|
انقلاب في السياسة الامريكية والقضية اكبر من ملف التعذيب بقلم محمد فضل علي..ادمنتون كندا
|
http://http://www.sudandailypress.netwww.sudandailypress.net
يتابع العالم في هذه اللحظات التطورات الجارية في الولايات المتحدة الامريكية التي عقدت العزم علي اصدار تقرير شامل ومتكامل يتعلق بمرحلة من مراحل ادارة الازمة في مابعد احداث سبتمبر 11 والهجوم الدرامي الرهيب علي ابراج التجارة الدولية في مدينة نيويورك الحادث الذي غير مجريات الامور في العالم وترتبت عليه نتائج ومتغيرات خطيرة وسالبة في معظمها خاصة بعد عملية اختطاف الاحداث وتوجيهها وجهة اخري لاعلاقة لها بالجريمة المعنية والعدوان علي الاراضي والسيادة الامريكية واهدار الانفس البرئية من المدنيين الامريكيين الذين قضوا نحبهم بطريقة درامية امام انظار العالم الذي تابع لحظة بلحظة الهجوم علي ابراج التجارة الدولية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وشاهد لحظات الهلع والرعب الذي اصاب الضحايا وهم يصارعون من اجل البقاء علي قيد الحياة وشاهدوا ايضا عجز المتابعين للحادث علي الارض من اجهزة الامن وفرق الانقاذ المدربة تدريبا عاليا عن التعامل مع الموقف. التقرير المشار اليه يعتبر اخطر وثيقة صدرت عن الدولة الامريكية منذ انتهاء الحرب العالمية الاخيرة منتصف الاربعينات ممثل في تقرير مجلس الشيوخ الامريكي عن التعذيب مع ان القضية المعنية والنتائج المترتبة عليها اكبر بكثير جدا في حجمها من عنوان التقرير الذي يحصر الامر في قضية التعذيب الغير قانوني وتقصير واهمال وتضليل صادر عن واحد من اهم الاجهزة السيادية الامريكية ممثلة في وكالة المخابرات الامريكية المعروفة باسم السي اي ايه المؤسسة المخابراتية الشهيرة و العريقة. يعتبر صدور التقرير المعني بواسطة السلطات الامريكية في هذه اللحظات الحرجة والخطيرة من تاريخ العالم بمثابة زلزال كوني من المفترض ان تترتب عليه عمليا نتائج ومتغيرات كبيرة يصعب التكهن بتفاصيلها ولكن علي العكس من لغة التشاؤم والحذر والمخاوف التي صدرت عن بعض الجهات الامريكية من النتائج المترتبة علي التقرير المعني من المتوقع ان يؤدي نشر هذا التقرير علي المدي القريب الي التصالح بين الدولة الامريكية وشعبها ومع بقية العالم علي الرغم من تاخر صدور هذا التقرير سنين طويلة جرت خلالها مياة كثيرة تحت النهر في ظل استمرار تراكمات الازمة الناتجة عن الادارة الكارثية لمرحلة مابعد احداث سبتمبر والوقوع في شراك التضليل المنهجي التي نصبتها بعض القوي التي اختطفت تلك الاحداث واستغلتها في تنفيذ اجندة خاصة بها لاعلاقة لها بحقوق ضحايا تلك الاحداث والقصاص لهم الامر الذي ترتبت عليه عمليا خاصة بعد الغزو الكارثي واحتلال وتدمير المتبقي من دولة العراق اختلالات استراتيجية خطيرة وخسائر تعادل الخسائر المترتبة علي الحروب العالمية وانهيار نسبي للاقتصاد العالمي ومهددات خطيرة للامن والسلم والامن الدوليين لاتزال قائمة حتي هذا اللحظة. الحدث المعني في بداياته والعالم يترقب النتائج والمتغيرات في ظل تباين وجهات النظر الامريكية حول هذه القضية ومن المفارقات الطريفة الظهور الاعلامي المحدود لعراب تلك المرحلة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي دافع بصورة مبطنة عن مرحلة حكمه اضافة الي بعض رموز تلك الفترة في ادارة بوش الذين قادوا العالم نحو الفوضي الكونية الراهنة عن طريق فوضي السلوك وعدم النضج والتسرع واساءة استخدام القوة وسلطة الدولة. وتتحدث بعض الدوائر الحقوقية الدولية عن احتمال مقاضاة وملاحقة بعض المتورطين في هذه الانتهاكات من الامريكيين خارج بلادهم التي اقدمت علي التحقيق في تلك التجاوزات دون اي تبعات قانونية او توجية اي اتهام للمتورطين. وبينما يتابع الناس الاتهامات الموجهة للكبار في وكالة المخابرات الامريكية من المتوقع ايضا في مستقبل الايام القادمة اثارة جرائم وانتهاكات مماثلة تمت خارج نطاق القانون بواسطة فئات من صغار المجرمين والمرتزقة الذين افرزتهم تلك المرحلة من الذين اختطفوا قضية الحرب علي الارهاب واستخدموها في الاختراق والخداع و التضليل وتخويف الاجهزة والحكومات في اكثر من بلد عبر الدس المعلوماتي والفبركة واستهداف المعارضين الشرعيين للحرب الكارثية علي دولة العراق بمعلومات تحريضية ومفبركة كمدخل للاخرين ثم منحوا انفسهم مع مرور الزمن شبه الحصانة والتحرك بكل حرية خاصة علي شبكة الانترنت الدولية التي استخدموها في الملاحقة و التجسس الشامل والتصنت علي التلفونات الذي طال قطاعات واسعة من المعارضين السياسيين السودانيين علي وجه التحديد في دول امريكا الشمالية وبلاد اخري من الشخصيات العامة المنشغلة بقضاياها القطرية والوطنية من الذين لاعلاقة لهم من بعيد او قريب بقضايا الارهاب او معارضة الحرب والقضايا ذات الصلة وهو الامر الذي لايمكن سبر غوره الا عبر تحقيقات قانونية واسعة لفك رموز تلك الشفرة وتحديد هوية تلك المجموعات الصغيرة الحجم والعدد التي نجحت في فترة من الفترات في اختراق قضية الحرب علي الارهاب والحرب علي العراق من خلال عمل عنقودي مخادع و متعدد الاوجه والاهداف ويحمل طابع الاذدواجية الواضحة التي لالبس ولاغموض حول اهدافها ومراميها في عمل ونشاط سري استمر لسنين طويلة تحت ستار الاسماء والهويات الوهمية وانتحال صفة المعارضة السودانية التي لم يكن لهم بها صلة او علاقة في اي يوم من الايام خاصة وانها معارضة ظلت وعلي مدي ما يقارب ربع القرن من الزمان تعمل علي الارض في العلن بواسطة اليات واشخاص معروفين الامر الذي ترتبت عليها انتهاكات واسعة للقوانين الدولية والقطرية بواسطة تلك المجموعة التي اجادت المناورة والتخفي واللعب علي كل الحبال الي جانب محاولات نشر البلبلة والتناقضات والفتن وسط الجماعات السودانية المهجرية المنتشرة في قارات العالم الخمس وتخريب انشطتها الاعلامية ومواقعها الاليكترونية ومراقبتها بصورة يومية علي مدي سنين طويلة. التقرير الامريكي عن التعذيب خرج الي العلن ولكن الامر لن يتوقف عن هذه الحدود وسننتظر مع المنتظرين لنري كيف ستسير الامور والمعالجات لمثل هذه القضايا ذات الصلة بالحفاظ علي المتبقي من سلام العالم الامني والاجتماعي وسنري ايضا اذا استفادت الولايات المتحدة من هذه الدروس وغيرت من سياساتها واتجهت الي الواقعية في فهم العلاقات والمتغيرات الاقليمية والدولية واتجهت لتطبيق المفاهيم التي تدعو لها عن الحرية والديمقراطية مع الذين يختلفون معها او يعارضون بعض سياساتها في العلن ويتوقفوا عن الاستماع للقراصنة المحرضين والمشبوهين من المضللين والعملاء المذدوجين الذين قادوا الولايات المتحدة ومعها العالم الي الجحيم والفوضي الكونية الراهنة.
|
|
|
|
|
|