|
يؤرخ التاريخ في تاريخ السودان بقلم ابراهيم طه بليه
|
يؤرخ التاريخ ان البطل علي عبداللطيف والدكنور طه عثمان محمد بليه والدكتور جون قرنق – عظماء استوعبوا قضايا السودان وأهله وسطروها في صفحات النضال والتضحيه وأودعوها أمانة فوق اعناقنا . القائد ياسر عرمان :- في تاريخ السودان قيادات استثنائيه قويه ومتفرده لعبت أدوارا هامه فدفعت الثمن غاليا وعلي رأس هؤلاء الشهيد علي عبداللطيف قائد ثورة 1924 م (هجين سوداني أصيل) من أب جنوبي وأم نوبيه وهو أول من أسس منظمة ثوريه علي أساس المواطنه . والثاني هو الشهيد الدكتور طه عثمان محمد بليه مؤسس مؤتمر البجا في شرق السودان عام 1958 م – وضع الأسس المتينه للمواطنه المتساويه – وأخيرا وليس أخر الدكتور جون قرنق دي مبيور أتم – نعرفه جميعا – أمتلك الشجاعه لقيادة أكبر محاوله لتوحيد السودان علي رؤيه واسس جديدتين ( رؤية السودان الجديد ) وذلك عندما أسس الحركه الشعبيه لتحرير السودان عام1983 م فقد كان علي رأس همومهم وأولوياتهم السلام وإشاعة الطمانينه وإرساء دعائم الدوله الاجتماعيه فكانوا العظماء والعظماء غالبا مايدفعون ثمن مبادئهم غاليا – فهل تحقق من ذلك شيئا ؟
إذا فالنتحدث بكل وضوح وتدقيق عن إنهيار دولة السودان وهو في الحقيقه منطقي مع نظرية نشوء الدوله القائمه علي مفهوم العصبيه ( الاحاديه العربيه ) - إستنادا إلي ذاكرة التاريخ التي أرخت - تبين التغيرات العميقه التي دخلت علي الدوله السودانيه – وإن ظلــــــت تحمل اسم الجمهوريه وصاحبها يدعي ( رئيس الجمهوريه أوقائد الثوره ) وواضح من تجربة الجمهوريه أو الثوريه أنه حدث انفصام بين الأمه والدوله – ولاأدل ذلك من إنقطاع الديمقراطيه وظهور عهد طويل من الطغيان والاستنبداد ، بحيث أصبحت تعيش لنفسها وبنفسها في نوع من النرجسيه الذي يجعل وجهها هو البارز وحده في المرآة وهذا جعلها لاتنظر إلي الواقع ولا تري عددا من التطورات التي جرت في المجتمع – فكان اتجاهها عربيا بحتا – هل يمكن أن نقول أنه كان قوميا ؟ لا، لأنه إعتمد الهيمنه ، بل اعتمد التوريث – فكان للنخب الحاكمه أقرب وسيلة واسهل مدخل من أجل المصالح الخاصه – ولكنه حلفا ضد المصلحه العامه بصفه عامه ولبقية شعوب السودان بصفه خاصه التي تمثل قوة اجتماعيه لايستهان بها – فكان لها لابد من تكسير ذلك التحيز والاستبداد العرقي - ولم يترددوا حينما سنحت لهم الفرصه.
لم يأخذ مفهوم الأمه والدوله معناها الحقيقي كما نودي عند الاستقلال علي أساس الإخاء والمساواه في الحقوق والواجبات – وقد مضت تلك التجربه في خطوات سالبه متلاحقه تزيد الفوارق الإمر الذي أخذ يصطدم بواقع المشهد السوداني المتنوع الاعراق والثقافات والمعتقدات الدينيه واخري – حتي أثر العصبيبات الاقليميه يبرز في كل مكان شرقا وغربا وجنوبا – حتي اصبحت البلاد مسرحا لصراعات من العرب والافارقه – تجلت بأقوي صورها في حرب الجنوب وما تلاها من ثورات في بقية الانحاء ولم يكن شأن هذا الوضع أن يدعم وضعية الانفراد العربي بالسلطه حتي دخلت الدوله في طور من الازمه المستديمه في عدد من الظواهر نذكر منها :- 1) الاعتراض العنيف علي شرعية الانظمه القائمه لدي شعوب السودان الغير عربيه . 2) ثورات شعبيه عارمه إقتلعت الانظمه العسكريه من جذورها في اكتوبر 64 19 م وابريل 1984 م - شعارها الحريه والعداله- تربص وغدر بها أعداء الديمقراطيه. 3) قيام تحالفات مناوئه في الجنوب ودارفور وكردفان والنيل الازرق وشرق السودان . وهذا أقوي ما يمكن أن يكون من الاعتراض وعدم الاعتراف 4) تفاحش ظاهرة الانفصال والتجزئه داخل الوطن الذي ظل خاضعا لاحاديه مدنيه وأخري عسكريه. 5) إن السلطه التي انطلقت علي أساس رعاية حقوق الافراد والجماعات وعلي أساس ضمان العدل الاجتماعي – إنزلقت نحو طريق الفساد والافساد – فلم تعد الانظمه الحاكمه منذ الحكم الذاتي 1954م وحتي الآن متجاوبه من نفسية الأمه وقضاياها ومطامحها ومن ثم أصبحت العامه - السواد الاعظم من الامه - سواء في الحواضر أو البوادي غير محميه ولا مرعية الحقوق - واتجهت السلطه لمواجهة المشاكل السياسيه والاجتماعيه إالي الاعتماد علي الهرج (القتل ) كما سخرت الجيش وضباطه هم المتصرفين الفعليين عند اللزوم بالإضافه التصرف في الاقتصاد ومداخل البلاد دون رقيب وهذا ما جعلها تفقد شرعيتها وحرمتها وهيبتها وبالتالي فقد السند الطبيعي الذي كان من الواجب أن يأتي من القاعده أي الأمه . إذا الإجتهاد لم يكن مهتما في ايجاد شروط الإلتحام والإندماج بين القوميات المختلفه التي أصبحت جمهورية السودان – بل إنها السياسات المتناقضه والمبينيه علي الارتجال - لم تستطع أن ترضي العنصر الغير عربي الطامح الي توسيع نفوذه في دواليب الدوله بحيث نشأ إستياء لديهم – لنشهد المشهد السوداني قادم بلا محاله لدولة عربيه وآخر افريقيه حسب المناطق والاقاليم بعد أن فتح الباب علي مصراعيه بإنفصال جنوب السوداني الغالي – دون أن تعير النخب تلك التطورات السلبيه والأخذ بزمام الأمر في الوقت المناسب وكان من نتائجها الدفع بالدوله إلي مزيد الانحلال والفساد –– يديرون البلاد ما أرادوا – يبدعوا من الاهواء المضله والاحكام الجائره مارأوه ولم يتبعوا سيرة القياده الحزمه والساسه الكمله - وهذا مما يفرق عليه الجماعه وينفر عنه قلوب أكثر الناس ويشتت عليه أراء العامه . ومهما يكن ، فالذي نسجله من خلال تأريخ النخب السودانيه – هو فشل دولتهم فقد بدأت قوميات السودان الأخري تطغي وتفرض نفسها لان الواقع التأريخي بعين فاحصه – انهيار دولة مضر أو الخصوصيه العنصريه أو فشل الدوله بالمعني الديني لأنها لم تقم علي إذابة العصبيات و القوميه في أمة واحده تقوم علي رابطة العقيده – لأنها سرعان ما طغت علي الشعوب الاخري ووجهت الحكم لصالحها – رغم انه من المستحيل تجاهل واقع قوميات السودان التي تدعمها عدة عوامل جغرافيه وبشريه وثقافيه. حقيقة – غابت عن ملة النخب السودانية فضيلة العداله - وعليهم أن يدركوها قبل الغد مع ما سمي عصر الانبعاث وساروا في طريق تحقيقها – رغم وعورة الطريق وهي ملأي بالاشواك والعقبات وعليهم إزالتها حتي تطمئن النفوس وتهدأ وتعمـــر الديار. وإذا عقدت الإمامه لإمامين في بلد واحد ( إمامة ملة النخب والجيش ) لم تنعقــــد إمامتهما – لأنه لايجوز أن يكون للأمة إمامان في وقت واحد وإن شذ قوم فجوزوه . وهذا ما يقتضيه فقه الضروره إن لم يكن فقه لغرض في نفس.....!
ابراهيم طه بليه مؤتمر البجـــا القـــياده العامه بورتسودان في 22 / ديسمبر / 2014م
|
|
|
|
|
|