|
ما فـي أي عـوجــة إلا أبــوك مـــات !!!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
مــا فــي أي عـوجــــة إلا أبــــوك مــــات !!! سئل القادم الذي وصل لتوه من البلد كيف الأحوال هنالك ؟؟ .. فرد قائلاَ ما في أي عوجة .. خير في خير بس أبوك مات !! .. زمن عجيب وغريب !! .. اختلطت فيه المعايير بشكل يمخول .. كيف يكون ما في عوجة والوالد أصبح ملحوساَ بمسميات هذا الزمن !! .. إلا إذا كان المقصود أن رحيل الشيخ من فوائد العوج التي يتيحها الراحل بالرحيل !! .. وساحة الضيق قد تنفرج بإخلاء المكان من متزاحم !! .. فكلما تقل الأفواه التي تأكل كلما تكون هناك الفرص متاحة للآخرين من الأحياء !! .. وهنا المنطق يقبل عدم توفر العوج في حال رحيل الشيخ .. وذلك المغترب الذي عاد لأرض الوطن بعد طول غيبة حين سئل كيف وجدت السودان ( أرض الوطن الحبيب ؟ ) أجاب بأن الوطن سمح بس غالي شديد وكل شي في السماء .. ومحتاج للمصاريف ( النكتوت ) !! .. ( إجابة تحصيل حاصل !! ) .. فما فائدة السماحة مع توفر تلك العلل القاتلة ؟؟ .. ثم ثانياَ أين وجه السماحة في وطن يفقد مؤهلات السماحة في كل المسارات ؟؟ .. لا سماحة حال ولا سماحة أحوال !!.. ويا ليته كان قبيحاَ قباحة ( الكوكو والشيتا ) مع الرخصة والرخاء وسماحة الحياة وتوفر السيولة !! .. فهو ذلك البلد الموبوء بالتناقضات والمفارقات العجيبة .. بلد الزراعة وفي نفس الوقت البلد الأول والأغلى في منتجات الزراعة .. وهو بلد الثروة الحيوانية وفي نفس الوقت البلد الأول والأغلى في أسعار اللحوم والدواجن والأسماك في العالم !! .. بلد المساحات الشاسعة وفي نفس الوقت البلد الأول في العالم الذي يشتكي من فوضى المساكن العشوائية !! .. وهو البلد الوحيد في العالم المفتوح على مصارعيه دون قيود أو شروط .. يدخل إليه مئات الآلاف من الأجانب دون شروط الهجرة والإقامة .. والأعجب أن الشخص الذي يهتم بشئون المواطنة والهجرة تشير إليه الأصابع بأنه أجنبي الأصل من دولة مجاورة ثم تسلق إلى ذلك المنصب في غفلة البسطاء والأغبياء .. وهو يجتهد في فتح الأبواب على مصارعيها ليدخل في البلاد كل من هب ودب !! .. وهذا الوطن العجيب الألسنة فيه تعودت على جمل وكلمات دون التعمق في التفكير .. ودون الجدوى من الكلام .. تلك الجمل والكلمات التي أصبحت من قبيل العادة والفطرة .. وهنالك الكثير من المصطلحات التي تتداول بين الناس وهي تفقد الجدية حين تستخدم .. ومن تلك الأمثلة التي تجلب السخرية والضحك حين يصرح المسئول بأن الموسم فاجأ الجهات الرسمية بتلك الأمطار الغزيرة والسيول العارمة والفيضانات الطاغية التي لم تكن متوقعة !!! .. ونفس التصريح يتكرر في كل المواسم في كل الأعوام .. بالله عليكم كيف يعقل ذلك ؟؟ .. والوطن منذ آلاف السنين يتعامل مع تلك المواسم بذلك القدر الذي ينفي حجة المفاجأة !! .. وفي مقدور الطفل الصغير أن يتكهن بتبعات تلك المواسم ويضع أقصى حالات الاستعداد لأعنف المواسم المتوقعة .. دون ذلك التسويف والتهاون والاستهتار ثم التعليل البليد بأن الموسم قد باغت الجهات في غفلة !! .. فالبلاد تدخل سنوياَ في حالة من الشلل الكبير حيث لا مجاري معدة وجاهزة للسيول والأمطار الغزيرة وغير الغزيرة ,, وحيث لا استعدادات كافية لمواجهة الفيضانات السنوية التي تزور البلاد منذ آلاف السنين .. وكل عام تغرق المدن السودانية وتحاصر بالمياه من كل الجهات .. وتدخل في حالة من الربكة الشديدة حيث برك المياه التي تحاصر الأحياء .. وحيث الأوحال والطين والأوساخ والنتانة والعفونة .. ومع ذلك يصرح المسئول بأنه تفاجأ بالموسم !!! .. والصحيح أن تلك الجهات تنام حين تذهب المواسم .. ثم تصحو حين تقع الكوارث .. وتقع المفاجأة عند الصحيان من النوم بهول الكوارث !! .. ثم تتكرر سيرة تلك الاسطوانة المشروخة المملة سنوياَ .. فأخذت الحالة نوعاَ من العادة بالفطرة تلك العادة التي تجبر حليمة للعودة .. فتلك مجرد مصطلحات من الجمل المعهودة التي تلوكها الألسن وهي تفقد الجدوى .. ومن المضحكات أيضاَ أن البنوك السودانية تضع أسعار بيع وشراء العملات الحرة يومياَ .. وهي أسعار شكلية بعيدة كل البعد عن الواقع والحقيقة والمنطق !! .. ولا تعني شيئاَ فهي مجرد حبر منثور فوق ورقة .. لأن البنوك لأ تبيع تلك العملات بأسعارها المعروضة للبيع !!.. فهي تتهرب بحجة أنها لا تملك تلك العملات في حالة البيع .. ولكنها مستعدة لشراء العملات الحرة بأسعارها تلك الغير المعقولة وغير المنطقية .. ولكن الناس تعلم جيداَ تلك الحيلة .. وتعلم مقدار الفرق الكبير بين أسعار العملات في حالة البيع للبنوك والأسعار في حالة البيع لتجار العملة في السوق الأسود .. فإذن تلك النشرة الاقتصادية اليومية التي تصدرها البنوك وفي رأسها بنك السودان لا معنى لها إطلاقاَ .. وتلك النشرات قد تكون مفيدة ومقبولة في حالات التصدير والتوريد والاعتمادات البنكية .. تلك الحالات التي تخص أهلها من تجار التصدير والتوريد دون أن تعني شيئاَ للجمهور العام الذي لا يستفيد ولا يتعامل جدياَ مع تلك النشرات الصورية .. والتي لا تقدم ولا تؤخر .. ومن تلك المصطلحات الصورية الكثيرة أيضاَ حكاية مجانية التعليم في السودان وحكاية مجانية العلاج وحكاية مجانية كذا وكذا .. جدل من المفتريات التي لا تصدق .. فتلك المجانية مفقودة حتى في دورات المياه العامة !!.. ومع ذلك نشاهد الإنسان السوداني ( محمد أحمد ) ذاك الإنسان الطيب .. ما زال يردد ( ما في أي عوجة بس أبوك مات ) .. فالأب إن لم يمت قدراَ فلا بد أن يموت جوعاَ وهماَ قبل أن يأتي يومه .
(عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 01-11-2015, 06:40 AM)
|
|
|
|
|
|