|
قناة سودانية معارضه حلم بعيد المنال ام جنين مات قبل ان يولد بقلم حسن عبد الرازق ساتي
|
ظللت لما يقارب الاربع سنوات اتابع ارهاصات انطلاق القناة الفضائية الناطقه بأسم المعارضه السودانية ،فتعددت المصادر المبشرة بقرب اطلاق القناة لصرخه ميلادها الاولى ..فكانت اولى المبادرات ( الجادة ) مبادره قادها الاستاذ الكاتب الصحفي خضر عطا المنان وآخرون ، فقطعت مبادرتهم شوطا كبيرا بتسجيل المنظمة واستخراج رخصة البث الفضائي وفتح رقم حساب لتلقي المساهمات والمساعدات المالية بأى مبلغ كان ..دولار واحد او يورو واحد ..وانطلقت حملة بأسم ( دولار لنكون احرار ) بجانب وعود تلقاها الاستاذ خصر من شخصيات معارضه مرموقة ابدت تحمسها الشديد للفكرة بل وطالبته بتعيين موعد لأطلاق القناة والتحدث بلسانهم عن دعمهم المطلق والامحدود للمشروع ، لكن وكعاده قادة المعارضه الكرتونية من قبيله ( عصا نايمه وعصا قايمة ) عندما حان وقت الجد بعضهم من اغلق هاتفه وبعضهم من ( لحس ) كلماته ووعوده ( رغم ان بعضهم له خلفية دينيه واتباع يعتقدون بصلاحة ) لكن ربما ان كذبة ( سيدى ) قد تكون كذبة مبرره وخيانة عهد ( مولانا ) لها تفسيرات باطنيه فهم اهل الباطن كما يدعون! فدخلت المبادرة الي غيبوبة مؤقتة لتليها مبادرات اخرى كلها تعتبر ناسخة لتجربة الاستاذ خضر ، فتعدد وفشلت ,, الى أن ايقظ الامل من جديد الاستاذ كباشي الصافي بتجربة ( ايضا مستنسخة من فكرة قناة المعارضه للاستاذ خضر ) حتى مبادرة دكتور الرازى ابو قناية الاخيرة !!
مبادرة الدكتور ابو قناية كما جاء في ما كتبة بمقال متسلسل بعنوان ( قناة فضائية الكلام الجد ) ايضاً لم تأت بجديد يذكر سوى انه قد وضع اسعار وتكلفه المعدات بعد ان قال ..واقتبس منه بالنص ( ان فشل المبادرات السابقة كان بسبب ان القائمين عليها يريدون تأسيس القناة من الصفر بتجهيز البنيات التحتية للاستوديوهات ليس بالعمل السهل كما ان الدول العربية غير مؤهله من ناحيه المصداقية لاستضافه عمل كهذا يمكن ان يسبب لها حرجاً سياسياً بالمسقبل ) انتهي الاقتباس ثم افاض الدكتور ابو قناية فى الشرح وان القناة اذا اطلقت من المملكة المتحده ستكون آمنة من عمليات التشويش المتعمد !! التى قد تقوم بها الحكومة السودانية .. وان الاستوديو موجود فى لندن للايجار ...الخ .
ليس انتقاصاً من قدر الدكتور ابو قناية والاخرون ..لكن فاتهم ان يستخدمو العم قوقل ليعرفو المزيد عن البث التلفزيوني ( للمنظمات غير الربحية ) او تكلفة القنوات التلفزيونية بأنواعها المختلفة ليدركوا ان مشروع بهذا الحجم لضمان استمراريته يجب ان تقف ورائه دول بأمكانات مادية ضخمه ( كما فى حاله المعارضه السورية المدعومة من دويلة فطر ) وسابقتها الليبيه.. وبنظرة متجرده وواقعية للواقع السودانى نجد ان فكرة قناة فضائية بالمساهمات الفردية لن يكتب لها النجاح ما لم تكن ورائها جهه تنفق بلا حساب وتوفر ترددات على ثلاث اقمار مختلفه لتفادى عمليات التشويش المتعمد التى هي ( بالمناسبه ) يا دكتور ابو قناية لا تتعلق بدوله البث..فالتشويش بأختصار ارسال اشارة على نفس التردد بطاقه اكبر دون ان ادخلك فى تفاصيل فنية كثيرة ..وللأسف الشديد لن تجد علي الاطلاق جهه سودانية واحده توفر لك دعم مستمر يضمن استمرار بث القناة بصورة تضمن الاستمراريه ذلك لوجود مصالح غير معلنه بين المعارضه الداخليه وحتى الحركات الحاملة للسلاح وبين نظام المؤتمر الوطنى فكل منهم لا يهمه السودان بقدر ما يهمه الكرسي والمصلحه الشخصية ثم مصلحه القبيله والحزب دون النظر الي البلد وما لحق به .فهم لا يعانون في تنقلاتهم على الدرجات الاولي في الطيران واجنحة الفنادق الفخمة وامتيازات الدخول لاي بلد واضواء فلاشات الكاميرات .
لكن ورغم كل ماسبق .. انطلق العد التنازلي لاطلاق قناة سودانية جديدة ( ربحية ) اتيحت لي فرصه الجلوس مع الشخص القائم عليها وسئلته عن توجهات القناة وهل هى معارضة ام مواليه ليجيبني قائلاً : ( هذه قناة تقدم الاخبار بصورة احترافية تتناول الخبر ولا تبثه الا بعد التأكد من محتواه ومنبرها مفتوح للمعارضه والحكومة كأي قناة محترفه فهي تعمل على تقديم الحقيقة كيفما كانت دون تزييف وفبركة من الحكومة والمعارضه ولن يسلم من نقدها المعارضة أو الحكومة ) وطالبنى بالتحفظ علي موعد اطلاق البث واسم القناة حتى موعد الاطلاق الذي اقترب ..فتركته بعد ان اقتنعت بأن هذه هي القناة الوحيدة التى ربما ستنطلق وتنجح لأن القائمين عليها من المتخصصين اعلاميا وهندسيا وفنيا.كما انهم يعرفون تماما واقع الحال السودانى .. ويقفون علي أرضية صلبه ينطلقون منها بخطوات ثابتة ورؤيه شامله كما اتمني ان تنجح كل المبادرات السابقه .
حسن عبد الرازق ساتي
كاتب صحفي
الامارات
|
|
|
|
|
|