|
نميري نجم 2015 بفضل المغتربين والجيش ؟ بقلم أكرم محمد زكي
|
إنتهت مواسم الإحتفالات بأعياد الكريسماس وعيد للميلاد والمولد النبوي ورأس السنة الجديدة وعيد إستقلال السودان وتنوعت أشكال الإحتفالات الإنسانية في هذا الموسم العالمي ووصلت إلي ذروتها مع وداع العام 2014 واستقبال العام 2015
تنوع النشاط والحركة على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعية بين التهاني والتبريكات ومقاطع الفيديو التي تحمل أغاني و أشعار ومقاطع من أحداث ومواد تفاعلية و مكتوبة ومسموعة تتناسب كلها مع ما حملته تلك الأيام من إحتفالات وأفراح وكأنما الكوكب الأزرق المتشائم قد قرر أن يمنح نفسه برهة من الراحة ويرسم الإبتسامة على وجهه المثخن بجراح الحروب والصراعات والمعاناة والتي ماتركت مكانا أو ركنا في العالم إلا وطرقت بابه .
ناس السودان بطبعهم الإجتماعي وثقافتهم المتعددة محبين للمواسم ومخلصين للمراسم فإذا كانت أيام حزن قدموا العون والسند وبذلوا الجهد والمال ، وإذا كانت أيام فرح تفاعلوا وانفعلوا وابدعوا واضافوا بصمة لاتوجد الا لديهم نحن نعلمها جميعا وهي سر نكهة الفرح السوداني مهما كان نوعه . . نجاح ، زواج ، فوز في مباراة ، ترقية ، وحتي النوع الجديد من الاحتفالات التي فرضت نفسها واحتلت حيزا في المجتمع وهي ما يمكن أن نطلق عليها إحتفالات الفساد وتتنوع بين حفلات بإسم الوطن على شرف مناسبة تستغل المناسبة نفسها سانحة لصرف ونهب الأموال أو مناسبة يحتفي فيها بالتمكن من نهب مناصب وأموال أو مناسبة يحتفي فيها بنفي تضييع ممتلكات أو حقوق أو بلاد وأموال أو مناسبة يحتفي فيها بنقض العهد والميثاق والدستور والحنث بالأيمان علنا جهرا حفلا ، كما لابد وأن ندرج حفلات علماء السلطان والتي يستضاف لها نجوم الشاشة الإسلامية الكبار ليؤدوا محاضرات مسرحية ومداعبات وعظات جماهيرية يعرضون فيها قضايا المسلم الساذج والإسلام المشفر والمسخر لخدمة المختارين والمتمكنين والمتحللين مع أحدث الفتاوى والفتن ، وطبعا الفواتير .
لعل الجميع قد لاحظوا أو شاركوا أو تبادلوا مؤخرا خلال عطلة الأعياد مواد عن الرئيس السابق جعفر نميري حيث رصد انتشار غير مسبوق لهذه المواد بين السودانيين داخل البلاد وخارجها في شكل صور ومقاطع فيديو ومقاطع صوتية وأغاني ومقالات ربما كان من أكثرها انتشارا صورة لنميري باللبس المنزلى جالسا وهو يطعم بعض القطط ثم صورة أخري وهو يأكل في قراصة وملاح وثالثة وهو يتهامس مع بعض قادة العرب والعالم ومقاطع فيديو له وهو يركض برشاقة على سلالم القصر الجمهوري وبدا الأمر كأنما هي من أيام حكم نميري حين كان أبعاج وقتها يسيطر على كل أجهزة الإعلام وبرغم من ذلك تفتحت أزهاركثيرة من مهرجانات الموسيقى والثقافة وبعثات الأكروبات السودانية وكل البعثات الخارجية وحين كان يكتم الحريات وبرغم من ذلك يقود خريجي مايو معظم الأحزاب السياسية اليوم ويمتلكوا أنجح المؤسسات الصحفية والإعلامية وحين كان يقمع ويعدم معارضيه وهاهم أكثرهم اليوم على قمة النظام الحاكم والنظام المعارض وحين كان فاسدا وكان قد ترك الدنيا ولا يوجد بإسمه أية ممتلكات أو بعض من أموال أو الأولاد.
لا أعتقد بأن الشعب قد وصل به الضيق في أحواله المعيشية حتى يحن إلى عهد نميري لأن الأيام الأخيرة من عهد نميري كانت ربما أسوأ حالا في بعض جوانبها كما أن الإحصائيات ترجح بأن أجيالا بأكملها من الأجيال الحالية لم تعايش فترة حكم نميري وتشكل هذه الشريحة ثقلا عظيما من تعداد السودانيين كما أنه ليس من المعقول أن تكون جهات أجنبية قد قامت بعمل ونشر هذه المواد ( نظرية المؤامرة) .
إن أكثر الإحتمالات موضوعية هو أن شريحة من رجال القوات المسلحة والقوات النظامية تحن الى أيام الرجل وتبكيها بحرقة ولكن نجد أيضا أن الشريحة الأخرى و التي كانت مايو تشكل لديها نوع من الإيجابية هى شريحة من يعملون ويعيشون خارج السودان حيث تميز عهد مايو بعكس صورة إيجابية مقارنة مع رصفاء السودان من العرب والأفارقة حينذاك حيث وقف السودان بينهم طويل القامة في حضوره وحكمته في حل الصراعات الإقليمية وفي نوعية وجودة ماكان يصدره السودان من عقول وعمالة وفنيين وحتى في علاقات نميري الشخصية مع زعماء المنطقة وأهم من كل ذلك هو وضع المغترب السوداني في تلك الأيام على قمة طبقات المجتمع السوداني ، فهل كان المغتربون والعسكريون سيصوتون لنميرى لوكان على قيد الحياة ورشح نفسه لرئاسة الجمهورية ؟؟
ربما يرد مجيب زهجان أو ممن (سطلتهم ) ضغوط الحياة : والله لو مش لو إترشح ابليس . . لو البشير زاتو رشح نفسه في الوضع الحالي ده بنصوت ليهو علشان نخلص من النظام ده !!
اللهم ارحمنا أجمعين
أكرم محمد زكي
|
|
|
|
|
|