|
من ضيَّع السودان؟؟ بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الثلاثاء 18 نوفمبر 2014
حسب تقرير اقتصادي نشر أمس.. الخطوط الجوية الإماراتية مع مطار دبي حققا دخلاً حوالي (27) مليار دولار في العام الماضي 2013. ووفرت وظائف لأكثر من (450) ألف.. ويتوقع أن يرتفع هذا العائد إلى أكثر من (53) مليار دولار في غضون خمس سنوات. شركة طيران ومطار.. حققا كل هذه الثروة الطائلة -المباشرة- لإمارة دبي.. وبصورة غير مباشرة عشرات المزايا الأخرى.. ليس أقلها جذب الاستثمار والتجارة الدولية. ماذا كان ينقصنا لنصبح مثل دبي؟.. الأمر لم يكن ينتظر رأسمالاً هائلاً لا قبل لنا به.. هي مجرد فكرة ذكية ابتدرها الشيخ محمد بن راشد.. بلا حاجة لجبال الأموال.. من رحم الفكرة الذكية ولد كل هذا الفيضان الاقتصادي.. في السودان هنا.. نملك موقعاً جغرافياً أفضل.. ووطناً بمساحة مليونية هائلة.. أرض خصبة تجري من تحتها الأنهار.. وثروات في باطن الأرض في كل السودان.. أكثر من مليونين يعملون الآن في استخراج الذهب.. وثروة حيوانية وسمكية.. وفوق كل هذا سياحة طبيعية وتاريخية.. بكل هذه الثروات نحن دولة فقيرة بل معدمة.. نأكل من خشاش الأرض.. لماذا؟؟ الإجابة ضمناها في تحقيق استقصائي من عدة حلقات نبدأ نشره يوم الأحد القادم بإذن الله عنوانه: (من ضيَّع السودان؟؟).. أحصينا فيه (عشرة مخازي سودانية) سجلها التاريخ لنا ولن يمحوها.. هذه المخازي العشر تشرح بكل سفور كيف استثمرنا كل ذكائنا وجهدنا في تفكيك عرى وطننا عروة.. عروة وتحويله إلى دولة تقبع في ذيل التقارير الأممية في كل مجال.. تسجيل ورصد هذه (المخازي السودانية) مهم جداً لندرك بكل وضوح كيف نجحنا في افشال وطن يملك كل مقومات النجاح الباهر. اخترنا (المخازي العشرة) في مجالات مختلفة توضح كيف وزعنا السوء بمنتهى العدالة على كل (مكارم!) السودان.. حتى الرياضة.. لم تنج من موهبة (الدمار الشامل) التي تميز بها تاريخنا المعاصر. المثير للشفقة –علينا-لأنه وفي كل المجالات التي رصدناها كنا في وضع متقدم جداً قياساً بعالمينا العربي والأفريقي.. بل كنا أفضل من كثير من الدول ذات الصيت اليوم.. مثل كوريا وماليزيا وسنغافورة. ومع ذلك هدمنا وبكل همة ما نملكه من ثروات وأصول طوبة.. طوبة.. آخر هذه الثروات التي نجحنا في تديمرها مشروع الجزيرة.. أكبر مشروع زراعي في العالم وأكثر حدوى اقتصادية إذ كان عماد اقتصاد بلد بكل شعبه.. ومفخرة في الإدارة والتخطيط والتسويق والقوى العاملة التي يستوعبها.. جاء يوم أصبح فيه وصمة عار في جبين الأمة السودانية بعد أن طال البيع حتى أصوله الثابتة العريقة.. ودمرنا شبكات السكك الحديدية والاتصالات والري.. النظر في (العشرة مخازي السودانية) يمنحنا بصيرة تستدرك ما فات لنصلح ماهو آت.. على الأقل حتى يظهر لنا في آخر النفق.. ضوء شمعة..
|
|
|
|
|
|