|
رسالة مفتوحة إلي الثائر الحائر البهاء بشارة شريف بحركة العدل والمساواة السودانية جناح جبريل إبراهيم
|
رسالة مفتوحة إلي الثائر الحائر البهاء بشارة شريف بحركة العدل والمساواة السودانية جناح جبريل إبراهيم (2) اختي القارئة الكريمة واخي القارئ الكريم, إن من بين ما ورد في رسالة البهاء بتاريخ 24/12/2014م من عجائب المفاهيم التقليدية المقتبسة من فلسفة علم النفس الشعبي في مواجهة الصعاب في الحياة والتغلب عليها إما بالحيلة أوالصبر قوله:- (وبوصيك الثورة دايرة صبر . إنتهي متن النص نقلاً من رسالة البهاء !) بلا شك نحن البشر تواجهنا الكثير من المشكلات في الحياة والتي تحتاج منا إلي الصبر للتغلب عليها ولكن وبكل تأكيد الثورات لا تحتاج إلي الصبر! سواء في السودان او في دارفور وحكاية (الثورة دايرة صبر!) هذا مفهوم تقليدي للثورة و غير مقبول علي الإطلاق وإن سلمنا جدلاً بحاجة الثورة في دارفور إلي الصبر فلابد أن يكون صبراً محدوداً وليس ممدوداً إلي ما لا نهاية!. يجب أن نقر جميعاً بان الثورة في دارفور في حاجة ماسة إلي الحكمة ووحدة الصف والكلمة و إلي قيادة كارزمية حقيقية وإلي مشاركة فاعلة من كل الجماهير الشعبية في السودان وليس في حاجة إلي نخبة بعينه أو صفوة تنحدر من صلب رجل واحد!. وللثورة ميقات كما للصلاة ميقاتها وللثورة يوم معلوم لتضع فيها حملها! وللثورة تاريخ محدد يتحقق فيها النصر بإلحاق الهزيمة النكراء بخصومها لتضع بنصرها المؤزرحداً للإقتتال بين أبناء الوطن الوأحد تمهيداً لعهد جديد يسوده السلام والامن والإستقرار وإعادة البناء والتعمير . ولكن أن تحصر الثورة دورها و حركتها الفعلية في دوامة دائرية من العنف والدماء والقتال من أجل القتل في إقليم دارفور هذه لا تسمي ثورة لا في السودان ولا في غير السودان . يا اخونا الثائر الحائر زاكر في التعليم والإطلاع , كويس ووقت إنتو اصلاً ما عندكم رؤية وقدرة علي تحقيق أهداف الثورة و القدرة علي دحر وقهر قوات العدو لإسقاط حكومة عمر البشير شنو الجبركم علي حمل السلاح و قتل اولاد الناس في الميدان بإسم الثورة .!يا أخونا لكل ثورة ضد الظلم والطغيان أجل محدد يبلغ فيها هذه الثورة اهدافها وغاياتها وهذا الاجل المحدد غالباً ما يكون قصيراً جداً من تاريخ إندلاع الثورة وحتي تاريخ إنتصارها علي قوي الظلم والطغيان. ولا يكون توقيت إنتصار الثورة مفتوحاً هكذا كثورة الحركات المسلحة في دارفور كلا هناك أجل معلوم للثورة إما ان تنتصر أو تندثر ولكن ان تستمر الثورة كل الدهر هذه ليست ثورة هذه (همبته! حديثة !) تٌمارس بإسم الثورة .والتاريخ الإنساني حافل بالثورات التي إنتصرت في وقت وجيز وفي زمن قياسي علي الجبابرة والطغاة والقياصرة والفراعنة في الارض ولايمكن للثورة أن تصبرعلي اعدائها كل الدهر! .والتاريخ المعاصر غير شاهد علي ما نقول انظر إلي الثورة الفرنسية (1799-1789) والثورة الروسية( 1922-1917) والثورة الصينية 1952-1945) والثورة الامريكية لالغاء الرق (1865-1861) يا أخي بلاش الإستشهاد بالثورات في قارات العالم البعيدة رغم وحدة الهدف والغاية من هذه الثورات التي قدمت آلاف الشهداء ,من أجل الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة والمساواة أمام القانون بين الناس جميعاً بغض النظر عن العرق أو الجنس أو اللون أو الديانة أو الجغرافيا .القارئ الكريم القارئة الكريمة دعونا من تجارب الثورات في اوروبا الحديثة وغيرها من البلدان في العالم لنستشهد بتجربة ثورات قامت ضد الظلم والطغيان في بعض من بلدان الربيع العربي المجاورة للسودان لنكتشف معاَ بان هذه الثورات قد إستطاعت بالفعل أن تٌحقق أهدافها في زمن قياسي وجيز قبل أن تٌصاب بآهةالإنشقاقات و التصدع والتشظي والإختراق من قبل العدو وداء سيطرة العشيرة علي مصير و مسار الثورة .فكان النصر المؤزر دائماً حليف ثوار هذه الثورات وعلي سبيل المثال لا الحصر ثورة 17 فبراير المسلحة في ليبيا والذي إنتهت بمقتل طاغية ليبيا القذافي علي يد الثوارفي 20 إكتوبر من عام 2011م يعني كل بضعة اشهر تم إسدال الستار علي عهد دام اربعين سنة من الظلم والطغيان بقيادة القذافي في ليبيا ولا ننسي بان جماعة حركة العدل والمساواة قد حملوا السلاح واعلنوا الثورة ضد نظام البشير قبل ثوار ليبيا الذين إتهموا حركة العدل والمساواة وقتها بالقتال إلي جانب القذافي ضد الثوار فيما عرف بحركة المرتزقة السود في افريقيا . وفي تشاد القريبة قامت في عام 1989م ثورة مسلحة بقيادة جبهة الانقاذ الوطني التشادي المسماة إختصاراً بحركة MPS)) والتي إتخذت من الاراضي السودانية في دارفور قاعدة لها في عملياتها العسكرية ضد حكم الطاغية حسين حبري في العاصمة انجمينا وما هي إلا عام حتي تكمنت قوأت هذه الحركة المسلحة من إلحاق هزيمة نكراء بقوات الديكتاتور/ حسين حبري في ملحمة بطولية قل ما شهد التاريخ مثيلا لها في أفريقيا حيث كان علي راس قوات جبهة الإنقاذ الوطني الرئيس الحالي لجمهورية تشاد الرئيس/ إدريس دبي إتنو والذي ما عرفنا عنه يوما بانه عشائري أو يٌفضل بني عمومته وعشيرته علي غيرهم من أبناء وطنه تشاد .فانتصر علي العدو إنتصاراً ساحقاً وتاريخياً ونقل الشعب التشادي من الظٌلمات إلي النور. ولا أحد اليوم يستطيع أن ينكر ذلك فلا فرق بين الزغاوة وغير الزغاوة فالكل سواسية أمام دولة القانون في تشاد. القارئة الكريمة والقارئ الكريم إذا كان التاريخ يقول لنا بان كل هذه الثورات التي قامت في قارتنا بل وفي دول مجاورة لنا قد افلحت في إسقاط تلكم الانظمة العسكرية الفاسدة في زمن وجيز وقياسي إذا فباي حق ومنطق ياتري أن يصبر وينتظرأهلنا في السودان وفي دارفورالذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء , زهاء عقد من الزمان في معسكرات اللجوء والنزوح دون ان يكون هناك اي بارقة أمل في المستقبل المنظور تدل علي إنتصار وشيك للحركات المسلحة في دارفور علي حكومة المؤتمرالوطني في الخرطوم . بقلم : عبدالرحمن صديق هاشم مصر – القاهرة
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|