|
ذكرى إستقلال السودان الموحد بين مطرقة النظم الإستبدادية و سندان فشل النخب السياسية بقلم حامد عبدالل
|
تسعة و خمسون عاماً مرت منذ إستقلال السودان الوطن العزيز و خروجه سالماً موحداً من تحت عباءة الإستعمار الأجنبي البغيض ليقع تارةً أخرى و في لمح البصر أسيراً كسيحاً و مغلوباً على أمره و حاله تحت وطأة جبروت و تخبط الإستبداد الوطني الغاشم و الغشيم و الذي قضى كما نار الهشيم على كل موروثات الإستعمار النافعة في شتى المجالات و الضروب و الحقول من علم و دربة و دراية و خدمة وطنية و بنية تحتية عظيمة و سليمة كانت قائمة و شاهدة و مشهودة فأضحت سراباً بأسرع مما يتصور عقل بشر !!! نصف قرن وعقد من الزمان مرت منذ إستقلال السودان الوطن موحدا وها هو اليوم يعيش منشطراً و منقسماً و محترباً و مضطرباً ومهدداً بالفناء و الزوال كدولة و كوطن و كأرض و جغرافيا و كوجود بين الأمم و الشعوب و الأدهى و أمر انحسار و إندثار مروث و مكتنز القيم و المثل و كريم الأخلاق و تآكل النسيج الإجتماعي و تفشي ظواهر العزل و الإقصاء و حدة الإستقطابات القائمة على الولاءات القبلية و العرقية و الإثنية و الجهوية .. نصف قرن وعقد من الزمان مرت ولا زال ساسة وقادة السودان يختلفون حنى النخاع في كيف يحكم السودان فيفشلون و يدمنون الفشل و الإخفاق و تراكم الخيبات و لا يعبأون و لا يأبهون و لا يبالون بل يهدرون كل الدماء لأجل من يحكم السودان !!! نصف قرن وعقد من الزمان مرت منذ إستقلال السودان وساسة وقادة السودان يتشاكسون و يتباغضون و يتشاتمون ويتنابذون ويتناحرون ويتصارعون كما الثيران الهائجة المضرخة بدماء بعض في حلبة متسخة نتنة تضج بالمتفرجين الغاضبين المستائين من هكذا قادة وهكذا ساسة وهكذا سياسة !!! نصف قرن وعقد من الزمان مرت و غالب أهل السودان يتألمون و يتضورون و يتأوهون و مع ذلك يحلمون و يأملون و يتعشمون بل و ينتظرون عسى و لعل أن يعي أو يدرك أو يتعظ أو يعتبر ساسة و قادة السودان القابعون في مستنقع الفشل الآسن قبل بلوغ منعرج اللوى الأخير و الخطير و قبل حلول ضحى الغد رغم مرور الجميع بعدة منعرجات حادة وضيقة وصعبة فقد السودان عندها و خلالها ثلثه الغالي ولا زال الوطن الذي به و له ننشد و نتغنى يتشظى ويتلاشى ويتناقص من أطرافه و حوافه والساسة والقادة الحاليون والحالمون يتسابقون ويتنافسون ويتطاولون في بنيان مصطلحات الشتائم و السباب و المخاشنات اللفظية و الجسدية !!! نصف قرن وعقد من الزمان مرت والسودان الوطن الغالي العزيز يتدحرج نحو منحدر قاع الهاوية السحيق وللأسف الأسيف فإن هؤلاء الساسة و القادة المفترضين والمفروضين على الجميع هم وليس غيرهم من يعمل على دحرجة السودان الوطن نحو مسار المنحدر المؤدي الى قاع الهاوية السحيقة !!! بعض عامة أهل السودان أضحي يتمنى سرعة حدوث ذلك الإصطدام السريع المريع بذلك القاع السحيق في تلك الهاوية العميقة ولسان حالهم يقول أفضل لنا و أرحم الموت والهلاك السريع من هذا الموت البطيء الذي نعيشه على لهيب هذا الجحيم الرهيب الذي نكابده و نعانيه و نقاسيه !!! بقلم مهندس / حامد عبداللطيف عثمان الأول من يناير 2015م جدة / المملكة العربية السعودية 00966507354566
|
|
|
|
|
|