|
ما فيش.. فايدة!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الخميس 25 ديسمبر 2014
قبل يوم واحد.. بالتحديد أمس الأول.. قالت مفوضية الانتخابات إنها لم تتلقَ أي طلب من أي جهة خارجية لمراقبة الانتخابات.. وبعد 24 ساعة فقط.. اليوم تنشر صحيفتنا – وبالطبع بقية الصحف- خبراً لمفوضية الانتخابات عن تقدم (95) جهة أجنبية بطلبات لمراقبة الانتخابات.. هذا سحر..!! لا يتحقق إلا بمعجزة.. يسترق العالم السمع لأخبارنا وعندما يسمع أن لا أحد تقدم لمراقبة انتخاباتنا.. تسرع أقل قليلاً من مائة جهة عالمية وتطلب تسجيل طلباتها.. كأنها كانت تنتظر الدعوة على أحرَّ من الجمر. واحد من أمرين.. إما أن المراقبين الدوليين يثقون تماماً في مفوضية الانتخابات.. وهم لا يرغبون في هدر وقتهم في مراقبة (الموثوق به).. أو أن العالم بات من فرط ثقته في لا جدوى المراقبة.. ليس في حاجة لإضاعة وقته فيها.. أشفق على البروفيسور مختار الأصم من هذا الموقف الذي يجد نفسه فيه.. يُعلن جدول إجراءات الانتخابات.. ويعيد تأكيده في الإعلام.. ثم فجأة.. يهبط اضطرارياً ويعلن تعديل الجدول ويفشل في تصريحاته أن يعلن أسباب التعديل.. هو تعديل والسلام.. رغم أن الشعب كله يعرف أسباب التأجيل التي لم يطق لسان البروف الأصم أن ينطق بها. في الجانب الآخر.. البرلمان يتعرض لاختبار حقيقي.. اللجنة الطارئة لدراسة تعديل الدستور تبدأ مشوارها بمشروعات أربعة تعديلات فقط.. وفي صمت يكتشف أعضاء اللجنة تسرب (14) تعديلاً جديداً لم تضمنهم اللجنة جدول أعمالها يوم تكوينها.. فيعلن بعض أعضاء اللجنة اضطرارهم للترجل عن منصتها. هذا المشهد مضر جداً ليس بحزب المؤتمر الوطني (الذي بيده القلم فلا يكتب نفسه شقياً على رأي المثل الشعبي) فحسب.. بل بكامل الدولة السودانية التي تمر بأشق مراحلها. مشروع التعديلات الدستورية وبالطريقة التي يسير بها سيتمخض عن إهدار ما تبقى من هيبة ووقار الدستور ويرفع وتيرة التخاصم السياسي حوله ويزيد من حدة الأصوات الداعية للبحث عن مشروع دستور جديد.. وهي معركة مؤجلة عند كثير من التكوينات السياسية بما فيها المتحالفين مع الحزب الحاكم نفسه. بصراحة.. يبدو أن المشهد السياسي مقبل على مزيد من الاختناق (والتخانق).. فمشروع الحوار الوطني ذهب مع الريح.. والسباق الانتخابي بلا متسابقين.. والمفاوضات في المسارين متجمدة في انتظار الحسم الميداني.. ونضب تماماً معين المبادرات من الداخل أو الخارج.. كأنما أدرك الجميع اليأس والإحساس بحكمة سعد زغول (ما فيش.. فايدة!!).
|
|
|
|
|
|