|
باولا لا تمسح دمعة وتغطي شعرها! بقلم هاشم كرار
|
لو فتحوا صدره، لكانوا قد رأووا الشهادة المحمدية، في ما أظن.
( داعش) غامضة.. والمصائر- دائما- غامضة، "ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأى أرض تموت".
أترك غموض( داعش) إلى الرهينة الامريكي" كاسيغ"، والتي تقول شهادة والديه- ايد وباولا- أنه اعتنق الإسلام، ووهب بقية عمره، من اجل فعل إنساني، في سوريا.. سوريا الشك،والإنقسامات المريعة، وفظائع البراميل المتفجرة، والسكاكين الطويلة، والدواعش والاسد.. الأسد الملطخ حتى شواربه بالدم!
المصائر غامضة..
وليس منا، من يستطيع أن يبدد هذا الغموض..
و" كاسيغ" الذي أصبح بعد إسلامه " عبدالرحمن"، ماكان يعرف مصير عنقه مع السكين، لمجرد انه قاتل كجندي امريكي في العراق!
الإسلام يجبُّ ماقبله من ديانة، وكفر، فلماذا جزت داعش عنق عبدالرحمن، ولماذا أخذتها- هكذا- العزة بالإثم، ونشرت الشريط الفظيع؟
أتخيّله، والسكين على عنقه- لو كان حقا قد اعتنق الإسلام- قد نطق بحسن الختام، ورثى لحال هؤلاء الذين اهدروا دمه، قبل أن يرثي نفسه، بتلك المرثية التي التي لم يسمع بها أحد من الناس، والذي لو كان قد سمع بها، لكان قد مشى بها بين العالمين، ولكانت أكبر مرثية- على الإطلاق-- في زمان التشدد هذا، وجز الرقاب !
سبق يوم السكين التي جزت، مناشدات: ناشدت أم " عبدالرحمن" الدواعش، في شريط فيديو مؤثر ظهرت فيه إلى جانب والده، وقد غطت شعرها: " أرجوكم لا. ابني أسلم، وهو بينكم من أجل عمل إنساني،" و.... خنقتها عبرة، مثلها مثل أي أم تلتمع السكاكين الطوال، قريبا جدا من عنق إبنها.
والد عبدالرحمن، ناشد أيضا، وصوته بين غصتين، وحين اختنقت زوجته باولا، بعبرة أخرى.. عبرتين،ماكان ليملك إلا أن يربت قليلا- بيد مرتعشة- على كتفها، وهو.. وهو يختنق!
آآآآه، يامستر ايد، من.. من يربت على كتفك أنت، والسكاكين تلمع قريبا من عنق ابنك، والفلاش الذي يلمع أمامك، لما يتعلم- برغم كل سنين الضعف البشري- أن يغمض ضوءه عن أب، في حالة ضعف إنساني، والسكاكين الطوال تلمع في الظلام!
هل شاهد الدواعش هذا الشريط ؟
لا يهم، إن كانوا.. أو لم.. مايهم أنهم جزوا الرقبة. مايهم أن صاحب الرأس الذي طار، أصبح في عالم آخر.. وفي يوم الدين سيقف هو أمام رب لا يظلم أحدا، ولكن الناس كانوا أنفسهم يظلمون.
إيه ياباولا.. إيه يا ايد.. من فيكما الآن من يربت على كتف الآخر؟
من منكما يعزي الآخر في الولد الي كان اسمه سيغ، وقبل ان يمضي كان اسمه عبدالرحمن؟
يكفكف ايد دموعه، وينهنه" " إنني فخور بإنسانيته..
تسيل دمعة من باولا: إنني فخورة لأنه اختار أن يترك الحروب، ليزرع الإبتسامة في المخيمات، بفعل إنساني.. كريم.
تزيح " باولا" عبرة أخرى، تمسح دمعتين، وتغطي شعرها!
|
|
|
|
|
|