|
للانتقال سلمياً لسعة الديمقراطية بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*أبدأ أولاً بتهنئة مستحقة للشعب التونسي الذي استطاع الخروج من مأزق الخلافات السياسية ومحاولة القفز عليها بقوة الأمر الواقع، وأن يقدم لشعوبنا تجربة إيجابية في العمل السياسي الديمقراطي في الإنتخابات الرئاسية التي لم تكن نتيجة فيها بنسبة 99,9% للرئيس الفائز. *إن فوز مرشح حزب نداء تونس الباجي فايد السبسي ليصبح أول رئيس منتخب مباشرة من الشعب بعد الثورة،على منافسه "الرئيس الحاكم" إبان إجراء الإنتخابات منصف المرزوقي بنسبة 55,68%من أصوات الناخبين التونسين، يعد سابقة إيجابية في الإنتخابات الرئاسية بالدول العربية والإفريقية. *هذه المقدمة فرضتها نتائج الإنتخابات الرئاسية في تونس قبل أن أدخل في الموضوع الذي فرض نفسه على "كلام الناس" في اليومين الماضيين حول ماأثاره الكاتب الراتب ب "السوداني" خالد موسى وهو يقارن بين تجربة الشيخ الدكتور حسن الترابي وتجربة الشيخ راشد الغنوشي في تونس. *أتفق مع خالد موسى في أن الشيخ الغنوشي من مدرسة الدكتور الترابي في إعلاء شأن العقل والنظر المتجدد في الفقه، لكنه كما ذكر في مقاله الأحد الماضي"بلا قيود" فإن الغنوشي إستفاد من إخفاقات الترابي "السياسية"، التي تسببت في الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية القائمة في السودان. *إن نجاح تجربة الغنوشي أثمرت في تأمين الديمقراطية التعددية، واعتماد نهج التوافق السياسي بدلاً من نهج الهيمنة ومحاولة إقصاء الاخر، وإعلاء مصلحة تونس فوق مصلحة"حزب النهضة"، وكل هذا نابع من إيمان الغنوشي التام بالحرية التي كفلها الله سبحانه وتعالى لعباده في أن يختاروا بين الشكر والكفر. *أننا في هذه المرحلة الأحوج مانكون فيها لإحياء الحوار السوداني الشامل، نحتاج للإستفادة من مثل هذه التجارب السياسية للأخذ بالإيجابي منها وتجاوز السلبي فيها، وذلك يستوجب الانفتاح أكثر على الأحزاب والحركات المعارضة، والإعتراف باطروحاتهم السياسية، ووضعها على طاولة الحوار حتى لايتحول الحوار إلى "مونولوج" ذاتي لايخرج بالسودان من دوامة الإختناقات القائمة. *ان الأوان لحزب المؤتمر الوطني لأن يعترف بالخلافات التي لم تبدأ بالمفاصلة بين"الوطني"و "الشعبي" ولم تنته بخروج بعض الرموز والجماعات و"الحركات المسلحة"من تحت مظلته، وأن يعيد النظر بجدية وصدق في السياسات التي أصبحت موضع خلاف داخلي، وامتدت اثارها السالبة على علاقاته مع الأحزاب والحركات المعارضة، وهي سياسات في شأن الحكم والاقتصاد، واجنهادات بشر يخطئون ويصيبون، وليست أمر دين. *ان السودان في حاجة ماسة للتوافق على أجندة قومية - قبل إجراء الإنتخابات المختلف عليها - للانتقال بهذه الأجندة القومية سلمياً لسعة السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي .
|
|
|
|
|
|