|
الآن ، عرفتك يا نميري ... عرفتك يا (أبو عاج!) بقلم حامـد ديدان محمـد
|
بهـــدوء
الزمان ، نهايات ستينات القرن المنصرم ... القرن العشرون والمكان ، دول الوطن العربي الأفريقي و الآسيوي عامة ً والسودان خاصة ً ... الدول تلك ، كانت (تموج!) وتفور فلا غرو فإن ذلك الزمان هو زمان خروجها من قبضة المستعمر الغربي عدا القليل و المثال الحي له فلسطين (الجريحة!) الشعوب العربية كانت هي الآخرى ، في أحوال (لا تصدق!) ... خرج الاستعمار وجاء الاستقلال الذ يعني في ذلك الزمان : الجديد الساخن ... الثورة ... الثورة ! كان أبو الثوار العرب على قيد الحياة ... جمال عبد الناصر كان حي ! مشروع القومية العربية الذي جاء به وسعى إليه كان مشتعلاً في نفوس العرب ... كانت (مأساة) هزيمة العرب مجتمعين من إسرائيل عام 1967م شاخصة وباينة ومحرقة لهم جميعاً من المحيط إلى الخليج . إذن الشعار المرفوع وبحماس (متدفق!) هو : الثورة حتى النصر واقتلاع (إسفين!) المستعمر الذي دقه في فلسطين بموجب (وعد!) بالفور وزير خارجية بريطانيا عام 1917م : نزع ذلك الوعد حق الفلسطينيين في بلدهم فلسطين (ونقله!) بل منحه إلى اليهود الذين كانوا بلا أرض (ومشتتين!) حول العالم ! وظهرت حركة (صهيون!) أي شعار العودة إلى أرض الميعاد بحسب زعم اليهود وصهيون مسمى يهودي لجبل في الأراضي الفلسطينية ... الثورة والحاجة إليها كانت (ماسة!) بل ضرورية ... قامت ثورات عربية يسارية في معظمها (أنتظمت!) دول العرب ... الشعار هو هنا : لا للاعتراف بإسرائيل ... لا للتطبيع معها ... لا للحوار معها تلك كانت (لاءات!) القادة العرب في قمتهم بالخرطوم بعد الهزيمة . ذلك (الغليان!) الشعبي و الرسمي تسبب في ظهور حركة (البعث العربي!) ، القطري في سوريا والقومي في العراق ومع ذلك كان عبد الناصر هو المثال الثوري الذي وضعه العرب نصب أعينهم ! تحرك الضباط الأحرار كما - يحلو - لهم أن يسموا أنفسهم ونفذوا (انقلاب!) سموه (ثورة!) في السودان وذلك يوم (25 مايو 1969م ) ... قلنا أن الشعب يريد الجديد الساخن فهلل وكبر لهم وعرف ذلك ، في تاريخ السومدان الحديث (جداً!) عرف (بثورة مايو!) وقد حدثت في زمان حساس وهو بعد الاستقلال وفي مكان حساس ألا وهو : السودان الذي انتزع أهميته من موقعه الجغرافي فهو قلب أفريقيا ومعبر الإسلام و العروبة إليها ... تكون مجلس قيادة الثورة واختار ذلك المجلس اللواء (جعفر محمد نميري) رئيساً لجمهورية السودان . يجب علينا ، قارئي العزيز أن نورد (ملامح!) ثورة مايو ، الانجازات وهي الإضاءات والاخفاقات وهي الظلمات ! من انجازات ثورة مايو على الصعيد المحلي هي : العيش الكريم (الرغد!) ... التعليم المؤسسي ... الصناعات وأميزها صناعة السكر في كنانة وخشم القربة عسلاية صناعة الألبان (مصنع البان بابنوسة) صناعة الزيوت ...صناعة النسيج (مصنع النسيج السوداني) في المنطقة الصناعية ببحري و الذي غطى حاجة السودان المحلية من المنتوجات القطنية وفاض . وصناعات كثيرة ومتباينة هنا وهناك ... التركيز على (الإرث!) القديم مثل : مشروع الجزيرة لزراعة القطن كمحصول (نقدي!)يعتمد عليه السودان في صادراته ... الاهتمام بالسكة الحديد والنقل النهري ... الاهتمام بالنقل الميكانيكي ومنشآت تمركزت في العاصمة المثلثة ، الخرطوم وكن أهمها قاعة الصداقة التي أصبحت (معلماً!) حضارياً حتى يومنا هذا ... مسجد النيلين وهو الآن جامعة القرآن الكريم ... إنشاء مجلس الشعب (البرلمان!) بصورة حديثة ... فندق قصر الصداقة ببحري إلا أن أهم انجاز هو : التركيز على وحدة السودان ... نبذ القبلية والعنصرية ويعني ذلك : العدالة الاجتماعية ونضيف إلى الانجازات ، الخدمة المدنية الراقية ... رغم الإضرابات و المظاهرات الكثيرة التي كانت تهدف إلى إسقاط (مايو!) إلا أن التاريخ لم (يسجل!) حالة واحدة مات فيها متظاهر برصاص الشرطة أو الأمن ... كانت المظاهرات (تفرق!) بالهراوات ومسيل الدموع ! وانجاز هام آخر وهو : أن نميري ، عاش فقيراً ومات فقيراً ! وأن العلاقات الخارجية في مجملها كانت (جيدة!) أما الاخفاقات والظلمات فكانت كما يلي : الاستبداد المطلق واحتكار الرأي ... الترنح بين اليمين وبين اليسار ... الأمن الشرس ! وهكذا الحال حتى (أغمض!) الشعب خنجره في نظام مايو وأنهى حكم المشير جعفر نميري الذي استمر (16) سنة و(4) شهور في انتفاضة شعبية لا مثيل لها وذلك في أبريل من عام 1985م . مع ذلك كله ، فقد عرفت الرئيس جعفر محمد نميري و الشعب السوداني يمر بظرف (عجيب!) وبلدنا السودان قد تمزق أمام أعيننا! وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
|
|
|
|
|
|