|
الدبلوماسية تطفئ شرارة الخليج بقلم عواطف عبداللطيف
|
لا أعتقد أن هناك من نام قريرالعين وهو يتابع تلك الشرارة التي نفخ البعض فيها لتشتعل نارا ودمارا -لا قدر الله- لولا دبلوماسية رفيعة وفطنة القيادات الخليجية التي فوتت الفرصة وأطفأت الشرارة في موقدها فسلم من تطايرها وشرورها العباد وبلاد الخليج والعرب من المحيط إلى الخليج. * منذ أن ارتحلنا لهذه البلاد الطيبة لم أدخل بيتا إلا وكان سكانه مزيجا من التداخل والنسيج المترابط لأهل الجزيرة العربية، بعضه وثاق نسب ومصاهرة وبعضه جذور مغروسة في عظم المكون الإنساني الاجتماعي وتعاقب الحضارات، للدرجة التي ما عاد يعرف أن هذه الأخت تحمل جنسية الإمارات العربية المتحدة أو هي قطرية أو من المملكة العربية السعودية أو من مملكة البحرين ذات قيمة ولا تخدم هذه المعلومة أي غرض ولا تدل على غير خليج واحد، هو نسيج متجانس في عاداته وتقاليده وقيمه ولباسه وحديثه في فزعته لنجدة المحتاج أو في كرمه العربي الأصيل أو في خطواته إلى الأمام بعد أن أخذ بأسباب العلم والمعرفة. * مع الأسف الشديد ذات الإعلام المفروض أن يكون منارة يستدل ويستنير بها القائمون على أمر البلاد هنا وهناك، كان بعضه يغذي شرايين الفتنة بل يوقظها من نومها ويلوث شاشات الفضائيات والصفحات بأحبار سوداء قاتمة تجريحا وفبركة واختلاقا لقصص وهمية لا تمت للحقائق بصلة، الجانب الأكثر إضاءة في مصالحة الخليج -إن صح التعبير- هي العودة العاجلة لسفراء المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين للدوحة، وهي عودة ظهرت بوادرها الطيبة ارتياحا شعبيا وعلى المستوى الرسمي. * وإن كان بعض الإعلام ساهم في نفخ الشرر فإن من المنظور أن تلعب الدبلوماسية أدوارها الكبيرة في غسل أطراف الثوب ومتنه وإزالة البقع السوداء التي علقت به إبان تلك الأيام الحالكة التي كان ينام فيها المواطنون والمقيمون على امتداد بلاد الخليج على إحساس غامض لم يكن يشبه حياتهم الآمنة التي لا تعرف القلق والضجر والكآبة، إن قتل الفتنة في مرقدها جاء لحكمة أولي الأمر ففوتوا الفرصة على المغالين المنافقين والحاسدين، إن النجاحات التي تتحقق بدول الخليج إن كان ذلك على الصعيد الاقتصادي والمالي الواسع ومشروعات البنية التحتية التي تتسارع وأشرعة التعليم التي باتت تضاهي المؤسسات التعليمة العالمية وتقف من بعضها موقف الند وكثير من الحراك على المستوى الاجتماعي والإنساني أو امتداد الأيادي وغزلها لخيوط التوافق العربي العربي أو على المستوى الإقليمي والعالمي شكل بؤرة نضرة لفتت الأنظار وجلبت الحسد، فسعى الكثيرون لإيقاف هذه السفن الخليجية المنطلقة في اتجاهات متسارعة في ركب الحضارة والتقدم. * إن اتفاق الرياض التكميلي أغلق طاقة من الشرر المتطاير وأنزل المطر الهطول بردا وسلاما حتى على المنافقين وحملة الأقلام التي أدفقت أحبارا سوداء تجريحا وهزلا لا يشبه أهل الخليج عموما، ولكمال المبتغى فإن الدرس البليغ يقول إن التوافق والتكامل هو القوة الحقيقية لدول مجلس التعاون الخليجي هذه البلاد المحسودة أحيانا حتى من بعض مواطنيها من ذوي النفوس الضعيفة والمنجرفين بعيدا عن محيطهم العربي الإسلامي، إزالة البقع السوداء تماما لا محالة يحتاج أدوات فاعلة حيوية ومن تحت عباءة الدبلوماسية الرصينة وعبر الفكر المستنير لبوابات السفارات بحراك دبلوماسي هو تمام عملها ونجاحاته.
همسة: أجواء ربيعية وزخات مطر غشت الدوحة وكأن الطبيعة هي الأخرى تبارك الوفاق الخليجي .. وانتزع عنابي قطر كاس الخليج العربي 22 فاكتملت الفرحة . عواطف عبداللطيف Awatifderar1Gmail.com
|
|
|
|
|
|