|
عنف الحكومة علي نِسَاء السودان مابين الإعلام والإظلام بقلم بثينة تِرْوِس
|
( ان الكيد لهذا الشعب غير مأمون العواقب) الأستاذ محمود محمد طه يوم ٢٥ نوفمبر هو اليوم العالمي لوقف العنف تجاه النساء ، ومن طبائع الأشياء ان العنف لا تألفه النفس السوية ولاترضاه الفطره السليمة، ناهيك ان يتم العنف باسم الدين وان يمارس من قبل من يدعون الأنتماء للأسلام، وما ابشع ذلك العنف حين يكون مستهدفاً للنساء والأطفال والعجزة .. الحقيقة ان العنف وممارسته والتحريض عليه ،من آصل أصول دعوة الاخوان المسلمين ولقد جبلوا علي الاٍرهاب كوسيلة من وسائل الوصول للحكم والحفاظ عليه. وعندما دانت لهم السلطة بليل شرعوا في اهانة المرأة السودانية مابين قوانين النظام العام وإطلاق يد رجال الأمن في ملاحقتهن واستخدام رجال الشرطة العنف والبطش ، والاعتقالات التعسفية ، واستخدام سلاح الاغتصابات، بل حتي القتل ،في حق النساء فاذاقوا الشعب الامرين وأذلوا النساء السودانيات، بصوره لاتليق بتاريخهن وانجازاتهن وماحققنه من مكتسبات استحقنها استحقاقا وليس منة من احد عليهن ،بل هو حصاد سنين من الوعي والسهر علي الحقوق المتساوية بينهم وشقائقهن من الرجال متطلعات في ذلك الي الحياة الكريمة ، التي وجدن لها سندا من الأديان والاعراف السمحه التي اشتهر بها هذا البلد الطيب ، ولقَد نجحن في ذلك وتميزن علي باقي نساء دول الجوار.. ومن اهم أسباب عنف حكومة (الإنقاذيين) تجاه النساء ، هو التناقض مابين مايعتقدونه من الفهم السلفي للدين ونظرته للمرأة، وماعليه الحال من تطور المجتمع وماحققته النساء من تقدم لايمكن ان تستوعبه إمكانيات وطاقات الشريعة الاسلامية التي طبقت في القرن السابع ، والتي جنح الاخوان المسلمين لمحاولة تطبيقها اليوم فانتهي بهم الحال الي تشويهها ، وعجزوا عن ذلك عجزا مكشوفاً، كشف عن جهلهم بالدين والفهم السليم للاسلام.. بل أسوأ من ذلك ، جدوا في محو جميع تلك المنجزات وطمس معالمها، كحالهم منذ توليهم السلطة، اذ ماوجدوا فضيلة في هذا الشعب الا وكان وكدهم اضعافها وإزالتها ومحوها، وبالطبع لم يكن النساء بمعزل عن هذا المخطط ،فحاقت بهن أسباب المهانة والاستضعاف وبصورة غير مسبوقة في تاريخ هذا البلد الذي عرف لنسائه قدرهن ومكانتهن .. ولقد درجت حكومة الاخوان المسلمين في سبيل ذلك علي استخدام سلاحي الترهيب والترغيب بالمال لإخفاء الحقائق والكذب علي المواطنين. ولقد نجحوا في تغبيش الوعي عند العامة ، بالتشكيك والتضليل من خلال الأجهزة الإعلامية الموالية للدولة والتي هي محتلة فعليا برقابة رجال الأمن الذين لايمر الخبر المقرؤ او المسموع او المشاهد الا عبر بواباتهم، لكنهم تناسوا في ذلك ان هذا العالم صار قرية صغيرة تأتيك اخبار الأحداث قبل ان يرتد اليك طرفك، وصارت محاولاتهم الفطيرة في التهديد بحجب المواقع الالكترونية والواتساب واليوتيوب،وقنوات المعارضة الخارجية،التي تعمل علي التوثيق لإخفاقاتهم ومساؤي حكمهم ، صارت مواضيع لتندر الشعب السوداني ،بعجز الحكومة عن تضليل ألشعب.. فلقد كشف الله عنهم سترهم وكان عدم التوفيق حليفهم، كالعادة، وكان ذلك مدوياً، مُنْذ ان ظلموا النساء في محاكم ( التفتيش) في قلب الخرطوم سابقاً،وحينما شردوا النساء والأطفال من قراهم في مناطق جبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق وحينما اعتدت حامياتهم العسكرية بالاغتصابات والتحرش بالنساء في قري دارفور ،ثم كان ان لاحقهم خذيهم فأضحوا مجادلين في صحة الأرقام وتضخيم الاعلام!! متناسين ان الأخلاق لاتتجزاء وان شرف البعض هو شرف الكل ، وان اغتصاب امرأة مستضعفة في قَرْيَة سودانية نائية ،يعتبر اذلالاً لكل إنسان سوداني يابي الهوان أينما كان موقعه الجغرافي ، وانه مسلك مرفوض ودخيل علي هذا الشعب العزيز. وبما ان هذه الحكومة قد عودتنا انها لاتقدم علي عمل الا وخلفه غاية ترجوها ، لذلك لابد ان لهذا العنف الموجه ضد نساء دارفور علي وجه الخصوص من وراءه غرض سياسي خفي، ومكيدة مبيته ، لجميع السودان ،سوف تكشف العناية الإلهية ماهيتها،ولابد من انها مردودة عليهم ، فان الكيد لهذا الشعب غير مأمون العواقب،وان ظنت هذه الحكومة خلاف ذلك.. فالتحية مجددا في هذا اليوم للنساء السودانيات الصامدات بإصرار في ظل هذه الحكومة المجحفة الدخيلة وهن يواجهن جميع انواع العنف والتحرش بجميع اشكاله. والذي يدعو للتفاؤل ان هذه الحكومة تحتضر اذ لا يمارس العنف الا المدفوع بدوافع الخوف، والذي يخيف حكومة الاخوان المسلمين يشيب له الولدان.. بثينة تِرْوِس
|
|
|
|
|
|