|
الحركة العمالية و النضال ضد الاستعمار... عرض/ محمد علي خوجلي
|
mailto:[email protected]@yahoo.com يهتم الجزء التاسع من (مقال الاستقلال) بعرض اشارات موجزة مقروءه مع وقائع عرضت في الاجزاء السابقة تفاديا للتكرار عن الحركة العمالية السودانية في نضالها ضد الاستعمار.وهي حركة ضاربة الجذور وذات إرث نضالي عظيم حيث ارتبطت نشاتها بالكفاح ضد حكومة المستعمر، بعد اعادة استعمار السودان.و الحركة ،كغيرها، بدات عفوية و شاركت في بداياتها اعداد قليلة ظلت تتزايد و تنمو و تتعلم من تجاربها و التجارب الانسانية حتي تحولت الي مارد جبار وخط عمال السودان تاريخهم الثوري منذ 1902. وفي 1907 (أضرب عمال مصلحة الغابات) احتجاجا علي (ظروف العمل السيئة) مثلما أضربوا في 1913 (لرفع الاجور) و أضرب عمال بورتسودان (الميناء) في 1912 و 1913 ودخل عمال السكة الحديد في سلسلة اضرابات :1920،1921،1934 (عمال الورش) 1941(عمال ورش النجارين) 1943 (خريجي مدرسة الصناعة بعطبرة)..الي اخر و أضرب عمال خزان جبل أولياء في 1934...وغير ذلك.. الحقيقة:ان الحركة العمالية بدات كفاحها قبل قيام الاحزاب السياسية الوطنية،وسبقتها باكثر من ثلاثين سنة وأسس الخريجون(المتعلمون) أول تنظيم سياسي في 1920 (الاتحاد السوداني) وهو أول تنظيم أصدر (المنشوارات) التي هاجم فيها الادارة البريطانية وكذلك المتعاوننين معها،و يطلق عليهم (أذناب الاستعمار) والملاحظة الرئيسية:أن الاتحاد السوداني وضع الاستعمار وأعوانه في درجة واحدة وظل يكافح ضدهما معا... (أنظر: كتب "احدهم" في جريدة "حضارة السودان" 21 اغسطس 1920: ان السودان ليس في موقف يستطيع فيه ان يحكم نفسه. كما أنه ليس في استطاعة مصر ترشيده صوب الحكم الذاتي أو الاستقلال. ومن ثم فان الحل الوحيد امام السودان هو ان يظل تحت سيطرة الادارة البريطانية... أنظر:وكتب أحد قادة الطوائف(الثلاثة) في 20 نوفمبر 1920: ان العدل و الحرية و الامن و الرفاهية نتاج للادارة البريطانية ولا يمكن مقارنتها باي نظام أخر....) و انقسم (الاتحاد السوداني) بسبب الاختلاف حول (أساليب عمل مناهضه الاستعمار) الي تيارين: الاول: كان يدعو للعمل السياسي المباشر و العلني ضد حكومة المستعمر الثاني: كان يري استمرار العمل(السري) و النضال غير المباشر حتي يحين وقت النشاط العلني ومن ممثلي التيار الاول:عبيد حاج الامين و علي عبداللطيف. وقام التيار بتكوين (جمعية اللواء الابيض) و عضويتها شملت ضباط في الجيش و عمال و موظفين و طلاب و بعض التجار. و نظمت الجمعية و قادت مظاهرات في الخرطوم و عطبرة و حلفا و بورتسودان ومن (الجهة الاخري) كان (سفر الولاء) الذي رفعه "تحالف القوي الوطنية"!! الي الحاكم العام تاييدا لبريطانيا (الصديق الحامي للاسلام) أو كما كتبوا. وسجل (مسوؤل بريطاني) ملاحظته عن سفر الولاء بانه: دليل قاطع علي سيادة المبادئ الاساسية للحكم البريطاني، وعلي الرغم من ان السودان احد اكثر المستعمرات البريطانية حداثه الا انه اثبت انه من بين الدول القليلة المخلصة و المتفانيه في سبيل خدمه اغراض الامبراطورية. فزعماء الطائفية و (العلماء) و (رؤساء القبائل) كانو يعبرون عن مصالحهم (هم) باسم (الشعب) و رغباتهم(هم) باسم (الاهالي)..وفي ذلك الوقت كان غمار الناس من القوي الوطنية (حقا) عمال و مدرسين و نجارين و جنود و ترزيه و تجار صغار...وغيرهم، يناضلون بطريقتهم ضد الاستعمار. وإن حوالي 10% من عضوية حركة اللواء الابيض (ابريل1923) كانوا من (العمال) و انتظموا في (شعبه) من ممثليها: عثمان سيد احمد (مصلحة الاشغال) و رمضان محمد(مصلحة البواخر) و عبدالله ريحان (ترزي) بالخرطوم. و علي عبد اللطيف هو أول من نادي بحق تقرير المصير (1922) عندما كان عضوا بالاتحاد السوداني و (بسبب مقال لم يتم نشره)قدم للمحاكمة و سجن لمدة عام. ونلاحظ ان ذات الشعار الذي اجازه المؤتمر الثاني لاتحاد نقابات عمال السودان 1951 اي بعد ثلاثين سنة :الجلاء وحق تقرير المصير وتواصل العمل السياسي المباشر لجمعية اللواء الابيض ضد الاستعمار وبالذات تظاهرات المدن، حتي ظهور المقاومة المسلحة في 27 نوفمبر 1924 التي قادها الضباط:عبدالفضيل الماظ،ثابت عبدالرحيم،حسن فضل المولي،سليمان محمد،سعيد فرح صالح وعلي البنا وساهم العمال في ثورة نوفمبر 1924 بالاضرابات عن العمل (البوسته و التلغراف،الجمارك و اللسكه الحديد) وبالتظاهرات و توزيع البيانات ولصق المنشورات علي اعمده التلغراف ومن العمال (الماركسيين) الذين شاركوا في الثورة (قبل قيام الحزب الشيوعي بعشرين سنة) :علي احمد صالح،محمد خير المرضي،ابراهيم سيد عبده و الماظ عبد الله سعد. كما شارك ايضا (مثقفون) من (الماركسيين) بنموذج:احمد حسن مطر والذي تمكن من الهرب خارج السودان وكان يمد الطلبة الدارسين في مصر خلال الفترة 1925-1930 بالكتب و المجلات و الذين اصدروا مجلة (ام درمان) في مصر 1944 و الحركة الوطنية السودانية، كما شرح (المعلم) عبد الخالق محجوب منذ نهوضها عرفت موقفين و معسكرين. موقف (معسكر) الاستعمار و اعوانه و موقف(معسكر) الشعب.و العداء بين المعسكرين (قديم) ولا يزال أنظر: من ما جاء في صحيفة "الحضارة" التي يملكها زعماء الطوائف الثلاث عن ثورة نوفمبر 1924: "علي جمعية اللواء الابيض ان تدرك ان الامة تشعر بالاساءه عندما ينبري اقل الرجال شانا و اوضعهم مكانه في المجتمع بالتظاهر بانهم يعبرون عن فكر الامة.." و انظر قولهم: "ان امه يقودها علي عبداللطيف هي امه وضيعه" وعلي ذلك توصل (المعلم) الي حقيقته: ان كافة الحركات الوطنية و الاحزاب السياسية التي تسعي الي التغيير في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية، مهما كانت الاسماء التي تطلقها علي نفسها لن تلتقي ابدا مع المعسكر المعارض لمصالح الشعب وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تجلت بوضوح اثار الازمة الاقتصادية علي كل دول العالم (البطالة،انخفاض الاجور..) وكان من الطبيعي ان يتاثر السودان بتلك الازمة فارتفع حماس العمال و توصلوا الي اهمية و ضرورة تنظيم انفسهم لحماية حقوقهم و الدفاع عن مصالحهم بتكوين النقابات. و معلوم ان تطورا كبيرا قد حدث في اعداد القوي العاملة نتيجة مساهمه السودان التي قدمها للحلفاء في الشرق الاوسط و التوسع في الصناعات الصغيرة أثناء الحرب. كما ان تسريح اعداد كبيرة من الجنود بعد نهاية الحرب كان له تاثيره المهم في تقوية صفوف العمال بالتحاق اعداد كبيره من الجنود المسرحين بالسكة الحديد(عمال فنيين). ونلاحظ ان بعض العمال الذين تقدموا الصفوف في الاربعينات من القرن الماضي كانوا من الجنود المسرحين من قوة دفاع السودان. وقد قدر عدد العمال الذين يعملون بالسكه الحديد من ذوي المهارات المختلفة في 1946 بنحو عشرين الف عامل والي اكثر من خمسة و عشرين الفا في 1952. و معلوم دعم حزب الاشقاء و الشيوعيون لنشاط العمال في تنظيم انفسهم. و توجد علاقة قوية بين تطور الحركة الوطنية(مؤتمر الخريجين) و تنظيم العمال. و مؤتمر الخريجين(1938) وجد العمال شبه منظمين في الانديه العمالية، كما وجد عندهم الوعي فاتجه مباشره نحو تنسيق نشاطه مع انشطة الاندية العماليه و الاستعانه بهم في برامجه الوطنية. و حفلت المطالب العماليه للسلطه الاستعماريه بالروح الوطنية. وفي 1946 تكونت اول لجنة تمهيدية ممثلة لجميع اقسام السكة الحديد(هيئة شئون العمال) و التي بدات (سريه) ثم سعت لاخذ اعتراف السلطات الاستعمارية بشرعيتها ومن قيادات الهيئة :سليمان موسي، الطيب حسن،منير جاد السيد،الحاج عبد الرحمن، قاسم امين،حسين محمد فرج. وكان اول موكب عمالي في 12 يوليو 1947 وتم اعتقال القيادات (سجن الدامر) و تضامنت الحركة السياسية الوطنية مع العمال بالبرقيات الي الحاكم العام مطالبه باطلاق سراح العمال المعتقلين. كما حضرت قيادات من الحركة الوطنية و صحافيون الي عطبره: محمد احمد محجوب، محمد نورالدين، محمد امين حسين،احمد يوسف هاشم،اسماعيل العتباني. واطلق سراح عمال وقدم القادة للمحاكمة ودافع عنهم : مبارك زروق، محمد احمد محجوب ومالك ابراهيم و حكم عليهم بغرامات ماليه دفعها محمد نورالدين. ان الموالين للاجنبي من (الساده) وقفوا بالمرصاد لغمار الناس (الناس كل الناس) بابلاغ قلم المخابرات عن تحركاتهم..وعملوا علي (احتكار) الوطنية!! ولم يترددوا في اهانة (الاوباش) و (الوضيعين) عندما طالبوا بجلاء المستعمر.. و اندثرت الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.و خرج الاستعمار (القديم) و الثاني من السودان مدحورا.. و مطلوب من غمار الناس الصمت و عدم المساس (بالرموز)...كيف والاستعمار الجديد(الجماعي) يخطط و يعمل علي اعاده استعمار السودان للمرة الثالثة باشكال جديدة؟ كيف و الاستعمار الجديد (الجماعي) له موالون (قدامي) و (جدد) من الوطنيين و حمله الجنسيات المزدوجة في الحكومة و المعارضة؟ نؤمن انه كما اندثرت الامبراطورية البريطانية ستندثر الامبراطورية الامريكية و سيكون السودان من دول العالم العظمي... توصلت القوى الوطنيه الديمقراطيه من قبل 1956 إلى أنه توجد قوتان اساسيتان في الساحه السياسيه السودانيه: الأولى: يمثلها العاملون (العمال والموظفين والمزارعين والفنيين والمثقفين الوطنيين) والثانيه: تمثلها الأحزاب السياسيه الوطنيه. ومعروف ان الاحزاب السياسيه تضم في عضويتها عمال وموظفين ومزارعين...ألى آخر. لكن واقع الساحه السياسيه أكد (الفصل) بين (حركة العاملين) و(حركة الاحزاب السياسيه) وأن حركة العاملين هي التى قامت وتقوم بدور اساسي ومثابر ومستمر في توجيه الساحه السياسيه وإحداث التغييرات السياسيه الوطنيه. (أنظر: شهداء الاستقلال عند مقاومة قيام الجمعيه التشريعيه في عطبره، مثلوا من جهه الاتجاهات السياسيه الرئيسيه: الاتحاديين، الشيوعيين، وحزب الامه على الرغم من أن الأخير كان داعماً لقيام الجمعيه التشريعيه كما مثلوا من جهه أخرى الفئات النشطه: العمال والموظفين والطلاب: العمال: قرشي الطيب، حسن أحمد دياب، عبدالوهاب حسن مالك (كما ذكرنا من قبل). الموظف: عبدالعزيز أدريس، والطالب: فؤاد محمد سيد أحمد. (أنظر: القوى السياسيه التى احدثت التغيير السياسي في اكتوبر 1964 ومارس 1985). واثبتت التجربه السودانيه أيضاً، أن النشاط (المستقل) للعاملين المنظمين هو حجر الزاويه. وأن شرط بروزه يكمن في (القياده السليمه) والتى متى ما توافرت فإن أثرها يمتد للقوى السياسيه جميعها. كما أن تجارب الحركه السياسيه السودانيه على مستوى (التنظيمات) أو (التحالفات السياسيه المؤقته) أكدت واتسقت مع حقيقة مكونات الساحه السياسيه السودانيه الاساسيه. ويبدو ذلك واضحاً عند النظر في التنظيمات التى قامت قبل مؤتمر الخريجين، الجمعيات والروابط، الانديه والصالونات..أى آخر. وظلت تنظيمات العاملين ضمن كافة التحالفات المؤقته واحياناً تتكون بمبادره منها عند النظر للتحالفات بعد قيام الاحزاب والنفايات: جبهة الكفاح الوطني، الجبهه المتحده لتحرير السودان، الهيئه العامه للدفاع عن الحريات، الجبهه الاستقلاليه..ألى آخر. مثلما وجدت في قلب التنظيمات خلال الفتره 1920-1946. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم يؤكد الخطاب السياسي لكافة الاحزاب السياسيه عن دور (منظمات المجتمع المدني) في التميه الاجتماعيه والاقتصاديه وترسيخ الديمقراطيه والدفاع عن السياده الوطنيه وكثيراً ما يقترح تمثيلها في اشكال العمل المختلفه. ولذلك وغيره لا يدهشنا العمل المنظم لمعظم الاحزاب السياسيه لاضعاف تنظيمات القوه الاساسيه الأولى في الساحه السياسيه (كما فعلت حكومة المستعمر) من خلال صراعها على السلطه. وللاضعاف صورتان: • قمع حركة العاملين بالقوانين وغيرها، بدأ من عدم الاعتراف بها أو حلها أو تجميدها مع استهداف القيادات بالفصل والتشريد والاعتقال والسجن أو دفعهم للخروج من السودان دفعاً. • أختراق استقلالية التنظيمات (مصدر قوتها الوحيد) وجعلها تابعه لهذا الحزب أو ذاك. إن اشد ما يثير الانتباه في اضراب عمال السكه الحديد المفتوح، لثلاثه وثلاثين يوماً (16 مارس 1948-18 ابريل 1948) ما وجده من تضامن مع العمال المضربين يهدف مساعدتهم على استمرار صمودهم. والتضامن النقابي من التقاليد الراسخه في الحركه العماليه السودانيه. وكان من صور التضامن مع اضراب السكه الحديه في سبيل انتزاعهم لحق التنظيم: • التبرعات: مؤتمر الخريجين والاحزاب الاتحاديه (تبرع حرم الزعيم اسماعيل الازهري بعقدها الذهب). • تنازل ملاك المنازل المستأجره للعمال المضربين عن الأجره. • تقديم (التجار) للمواد التموينيه و(المزارعين) جزء من منتجاتهم لاسر العمال المضربين. (انظر: تطلق القوى المستبده الفاقده للارث النقابي مفردة (التسييس) على التضامن). وفي يوم الجمعه 1/أبريل 1984 وعقب الصلاه خاطب القائد النقابي (سليمان موسى) المصلين وهاجم الاداره البريطانيه (الحاكم العام واعوانه) فاعُتقل وتم ترحيله الى سجن كوبر. وفي يوم محاكمته وبعدها ايضاً شهدت الخرطوم مظاهرات ضخمه (ضد الاستعمار) قادها العمال و(الطلاب) وشاركن فيها النساء (منهن خالده زاهر السادات وعازه ارملة المناضل الوطني على عبداللطيف). وامتداداً لموقف العمال من رفض (المجلس الاستشاري لشمال السودان) فأنه عندما اعلنت الحكومه البريطانيه قيام الجمعيه التشريعيه بديلاً للمجلس الاستشاري، كونت القوى السياسيه المناهضه لقيام الجمعيه (جبهة الكفاح الوطني) ومن ضمنها عمال السودان . وفي اغسطس 1949 تكون مؤتمر العمال (هيئة شئون العمال واربعة عشر نقابه عماليه) وفي 10 نوفمبر 1950 استبدل المؤتمر بالاتحاد العام لنقابات عمال السودان واصبح محمد السيد سلام رئيساً له والشفيع احمد الشيخ سكرتيراً عاماً. وفي ديسمبر 1950 اعلن اتحاد العمال اضراباً عن العمل لمدة ثلاث ايام احتجاجاً على تشريد 119 طالباً من مدرسة خورطقت الثانويه. كما شهد العام 1951 (اضراب البوليس الشهير) وقدم قادة الاتحاد للمحاكمه (الشفيع احمد الشيخ ومحمد السيد سلام) وحكم عليهما بالسجن. وفي 1952 بادر اتحاد نقابات عمال السودان باقتراح قيام (الجبهه المتحده لتحرير السودان) والتى تكونت من الاحزاب الاتحاديه والجبهه المعاديه للاستعمار والعمال والمزارعين والطلاب وهي التي قادت النشاط المعادي لحلف الشرق الاوسط (مشروع دالاس 1951 الذي دعا الحكومات العربيه للإنضمام للأحلاف العسكريه الغربيه). وكانت الحركه العماليه ضمن (الهيئه الشعبيه للدفاع عن الحريات) والتى اصدرت وثيقتها في 25/اكتوبر 1954 ومن القيادات: محمد السيد سلام (اتحاد العمال) حسن قسم السيد (نقابة موظفي البريد والبرق) يوسف احمد المصطفى (المزارعين) و لويس عزيز (موظفي البنوك). وفي 9 أبريل 1955 جاء الميثاق الوطني الذي اقترحه الاتحاد العام لنقابات عمال السودان بعد موافقة لجان النقابات والذي تقدم به للاحزاب السياسيه ومن بنوده: 1- تحقيق جلاء الجيوش الاجنبيه في دوره فوق العاده للبرلمان اول اغسطس 1955. 2- إعلان استقلال السودان بكامل حدودة الجغرافيه والاجماع على تعديل الاتفاقيه بحيث تكون مهمة الجمعيه التأسيسيه الوحيده وضع دستور ديمقراطي للسودان المستقل. 3- تأمين الاستقلال الوطني بعدم الارتباط بأيه اتفاقيات عسكريه أو معاهدات سياسيه. 4- وضع حل ديمقراطي لمشكلة الجنوب بحيث تكون وحدتنا متينه. 5- استقلال نظيف قائم على اساس مبادئ الحريات الديمقراطيه واحترام الاغلبيه لحقوق الاقليه. كما كان اتحاد نقابات عمال السودان جزاءاً من مكونات الجبهه الاستقلاليه والتى اصدرت ميثاقاً وطنياً (24 مايو 1955) وقد عرضنا قبل ذلك رؤية اتحاد العمال 1952 للتداعيات السياسيه ورفعه لشعار: (الوحده الوطنيه في النضال ضد الاستعمار) وشعار (الجلاء وحق تقرير المصير). ونختتم بقول "المعلم": سقط اجدادنا وهم يحملون علم الاستقلال في كرري..الاف الشهداء.. وسقط الشهداء في الحلاوين.. و واجهوا الرصاص في 1924. وضرج ثرى عطبره وبورتسودان شهداء الجمعيه التشريعيه الابطال..(وشهداء اول مارس 1954 في الخرطوم وشهداء احداث توريت.. ميئات الرجال والنساء والاطفال في اغسطس 1955). لقد كتب شعبنا كراهيته للمستعمرين واعوانهم بالدم والتضحيه وليس كما يدعي مزيفو التاريخ والمحقرون لشعبنا من أن الاستقلال كان (منحه) و(هديه). المجد لشهداء الديمقراطيه والسياده الوطنيه. المجد للشعب. وعاش السودان حراً مستقلاً.
منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|