|
التاء المربوطة.. الصراع المقبل! بقلم هاشم كرار
|
زميلي في الوطن- الأستاذ سمير البرغوثي- كتب عن تاء التأنيث بمحبة، حببتني أكثر فيها، هذه المربوطة، منذ أن كانت حواء.. وكانت الأرض خالية وموحشة، لا من شئ يستبان.. وكان آدم.
من ربط هذه التاء؟
يقال هو أول من وضع النقاط على الحروف، أبو الأسود الدؤولي، واضع علم النحو.. ويقال بل تلميذه ابن عاصم بن الليثي الكناني، وكان ذلك بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي، لكن تلك رواية فيها نظر.. كما يقول الأقدمون.
المهم ، لماذا ربط من ربط هذه التاء في الغالب الأعم، وتركها مرات كثيرة مفتوحة؟ وهل الربط، هو تحايل على ثقافة الوأد ، تلك التي كانت من أظلم ظلامات الجاهلية.. وظلمها كان بكل الشواهد ظلمات.. فيما الفتح، هو إشارة لفتح الإسلام على هذا الكائن الجميل الذي كان يدفن دفنا، وهو يمسح عن لحي دافنيه، التراب ؟
نساء كثر، يغضبهن ربط هذه التاء، وأتصور ان ناشطات سيطالبن في المستقبل، بحلها ، في إطار محاولتهن الجسورة التمرد على إرث المجتمعات الذكورية.. هذا الإرث الذي لا يزال يعبر عن نفسه، بأشكال شتى من الظلم والظلام!
أذكر إنني، عرضتُ على كاتبة قطرية مرموقة أن تكتب زاوية في احدى المجلات الشهرية، تحت عنوان " تاء مربوطة" استشاطت غضبا، وقالت : لأنكم أخترتم هذا العنوان الذي فيه مافيه من اذلال للمرأة التي تصار ع لكسر قيودكم الذكورية، فإنني لن أكتب... لن"!
ألغمتني بعض عارنا نحن الذكور، فانزويت، أطاطئ الرأس، وفي فمي بقية من اعتذار، وبقية من بيت للمتنبئ.. بيته الشهير:
"وما التأنيث لاسم الشمس، عيب..
ولا التذكير فخر...... للهلال!"
التاء- مربوطة أم فاتحة- " ساكنة أو متحركة أو ممنوعة من الصرف أو معربة هى بدء التكوين على الأرض" كما يقول البرغوثي..
هى رمز العطاء، والخصوبة، والنماء والتكاثر.. هى الرحم الذي هو توأم رحم أمنا الاولى- الأرض.. هى المدنية والحضارة.. والأخيرة كان قد قال عنها الشاعر الكبير المنسي نزار قباني: "الحضارة أنثى.. وبيروت رغم الجراحات أنثى."!
ستظل التاء.. رمزا لكل ذلك.. حتى وأن كانت هذه التاء، هى تا " الرجولة"!
ترى هل سيظهر من النشطاء ( الذكوريين) من يخرج علينا، ذات يوم، مطالبا بحذف هذه التاء المربوطة من الرجولة، بإعتبار أنها فيها تشبيه ل( الذكورة) بالأنوثة، وهذا ما لا يستقيم مع هذا الشنب الذي متى ما اهتز، اهتزت الارض بمن عليها.. وتحتها؟
كل شئ وارد.. إذلا تزال في أي مجتمع من المجتمعات، بقية من عار مفاهيم المجتمعات الذكورية!
كل شئ وارد.. وهذا هو نوع آخر من الصراع بين الذكر والأنثى، حول... حول تاء، لا حول لها ولا قوة.. تاء مربوطة!
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|