نظرات في أوضاع الإنسان اليوم بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 12:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2014, 03:14 PM

عبد المؤمن إبراهيم أحمد
<aعبد المؤمن إبراهيم أحمد
تاريخ التسجيل: 12-24-2014
مجموع المشاركات: 41

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظرات في أوضاع الإنسان اليوم بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

    تباعد العلوم عن كل ما جاء به الدين جعلها تسير كالعمياء خصوصاً علم النفس، مما عمق من أزمة الإنسان الحديث. بعد أن أشبعت العلوم حاجة الإنسان المادية عبر الرخاء الإقتصادي القائم على التطور التكنلوجي حدث نوع من الإسترخاء النفسي الكاذب الذي سرعان ما ادرك حاجته لإشباع رغبات أخرى، سَمِّها بالروحية والتي تم إبعادها في زخم الإنتصار الحاسم للعلوم على الأطروحات الدينية التي قدمتها الكنيسة التاريخية. تلك الحالة جعلت الفردانية تستقر هناك وصارت القوانين والنظم القائمة عاجزة عن تقديم حل للكثير من مشاكل تلك المجتمعات بسبب التطرف في النزعة الفردانية والتطرف في النزعة العلمانية وحرية الفرد والإنسانوية والنزعة الإستهلاكية. لقد صارت تلك المجتمعات تعاني من التفكك الإجتماعي وجرائم المجتمع بسبب هلامية القيم وسيطرة النظرة المادية المصلحية البرجماتية المتطرفة على تلك المجتمعات.
    من ناحية أخرى يشكل الدين عنصر أساسي في تشكيل الوعي الإنساني خصوصاً في المجتمعات الإسلامية. وقد تم بنيان ذلك الوعي على مر العصور والازمان، ولكن هذا الوعي الذي يكتنفه الدين صار مزعزعاً مضطرباً متنازعاً بين المعرفة العلمية النسبية والمعرفة الدينية التي تتحدث عن الإطلاقيات. صار وعي المؤمنين مضطرباً بسبب تغير الظروف وبسبب النور القوي القادم من العالم المتقدم المُدَرع بالعلم والمال والقوة والجمال. فكيف يتسنى لنا الجمع بين المطلق والنسبي لكي نجمع بين علم الغيب وعلم الشهادة؟ في ظننا ان الغيب والشهادة متداخلان لدرجة بعيدة ولكن فقط نحن اليوم ليس لدينا الآليات المعرفية للكشف عن ذلك. فالعلوم ما زالت مُنْكبّة على الطبيعة الخارجية وعالم الآفاق ولم تلتفت بعد للطبيعة الداخلية للبشر وعالم النفوس بصورة كافية وجادة. يقول محمد ابو القاسم حاج حمد: "تحالف الغرب وكل البشرية مع الغيب من جهة ومع الطبيعة من جهة أخرى هو تحالف قائم وإن لم يدركوه أو يبصروه في عصرهم هذا". فكل المنجزات الأخلاقية التي نعيش في كنفها اليوم قدمت في أصولها من جذور دينية. بصورة مباشرة أو غير مباشرة. كل قيم الصدق والعدالة والحرية التي تفاخر بها الحضارة الغربية هي في حقيقتها مأخوذة بطريقة غير مباشرة من الكتاب المقدس وميراث النبوة والفلسفات القديمة.
    كل الأديان تنادي بالخير والمحبة والسلام ونكران الذات، فأين الخلل اذن؟ لماذا هي في حالة صراع؟ لا بد أن هناك خللاً ما في فهم معتنقي هذه الأديان نتج اثناء تطورها التاريخي، مما أدى إلى ضياع الهدف وضبابية الرؤيا التي صار يحجبها غبار كثيف من المصالح والسياسة والدفاع عن كل أمر مستقر. نتج كل ذلك عن بعض التباعد عن الوسطية فى المناهج والمفاهيم وقصور في فهم النصوص وإغفال عامل الزمان والظروف في فهم النص الديني مما أكد للناس ضرورة التجديد الديني والتنوير والإصلاح الديني من جهة. كل ذلك أدى من جهة أخرى لإبعاد الدين عن حياة الناس في الغرب وأثر كل ذلك على مجمل إتجاه العالم اليوم لأننا نعيش في عالم تهيمن عليه حضارة الغرب.
    كيف يمكننا ان ننقذ هذا العالم من الإتجاه المظلم الذي يسير فيه؟ هل يجدي ترويع الآمنين وقتل الأبرياء؟ كلا. هل تجدي قوة الدول وسطوتها في تغيير إتجاه العالم؟ كلا. لا بد لكل الطليعة العالمية في الفكر والسياسة والدين وفي كل العالم والتي تعمل لخير البشرية القائم على الحرية والديمقراطية والتسامح والتعايش السلمي من أن تجتمع إلى كلمة سواء، في منهاج عريض يقود هذا العالم إلى طريق الخلاص. وعلى الأخص لا بد للطليعة الدينية المثقفة الواعية المتسامحة التي تفهم الماضي وتقرأ الحاضر وترى المستقبل بالصورة الصحيحة، ان تقبل النقد والتجديد على أساس الحرية الكاملة في مناهجها ومفاهيمها من أجل إبراز أصول تلك الأديان التي تجمع ولا تفرق عبر إعادة قراءة النصوص المقدسة والتمييز بين ما هو مطلق وما هو نسبي. لا بد لهذه الطليعة في كل دين وملة أن ترتقي لمستوى العلم والفكر الذي يجمع بدلاً من التخندق في خنادق العقيدة التي تميز وتفرق. إن التمييز والتفريق والحدود كان لضرورة تاريخية ما عادت ضرورة في عالم اليوم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de