|
هل الحكم الذاتي هو الخيار الوحيد لجبال النوبة والنيل الازرق(1-2)؟ بقلم المهندس _مادوجي كمودو برشم
|
المهندس _مادوجي كمودو برشم ( سيف برشم موسى ) mailto:[email protected]@gmail.com إنجمينا – تشاد
لقد أحدثت الجولة السابعة من المفاوضات الماراثونية بين الحركة الشعبية وحكومة البشير إختراقاُ وثقوباُ في الأفكار المهترئة التي تتمسك بها طغمة البشير وقد ألقت الحركة بحجر في المياه الراكدة في الجولات الستة حتى أصبحت المفاوضات عبارة عن سياحة وإستجمام لوفود وجوقة البشير ومطبلاتيه وفي نفس الوقت أعطت الرؤيا الواضحة لمقولة ماذا يريد النوبة ؟ . فكتور هوجو الكاتب الفرنسي المرموق له أراء نيرة في السياسة والإجتماع والفكر الإنساني الحر من خلال أراءه الكثيرة له مقولة جمع فيها كلمات بسيطة في تعبيرها إلا أنها تمثل اليوم الأسس التي قامت عليها معظم الدول الحديثة التي تشكل على قواعدها كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تتواضع عليها البشرية اليوم وتتعايش في كنفها على إختلاف مشاربها ومللها وأجناسها . Liberté ,Equalité ,Fraternité . ce sont des Dogmes de Paix et D’harmonie. الحرية والمساواة والإخاء هي العقائد التي ينبني عليها السلام والتجانس . من هذه المقولة البسيطة في كلماتها إلا أنها جعلت شعوباُ وقبائل متعددة ان تتعايش فيما بينها وتتعارف وتتساكن مع بعضها البعض وترسي معاني الإنسانية الحقة في مشاركاتها المتعددة من دون حجر لأحد أو إقصاء هذه الكلمات إذا حاولنا تطبيقها لواقع السودان القديم والحالي نجدها قد أرخت بظلال الظلام الدامس بين مكوناته قديماُ وحديثاُ حيث لم يتمكن السودانيين والمتسودنيين والطارئون من غرس هذه القيم النبيلة فيما بينهم لتصبح جزءاُ من حياتهم أو كل مايمت بهذه المعاني من صلة , فأصبح السودان مهدداُ بالزوال وإنشطاره إلى عدة دول هي أساسه الذي تكون منها بالقوة ولم تكن بالتراضي ولم يكن السودان الحديث دولة واحدة ذلك من خلال قومياته المتعددة التي ظهرت بصورة جلية بعد ما يعرف بالاستقلال وأن هذه القوميات والشعوب كانت الحرية هي أساس حياتها ووجودها الممتد من ألاف السنين , عندما دخلت عليها الأديان والأنماط الإجتماعية المتعددة لم تكن هذه الأفكار تفرض بالقوة أو توضع في قالب الهيمنة التسلط إنما كانت بالرغبة والحسنة في مقاربة هذه الشعوب صاحبة الأرض التي كانت تمارس حياتها بكل حرية لأن الله خلقها حرة إلآ أن ظهور الغرباء والغزاة والتجار ظهرت أولى الإنقلابات الأخلاقية في ممارسة الحرية ذلك من خلال تجارة الرقيق وسلب الكرامة الإنسانية التي من الله بها على جل خلقه وبدأت تنمو هذه الظاهرة مع المستعمرين وتبني بعض المجموعات التي دخلت على حين غره وعابري السبيل هذه السياسة فأصبحوا يتماهون مع الغزاة في الحط من كرامة هذه الشعوب بعد الفترة التي تلت خروج المستعمر عزيزاُ مكرماُ وبدأت تتشكل النظرة الأولية لكيفية كبح حرية هذه الشعوب من خلال فرض الوصاية عليها وإجبارها على ترك دينها وعقيدتها وتبني الإسلام ############ أحادية في حين أن الله لم يرد ذلك في كثير من أياته التي توضح ذلك وفي ذلك يقول الحق جلت قدرته: “وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” (الكهف، 29). ويقول: “فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ. لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (الغاشية، 21، 22)، ويقول: “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَىand#1648; فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ” (يونس، 108)، ويقول: “ادْعُ إِلَىand#1648; سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (النحل، 125). ويؤكد القدير: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىand#1648; يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ” (يونس، 99). ويقول الجليل في محكم كتابه: “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ.. ” (البقرة، 256). . وفك إرتباطها بلغتها لصالح اللغة العربية والتماهي في هوية منغمسة في السقوط والرعوية والتخلف وقد ظهرت هذه الصفات وأظهرت حقيقة هذه الهوية وتمتعها بأسوأ ما أفرزته الحياة البشرية من خصال وهذا بشهادة منسوبيها وأهلها ونقتطف بعض منها على قول تركي الحمد وهو من الكتاب السعوديين يعني عربياُ من أفخاذ العرب وليس من متنطعي العروبة جنساُ وهوية (( يبدو أن مسلمي اليوم لم يعودوا يعقلون، وإلا لو كان العقل هو مناط سلوكهم، لما وجدنا أنفسنا في هذا المستنقع الآسن من التخلف والكراهية والجهل وثقافة العنف والدم، حتى تجاه بعضنا البعض، فما بالك بالآخر المختلف ديناً وعقيدة وتاريخاً وثقافة. الاختلاف سنّة من سنن الله في هذا الوجود، ومن يدّعي غير ذلك فهو إنما يناقض أساساً من أسس الوجود، وبالتالي فهو الخاسر في النهاية، مهما طال الزمان، فالمفطور على شيء يعود إلى فطرته، مهما حاول البعض أن يجبروه على مناقضة الفطرة، حتى لو كان ذلك باسم الدين . التعايش بين البشر، بكل اختلافاتهم، هو أمر فطري إذن، حدده وقدّره رب الكون قبل خلقه لهذا الكون، وقبل خلقه لمن في هذا الكون حرية المعتقد كما أرادها الرب في مختلف الأزمان واختلافات المكان، هي جبلة في خلق الإنسان، فحرية الإرادة والإختيار، هي وحدها التي تميز الإنسان عن الملاك والحيوان في ذات الوقت. هذه الحالة المتعثرة التي مر بها السودان قديماُ وحديثاُ هي التي أدت إلى إنفصال جزء عزيز لنا وذهب وترك أجزاء اخرى تعاني من نفس المشكلة وذهب لان شكل هذه الدولة لا تعبر عن ذاته وهويته المفقودة في ركام الإستلاب والزيف والشعوذة وبعد مروره بتجارب عديدة لخلق نوع من الوحدة في ظل هذه الدولة إلا أنه فشل ونفس هذه التجارب هل يريد شعب النوبة والفونج تكرارها مرة اخرى بحلقة دائرية متنطعة وجهنمية ليست لها نهاية من حكم لامركزي فضفاض وتليه فيدرالية هشة وحكم ذاتي خالي ومستلب وأخيراُ إنفصال !!! ماذا يتم في الحكم الذاتي الذي يطالب به شعبي الإقليمين جبال النوبة والنيل الأزرق ؟ وما هي ضماناته في ظل وجود نفس المنظومة القديمة التي رفضت هذا المقترح وتعلقت معهم بعض الطحالب من المؤلفة قلوبهم وعابري السبيل من المؤتمر الشعبي وغيرهم فهؤلاء يعرفون أنفسهم جيداُ كما نعرفهم وهم الأن يتبنون خط وجودهم في السودان بعد أن عرفوا مدى حجمهم فذلك لا يعني شعبي الإقليمين لأن السفينة قد أبحرت منذ 1955 وهي ما زالت تقاوم الرياح والأعاصير فنزل منها جزء وهي ما زالت مبحرة إلى غاياتها النبيلة. إن تجارب الحكم الذاتي في بعض الدول رسخت من أقدامها ذلك بفضل الشفافية والوضوح والقوانين المحكمة التي تحتكم للقانون الأعلى وهو الدستور الذي لا يتعارض مع مبادئ الحكم الذاتي , جعلت هذه الشفافية شعوب هذه الأقاليم في مأمن من أي تغول أو إستهداف أو محاولة لإنتزاع بعض الصلاحيات منها وشرعنة بعض القوانين المتعارضة مع قوانينها المتعارفة دولياُ المضمنة جزئياُ في بعض المعاهدات الدولية والمواثيق وأصبحت هذه الأقاليم تعطي وتأخذ وتقوم بواجباتها تجاه دولتها على ضوء حقوقها الأصلية والثابتة والمدرجة في القانون الأعلى . شعب النوبة وبعض المجموعات التي سكنت وتعايشت مع النوبة يعرفون أنهم إرتبطوا مع النوبة وتأثروا بكل ما جرى للنوبة وما يجري وهم ليسوا ببعيدين من ذلك بل منهم من شهد المرارات والمأسي والظلامات المتراكمة وأخرين شاركوا في ذلك (( ليست هناك مسيرة سهلة إلى الحرية وسيتوجب على الكثير منا عبور وادي الهلاك مراراُ وتكراراُ قبل أن نبلغ قمتنا المنشودة –نلسون مانديلا )) . ولذلك فإن الحرية لا تستثني أحداُ ولا تسلب أحداُ كرامته لأنها ليست من شيم الشعوب الأصيلة ولا من سلوكها وهي التي إستقبلت هذه المجموعات منذ عشرات السنين ولم تمارس معهم فرضية الوصاية أو حاكمية الأرض بل جعلتهم في مأمن في كل حياتهم ويمارسون كل أنشطتهم البشرية كمواطنين لهم كافة الحقوق والواجبات . والحكم الذاتي الذي طالب به شعبي الإقليمين هو الحد الأدنى لمحاولة إعطاء فرصة أخرى لكيفية العيش في ظل دولة واحدة في إطار خصوصية تتمتع بها شعوب هذه الأقاليم والإحتكام إلى تقاليدها العريقة في ممارسة الحكم والتي لديها أديان قديمة كقدمها في أرضها وهي تريد ممارسة شعائرها بكل حرية وتفرهد بثقافتها في كل شبرمن أرضها وتنطق بلغتها أينما كانت من دون حجر أو محاولة دمغها بثقافة ليست لها وهي الثقافة التي تنبرئ على حقيقتها الأن وتقدم نفسها اليوم للإنسانية وهي ثقافة القتل والذبح والإغتصاب , ويحاولون إلصاق هذه الثقافة المعادية والكارهة للبشرية ومحاولة فرضها للشعوب الحرة والنظيفة بتغليفها بالإسلام والتدين الأجوف الذي لا يعبر إلا بالأوهام والشعوذة والقصور الفكري والعقلي . محاولة العيش مرة أخرى مع هؤلاء هي محاولة قد تكون الأخيرة أو قد لا تكون في ظل وضع يتنامى فيه رفض معنى الحرية في كافة أشكالها من قبل هؤلاء واخرها وليست الأخيرة هدم كنائس إخواننا في وسط الخرطوم التي ترفض هذه الشرذمة وجود كنائس في هذه الدولة العنصرية هل هذه الأفعال تعطي إنطباعاُ حسناُ في محاولة العيش مع بعض بحرية ؟ . مقطع مرئي للمفكر الإسلامي البارز عدنان إبراهيم يقول فيه: “حسبنا الله ونعم الوكيل في علمائنا الذين بثّوا ثقافة الكراهية التي يجب أن نسميها فقه الإجرام. للأسف، ديننا مختطف من المتنطعين. لقد كرّهونا في البشرية، وكرّهوا البشرية فينا. ما هذا الذي نرى؟ رؤوس تقطع وقلوب تمضغ باسم دين الرحمة!”.
نواصل ............................ عيد ميلاد سعيد وعام يرفرف فيه السلام في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور . 22 ديسمبر 2014
هل الحكم الذاتي هو الخيار الوحيد لجبال النوبة والنيل الازرق (2-2) ؟ المهندس _مادوجي كمودو برشم ( سيف برشم موسى ) mailto:[email protected]@gmail.com إنجمينا – تشاد المساواة التي أرادها هوجو في كتاباته والمنزلة مع الكتب السماوية وتحديداُ الإسلام والتي تعني العدالة وإحقاق الحق في كافة مناحي الحياة بين البشر فيما بينهم وبين الدولة وشعوبها وأنشطتها المختلفة , وهل هي ذات المساواة والعدالة الإجتماعية التي تنشدها كافة الشرائع السماوية والأرضية لأن الله ينصر العدل ولو أتي من لا دين له ولا ينصر الظلم ولو أتى من مسلم الذي يتحدث بأنه مكلف من الله في الأرض بنشر قيم العدل والمساواة إلا أنه كسر وحطم كل المبادئ التي كان يحملها والان يهدم تلك القيم الدينية النبيلة بيديه ويضع بدلاُ عنها الثقافة التي بدأ بها هابيل وقابيل حياتهم ويتم كل ذلك بإسم الإسلام إلا أن ذلك لم يكن من باب الصدف بل ان العارفين بإلاسلام وعلماؤه قد ساعدوا في هدم تلك القيم في سبيل شيئين لا ثالث لهما هما السلطة والثروة وعلى أساسهما إستغل الإسلام في التسلط على رقاب الشعوب الفقيرة والمتخلفة والمتسامحة ومن خلال هذا الكبت والتراكمات الممتدة منذ مئات السنين أفرزت ذلك الواقع الذي نعيشه الأن الذي عبر عنه فرانسوا فولتير وهو يقول (( إن الإنسان الذي يقول لي اليوم : أمن كما أؤمن وإلا سيعاقبك الله , سيقول لي غداُ : أمن كما أؤمن وإلا قتلتك )) , نحن اليوم نعيش هذه الحالة التي تعطي الحق لهم في إلصاق أي تهمة لمن يخالفهم الرأي وإلباسها صبغة دينية تمهيداُ لممارسة القتل في مقبل الأيام إذا إنهارت سلطتهم . في فقرة لمقالة لأحد الكتاب العرب حول حال المسلمين اليوم (( التغيير هو جوهر هذه الدنيا، ومن لا يتغير يموت، وكفى بالموت مصيراً، ولذلك نجد أن الموت هو غاية كثيراً من مسلمي اليوم، لأنهم عاجزون عن التغير، وغير قادرين على التفاعل مع عالم لا يملكون أدوات التفاعل فيه ومعه. . في ظل هذا الوضع هل يمكن أن ينتشر العدل والمساواة وهل هؤلاء قادرون على بسط هذه الروح في جسد السودان المتهالك والساقط وما مدى مقدرتهم في بث هذه القيم من دون إلباسها بإلاسلام والدين لكي يتعايش كل الناس في هذا الوطن العظيم الذين أسقطوه بهذا الدين الذي أتوا به وإستغلوه في محاولة كسر عزيمة وإرادة الشعوب الحرة وإبادتها والتي أبت ورفضت الإستمرار في تلك الهيمنة وهي تلك الشعوب التي إستقبلت هذا الدين كغيره من الأديان التي أتت إلى السودان على مختلف الأزمنة والظروف التي كانت تعيشها وهي كانت تعيش في كيانات منفصلة وأقاليم لها سلطتها وعدالة إجتماعية كانت تمارسها بين شعوبها من دون تمييز أو إقصاء لأحد لقد جنت هذه الشعوب الأن السراب وحصدت الهشيم الذي إنعكس في شكل حياتها اليوم . إذا لم يتمكن هؤلاء طيلة وجودهم ودخولهم السودان من إنزال عدالة السماء للأرض التي تعتبر من القدسيات الدينية التي بها أنزلت الأديان من السماء هذه القدسية تجلت في قوله : “وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” (يونس، 19). “وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَand#1648;كِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (المائدة، 48). “قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىand#1648; ثُمَّ إِلَىand#1648; رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (الأنعام، 164). “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (النحل، 92، 93). “اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” (الحج، 69). “وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىand#1648; عَلَىand#1648; شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىand#1648; لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىand#1648; شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَand#1648;لِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ” (البقرة، 113 وقد حملت المؤرخ الفرنسي وعالم الإجتماع غوستاف لوبون في كتابه عن حضارة العرب في 1884 أن يكتب عن الإسلام في فقرة :- (( الإسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشاف العلم ومن أعظمها تهذيباُ للنفوس وحملاُ على العدل والإحسان والتسامح )) , لكن الفاجئة في الذين حملوا هذا الإسلام حيث قال : - (( مسامحة محمد (ص ) كانت عظيمة إلى الغاية ,مما لم يقل بمثله مؤسسو الأديان من قبله , كاليهودية والنصرانية على الخصوص , وسنرى كيف يسير خلفاؤه على سنته )) فهذا المؤرخ الذي كتب هذه المقولات كتبها وفي نفسه شئ ما !!! وقد تجلى هذا الشئ وها هي سنة محمد (ص ) التي يتبعها الغاوون الأن !! . لقد فشل هؤلاء في تطبيق عدالة السماء فهل يستطيعون تطبيق عدالة القوانين والمعاهدات والمواثيق الأرضية التي وضعت مبدأ المساواة والعدالة في كافة ديباجاتها التي إرتضت كافة شعوب الأرض بالالتزام بها وتطبيقها وإدراجها في دساتيرها بكل تجرد والعمل بها بإعتبارها من الأسس الإنسانية التي تزرع السلام والوئام والتجانس وعلى ضوءها تمتزج الأفكار النيرة وتتلاقح الأجناس فيما بينها ومن مختلف الألوان لخلق أمة تتعايش فيما بينها لتعمير أرضها وتقدم شعبها إلا أن السودان قديماُ وحديثاُ سابحاُ عكس التيار واضعاُ كل ما يخالف أمر الله وأمر الإنسانية أمامه حيث مثله الذين لا يعرفون من اين أتوا وما هي هويتهم الحقيقية بل إلى أي موطن أصلي ينتمون إليه فجعلت تلك الصفة المتلازمة أن حاولوا ويحاولوا إبادة شعوب هذه الأرض ليستقر لهم المقام وهم يعلمون بأن ذلك بعيد المنال وأن نزاعهم الداخلي يضغط على سلوكهم وأفعالهم وأقوالهم فتخرج في حالة هيجان وإساءات لشعوب هذه الأرض ووصفها بأبشع النعوت والأوصاف ( أكياس سوداء – الحشرات – عبيد – القرود ) وهذا قليل من كثير من النعوت التي تخرج من الذين وجدوا أنفسهم بمحض الصدفة مسئولين في هذه البلاد مربوطة بحسب زعمهم الأرعن بمساعدة الله لهم . هذه هي الشخصية التي قادت السودان إلى هذا الدرك السحيق من الظلام الذي ما زال مواصلاُ فما مدى تقبلهم العيش مع هذه الحشرات وهذه الأكياس السوداء وهل يرضون بذلك في مقتبل الأيام وهم يربون أطفالهم على هذا السلوك المشين والإساءات البذيئة لغيرهم لان هؤلاء الموجودين الأن في سدة السلطة لقد تربو وتشربوا من اباءهم وأجدادهم هذه الإساءات وبنفس القدر يغرسونها لابناءهم , نحن عندما نتطرق لهذه المواضيع الشائكة لأنها ثقافة ضربت بجذورها في السودان منذ دخول هؤلاء إليه هل يمكن أن يعطي فاقد الشئ ؟؟؟ الشخص المغلوب هو دائماُ مولعاُ بتقليد الغالب كما قال إبن خلدون في مقولته التي يمكن تفصيلها على الذين أتوا للسودان إما غزاة أو رعاة أو محمولين على ظهور أمهاتهم عابري سبيل وهم الأن الذين شوهوا وزيفوا هوية السودان لدي شعوب الأرض وأخرين يسخروا منه ومن شخصيته الذي كتب عنها أحد الخليجيين العرب في مقال وضع هؤلاء على حقيقتهم : - ((الفرد السوداني غير متصالح مع كون ان لونه لونا اسودلا غبار عليه كما انه غير متقبل لحقيقة ان هناك مكون افريقي يغلب علي مكونه العربي بكل وضوح هذا اضطراب نفسي – الانكار الشديد للحقيقة التي يراها الكل جعل الفرد السوداني يسلك سلوكا تعويضيا حالما تحط به الطائرة في احدي المطارات العربية يجعله شديد الحساسية لايتقبل نقد الأخر العربي يجعله يسعي بشتي الطرق لنيل الاستحسان من الأخر العربي وليس صعبا تحديد مظاهر السلوك التعويضي للسودانيين عند التعامل مع العرب . )) . لقد رفضوا إخوة الشعوب الأفريقية التي وجدوها في هذه الأرض وأرادوا التخلص من هذه الأكياس السوداء لكي يبقوا ويبقى السودان المتبقي عرباُ هوية رخيصة ليس له إعتبار عند أصحاب الهوية الأصلية الذين يسخرون منه ويستهزاُون به من أفعاله واقواله التي يرددها وهو مغلوب على أمره المهزوزة لقد وضع هؤلاء أنفسهم والسودان المتبقي في وضع لا يحسد عليه لا العرب يعترفون به ولا الأفارقة يعتبرونه قطر أفريقياُ بل يستغلون هؤلاء الذين على السلطة وقد أثرى كثير من المسئولين الأفارقة من السودان وما زال الباقين يتمسحون ويتمرغون في سحته وهم يعلمون أن الدولة السودانية ولدت بطريق السفاح وأنها تبحث عن والدها الحقيقي الذي يرد لها إعتبارها وليس الموجودين الأن الذين يسرقونها ويسرقون أرضها . هل يمكن أن يلبي الحكم الذاتي المرتجى كل الطموحات التي يبتغيها شعبي جبال النوبة والنيل الأزرق من دون منغصات ونحن نعرف أن نظرية المؤامرة متجزرة في سلوك وأفعال وأقوال هؤلاء ولذلك فإن الضامن لإستمرارية أي خيار مطروح لجبال النوبة والنيل الأزرق من ضمنها الحكم الذاتي هو بقاء الجيش الشعبي كما هو ودعمه بكل أنواع الدعم ولنا تجربة في إتفاقية أديس أبابا 1972 وقد إستحضرت اللقاء الذي تم مع مستشار الحركة الشعبية الدكتور فرح عقار مع التغيير الإلكترونية في رده عن الحكم الذاتي فماذا قال (أولا ان الذي لا يعلمه الكثيرون ان مطلب الحكم الذاتي هو مطلب شعوب المنطقتيين وليس مطلبا لوفد الحركة الشعبية بل هي صدحت ونطقت بما يرغب فيه أهل المنطقتين هذا الأمر ليس أمر الحركة الشعبية (قالها مرتين) بل هو خيار أهل المنطقتيين الذين يعلمون ان اللامركزية المطبقة الأن في السودان هي قطعا ليست فيدرالية لان الموارد محتكرة في الخرطوم، وكذلك السلطة والوظائف ووضع الدستور وتعديله وادارة المواطنين أيضا محتكرة في الخرطوم لذلك الحكم الذاتي هو مطلب شعوب المنطقتين والحكم الذاتي ليس انفصال وهو اعتراف بمعالجة المظالم التاريخية وتحرير إرادة أهل المنطقة في إدارة الشأن العام وإدارة مواردهم في ظل دولة واحدة علمها واحد وعملتها واحدة وكذلك نشيدها الوطني ورئيسها واحد والسياسة الخارجية واحدة والجيش واحد وكذلك الشرطة والأمن ) . وهذا مقتطف قصير من اللقاء وقد إخترت هذه الفقرة لأنها تتعلق بموضوع أحادية الجيش في ظل دولة كالسودان التي قامت من الأصل في إبادة الشعوب الأصيلة منذ تأسيس جيشها المهزوم والساقط والمرتزق .لقد تعرضت إلى هذه الجزئية الهامة لأنها مبتغى هؤلاء المهزومين الذين يعرفون أن هذا الجيش هو الذي هزم كل مشاريع الهوس والهرطقة والدغمسة ومحاولاتهم الحثيثة لتفتيت هذا الجيش ونحن نرى أن هنالك أقاليم ذات حكم ذاتي في بعض دول العالم وهي محتفظة بجيشها الذي هو جزء من جيش الدولة لكي يضمن شعبي الأقليمين إستمرارية الحكم الذاتي وإلا سوف ندور مرة في هذه الدائرة المغلقة أولى تباشيرها هي إعطاء الصبغة القانونية والدستورية الطائشة للجنجويد والمرتزقة والغزاة أو ما يعرف بقوات الدعم السريع لكي تمارس القتل والإبادة والإغتصاب تحت طائلة القانون . يقول الفيلسوف البريطاني برتراند راسل (( يجعلنا التاريخ واعين بأنه ليس هنالك نهائية في الشأن الإنساني , وليس هنالك حالة من الكمال الساكن )) . وللفرنسيين مقولة هي : - La vraie et unique vertu est de se haïr . الحقيقة هي الفضيلة الوحيدة لنبذ الكراهية .
8 يناير 2015
|
|
|
|
|
|