|
إلغاء دولة . . وإحلال شعب بقلم أكرم محمد زكي
|
لقد بدأت ملامح الصورة تتضح شيئا فشيئا منذ أن إغتصب الإسلاميون الحكم في السودان واتضح أنهم لم يقطعوا اتصالهم أبدا بمراكز صنع القرار في العالم . . بل على العكس من ذلك بدت العلاقات أكثر دفئا وتناغما في المصالح حيث توحد الإيقاع والرتم في سبيل الوصول للهدف في نفس الوقت . . وعبر عدة خيارات وطرق . . تظهر الوجوه فوق السطح وكأنها في حالة نزاع وتربص . . بينما يتم الإتصال الكامل تحت السطح ويكون منتجا ومثمرا .
لعلنا نذكر المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ، وتسليم كارلوس ثم محاولة تسليم بن لادن ، ثم فتح ملفات الإرهاب على مصراعيها في أكبر عملية تعاون بين مجموعة سياسية ايدلوجية و وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ومحاولة إغتيال حسني مبارك ثم محاولات التدخل لتغيير أو تطويع أنظمة الحكم في كل من أثيوبيا و أريتريا ويوغندا وكينيا وتشاد وأفريقيا الوسطى ومؤخرا ليبيا ومصر إلى حد ما ثم إستحضار إيران لتزعزع الإستقرار في بعض دول الخليج كما تم إستفزاز تركيا لتبرم شاربها العثماني أمام دول الخليج ومصر ثم إثارة البلبلة في ملف حوض النيل واستنفار السدود في مروي ثم النهضة . . بل وحتي إسرائيل بقيت تتدفأ بحرارة الوضع وتساهم في ترتيباته وتفاصيله.
كل ما سلف من عملية يمكن التوصل إلى أنها أشبه بعملية إعداد مكان ما . . بصورة ما . . لشيء ما !!
إستمرت العمليات على جانب آخر خطير وهو جانب إنسان السودان حيث يتم العمل علي إفراغ البلاد من سكانها وإحلالهم بسكان جدد مع تعديل بعض من السكان الحاليين ليماثلوا العينة الجديدة للسكان وقد بدأ هذا المشروع بمحرقة الجنوب والتي ألقي فيها زهرة شباب الوطن من شماله وجنوبه ثم مالبث أن تبعها التطهير العرقي في دارفور في ظل استشراء موجة طرد الموظفين وتجريف الخدمة المدنية والعسكرية وتجويع الناس في أنحاء البلاد في ظلال التمكين وإحلال مخلوقات جديدة أحادية الولاء مكان عامة الشعب ثم فصل الجنوب كاملا بشعبه عن جسد الوطن وفتح ابواب الجحيم على أهل جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق وفتح باب الهجرة على مصراعيه وتشجيعها عن طريق التضييق على الناس في لقمة العيش والعلاج والتعليم والسكن ويواصل النظام الحاكم عملية تدمير الشعب باستيراد المخدرات والخمور ونشرها بين الناس مع الترويج للمنشطات الجنسية وللبغاء حيث أصبح يشكل مصدرللرزق بعد أن عمل النظام على سد معظم الأبواب ممهدا لانحراف وتلاشي أمة بأكملها . . في الوقت نفسه الذي تتصاعد فيه العصبيات والهوس الديني مكملا حالة من تناقض لن يؤدي إلا الى صرف الأنظار وبامتياز عن ترقب ومتابعة مايحاك ضد ها الشعب بالضرورة !
إن عمليات الإستيلاء المنظم على المال العام والممتلكات العامة عن طريق الإختلاسات وبيع المباني والمعالم والمؤسسات الحكومية كان لابد وان تستصحب بعملية لتدمير ثقة الشعب حتى في نفسه وتاريخه وإنجازاته وليس ما قاله رئيس الجمهورية من إتهامات وتتفيه لمشروع الجزيرة والعاملين فيه الا حلقة من عمل محترف شمل القوات النظامية من قبل فحيدها تماما وحولها لمريض نفسي يحمي جلاده ويلوم نفسه ثم التعليم فأحاله أطلالا ثم تجريف جامعة الخرطوم و تجفيف مستشفى الخرطوم ومستشفى أمدرمان ومستشفى بحري والنظام الصحي بأكمله ومن قبلهم مصانع السكر ومصانع النسيج والخطوط البحرية والسكة حديد والخطوط الجوية وملئ كل الفراغات بالأراجوزات التي تطل من الصحف وشاشات الفضائيات تهلل بانتقاد الحكومة فينشغل بها ماتبقى من أصحاب العقول .
والآن وبعد مضي خمسة وعشرون عاما . . بدت البلاد أكثر استعدادا لتقبل أي إعلان من قبيل تحويلها لمملكة . . أو إمارة إسلامية تستقبل موجات وأفواج المهاجرين الإسلاميين من أنحاء العالم حتى تنشأ دولة الخلافة وعلى رأسها أمير مؤمنين منحدر من البيت الهاشمي - وبالتأكيد عربي وليس بإفريقي أسمر اللون - وبدعم كامل من كل العالم كما حدث من قبل مع تجربة أرض الميعاد الناجحة في صورة إسرائيل حيث تهيأت الآن بقعة يلقي فيها العالم ما يؤرقه من عبء متشددين ومهووسين إسلاميين يقلقون منامه ويعكرون صفو سعادته . . ليكون بلد لهم ، يتمتع بكافة الموارد اللازمة لحياة الرفاهية . . ويهيء بعدها للعالم أن يعيش بهدوء بعيدا عن إزعاجهم .
اللهم ارحمنا أجمعين
أكرم محمد زكي
|
|
|
|
|
|