|
كورونا .. ايبولا .. فيروس يسمى (عرمان)!! الثقافة بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم
|
- نحن بلد على قدر حاله ، والأمراض التي تلم بتلابيب مواطنيه منذ القدم أمراض تقليدية وهي االملاريا والتايفويد والاسهالات بانواعها وكذلك وجع الراس، أما ما استجد مؤخرا من أمراض كالسرطان والكبد الوبائي والفشل الكلوي، فأصبحنا نتعامل ونتعايش معها كما كنا وما زلنا نتعايش مع التقليدي كما تعايُشنا مع الملاريا ووجع الراس!! ، ولكن مؤخرا سيطر الخوف ودب الرعب في جميع انحاء العالم جراء الاخبار الواردة عن فيروسات « كانفلونزا الخنازير والطيور ، والكورونا والايبولا »! وغطت الانباء المتلاحقة على نتائج التسونامي البحري الرهيب، وعلى اهوال الزلازل والاعاصير التي تضرب الارض وتقتل وتشرد البشر، فتدمر وتغرق، ولا تبقي ولا تذر!!.
- ولأننا بلد مضياف فلم يكن لدينا مانع من استضافة مسابقات رياضية اعتذرت عن استضافتها بعض الدول الشقيقة التي داهمتها( الايبولا) ، إلا أن الاتحاد الرياضي في بلادنا كان الأكرم ، لولا أن تداركنا رحمة الله ووقف الرئيس والبرلمان في وجهه!! ، ولكن هناك فيروسات خطيرة لا أري لها علاجا إلا أن تتعامل الجهات الصحية معها كما تعاملت دول الجوار مع انفلونزا الخنازير والطيور ، و فيروساتنا هذه سياسية خطيرة، تستهدف الوطن في وحدة ترابه والمواطن في أمنه وسلامة عرضه وممتلكاته وهي فيوسات مركبة اطلق عليها مجازا مصطلح الثالوث البغيض (ميناوي .. ابوعيسى .. الصادق) بقيادة الوباء(عرمان)!!
- ما علينا ، فمنذ زمن بعيد والانسان مفتون مسحور بالطيور. وعبر تاريخه القديم والمتوسط والحديث سعى ــ ولا يزال ــ للحصول عليها وتربيتها واقتناء الغريب والنادر منها. وادخل احدث الوسائل والتقنيات على برامج تنشئتها وتطوير عملية «تفقيس» بيوضها! خصوصا الدجاج والبط والاوز والنعام.. واقام المزارع لطيور «الفري» و«الحجل» وتعددت المحال التي تبيع «الكنارات» على اختلاف انواعها واشكالها واصواتها، وكذلك البلابل والحساسين والعنادل والببغاوات.. وصولاً الى الجوارح كالبواشق والنسور والبزاة والشواهين وصقر الجديان، والصقور «الصيادة»!!
- وتكاثرت على اسطح غالبية البيوت السودانية مرابض ومرابع هواية، بل تجارة « الحمام»! وازهرت الاسواق المخصصة لبيع وشراء الطيور، وعرض وتبادل كل ذي مخلب ومنقار وريش، واجتاحت العواصم والدساكر والحواضر والقرى «دكاكين» الفراريج المشوية، التي «تنبرم» وتتلوى على الاسياخ، كما تغني السيدة ام كلثوم «اتقلب على جمر النار.. واتشرد ويا الافكار»!!.
- وكثرت ايضا وتوالدت العصافير في دواوين عدد كبير من الشعراء وناظمي الاغاني فصدحت الراحلة «اسمهان» بأغنية «يا طيور»! وغنى الراحل فريد الاطرش «يا ريتني طير لطير حواليك»!! وغنى محمد عبد الوهاب «بلبل حيران»!! وغنى وديع الصافي «يا عصفورة النهرين»!! وتغنى مجددا صباح فخري باغنية «يا طيره طيري يا حمامة»!! والمرحوم ابراهيم الكاشف تضامنا مع المغنين العرب وصدح بخالدته " يا طير يا طاير!! .. مئات الاغاني والاسماء والالقاب المنبثقة والطالعة من عالم الطيور ومناخ العصافير ومجتمعات المناقير والريش! كاسم الكاتب جابر «عصفور» وسيدة الشاشة فاتن «حمامة»، والشاعر الكبير عمر ابو «ريشة»! وفي الموسيقى باليه تشايكوفسكي الشهيرة، بحيرة «البجع»! وصدرت كتب قيمة على سبيل المثال لا الحصر: دعاء «الكروان» لطه حسين، العصفور الاحدب «لمحمد الماغوط، «مالك الحزين» لابراهيم اصلان، اما الكاتب ملل فلا علاقة لروايته العالمية «موبي ديك» بالطيور على الرغم من ورود كلمة «ديك» في عنوانها!.
- ولقد دخلت التعابير والاوصاف «العصافيرية» الى متون وهوامش وحواشي لغتنا العربية بصيغتيها، الفصيحة والمحكية، فقيل على سبيل المثال: «ود الوز عوام» و«ان الطيور على اشكالها تقع!»، و«فلان نتفولو ريشو» و«عنزة ولو طارت»! وهناك تعبير حميم هو «العش الزوجي»!! وعصافير بطنو بتزقزق! و«فلان طار صوابه» و«شي يطير العقل»!! و«طارت فلسطين»!!
- و«كل ديكاً في بلدو صيّاح»! ويقال: ان الحزب الفلاني انقسم الى معسكرين «الحمائم والصقور»!.
- وهكذا، وانطلاقا من اجواء ومناخات ركن الدجاج السوداني المعروف باسم «علي بابا والاربعين فروج»! ودكاكين «الفروج الذهبي»، و«الفروج الفضي» و«فروج كافور المقلي » وتأسيسا على المقولة الشرعية الواردة في الاعلانات، والتي تصرح وتقول: «الذبح حلال، والنتف فوري»! تكونت في البلد حالة «دجاجية» مميزة اسهمت في تمتين اواصر وعرى الاخوة والمحبة بين السودانيين، ونفخت في صدورهم روح التضامن والولاءالوطني!! ضد الدجاج النافق!! ، وبقي المواطنون «الغيارى» يرددون شعار (معاً ضد الدجاج النافق) من دون تفعيله، فأكلناه نافقاً وتجيشناه هنيئا مريئاً حتى «نفقنا » فعلياً وطفحت بنا المشافي كما تطفح المجاري الطافحة دوما في بلادنا!!
- رحم الله ايامنا الخوالي ، ايام «حمام الزاجل» والتواصل على الرغم من بعد المسافات، والآن، هل يوجد في الافق بصيص امل لاعادة الحوار بين «سليمان والهدهد؟!» ام ان هناك علاقة وثيقة وثابتة بين «انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور»!! ... ان اخشى ما اخشاه ان تكون «حمامة» السلام الموعود.. حاملة لــ «لفيروس انفلونزا الطيور»! المتعارف عليها بمصطلح وباء (عرمان)!! .. بس خلاص ، سلامتكم،،،،،،،،،
mailto:[email protected]@gmail.com
- نقلا عن جريدة الصحافة
|
|
|
|
|
|