صديقه المصور الأيرلندي الى حي السويدي - مخرج الترمذي بمدينة الرياض لاعداد تقرير صحفي عن اغتيال قاضي سعودي كان ضمن قائمة المطلوبين المتهمين بأعمال ارهابية.. تقف سيارة بجوار فرانك وصديقه يترجل منها شابان يلقيّا تحية الاسلام: السلام عليكم.. فرانك يرد: و عليكم السلام .. بعدها وبصورة مفاجئة يخرج احدهم مسدس من جيبه ويطلق النار على الصحفي فرانك وصديقه المصور... فرانك الذي يحاول الفرار يتوسل الى القتلة بان لا يقتلوه لكن الشاب بكل قسوة لا يستجيب لصرخاته ولا يتوقف الا بعد ان يفرغ كل الرصاص في جسده المرمي على الارض. فرانك الذي درس الاسلام وتعلم اللغة العربية لعدة أعوام كتب الله له حياة اخرى في كرسي متحرك ليكتب شهادته عن الحادث و يقول في كتابه : كنت اعتقد ان كلمة (السلام عليكم) تعني في اللغة العربية (السلام اي الآمان) ولم أكن ابداً اعلم انها تعني الموت! امس الأربعاء وسط مدينة باريس ثلاثة شباب يهاجمون باسلحة آلية مقر صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية تلك الصحيفة التى نشرت قبل عدة أعوام رسوم مسيئه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والجالية الاسلامية قامت برفع دعوى قضائية ضد المجلة التي تمت لاحقاً تبرئتها عن طريق المحكمة الرئيسية بباريس بعد ان قالت الصحيفة انها لم تكن تقصد الاساءة الى الإسلام بل كانت تقصد تنظيم القاعدة واتباعه من الجماعات الإرهابية التي تتبنى اعمال القتل الوحشي... نفس الصحيفة تفجر قنبلة صحفية في اخر عدد لها الأسبوع الماضي حين تنشر مقطوعات من كتاب (الاستسلام) للكاتب الفرنسي ميشيل ولبيك الذي يقول فيه: (ان فرنسا سيحكمها الاسلام عام 2022م) والبيك نفسه في عام 2001 كان قد وصف الاسلام بانه اغبى ديانة في العالم..! المسلحون الثلاث يهاجمون مقر الصحيفة ويقتلون بدمٍ بارد عشرة من مجلس إدارة الصحيفة الساخرة وسط شعارات الله اكبر ..وهتافات (إنتقمنا لرسول الله)... ولو كان الرسول عليه الصلاة والسلام حيّا لما أمر بقتل من اساء اليه بهذه الطريقة الوحشية ففي السيرة النبوية لنا ادلة وقصة النبي عليه الصلاة والسلام مع أهل الطائف لنا فيها دروس وعبر وكذلك حكايته مع جاره اليهودي الذي كان يضع هو وابنه الاذى في طريق النبي صلي الله عليه وسلم وعندما لم يجد النبي صلي الله عليه وسلم الاذى ليوم ويومين وثلاث يتفقد النبي صلي الله عليه وسلم جاره اليهود ويسأل عنه فيقال له ابنه مريض ويحتضر فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم الى منزل جاره ودخل عليه فوجد الابن في فراش الموت فأمسك النبي صلي الله عليه وسلم بيده وقال له: قل اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله، فصار الابن ينظر الى ابيه ثم ينظر الى المصطفي فقال له والده : اسمع كلام أبا القاسم فقال الابن : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ثم مات وكانت الشهادة اخر ما نطق به في الدنيا..! اخيراً ارادت صحيفة تشارلي ايبدو اظهار الاسلام بانه دين ارهاب وقتل فقام ثلاثة من المسلمين الغيورين بقتل 12 صحفي ليثبتو للعالم ان الاسلام دين تسامح ورحمة! ... حامد محمد عبدالله كالغري - كندا بتاريخ 8 يناير ، 2015م مكتبة عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|