|
تحالفات قذرة..!! بقلم إليكم - الطاهر ساتي
|
:: قبل سنوات، جاءت كفاءات سودانية بالسعودية إلى وطنها بأول مشروع لزارعة الأعضاء ومنها الكبد.. وكان مشروعاً تكافلياً، وللفقراء في عملياته نصيب، (25% مجاناً).. وبعد إكمال كل الإجراءات القانونية، وبعد استيراد الأجهزة والمعدات وتركيبها بمستشفى ابن سينا، وبعد تعيين الكوادر الأجنبية والوطنية، وبعد الإعلان عن انطلاقة المشروع وتحديد أيام العمليات وأسماء المرضى..تحالفت مراكز القوى مع بعض أجهزة الدولة وطردت الكفاءات الوطنية ومشروعها التكافلي.. وقبل أن يمضي على طردهم ربع العام، دشنت سلطنة عمان ذات المشروع، وبذات الأجهزة والمعدات والكوادر الأجنبية..!! :: وقبل سنة، جاءت كفاءات سودانية بمصر إلى وطنها بمشروع طبي لعلاج العقم والإنجاب.. وبعد إكمال كل الإجراءات القانونية، وبعد تركيب الأجهزة والمعدات، وبعد تعيين الكوادر الأجنبية والوطنية، وعند الإعلان عن انطلاقة مشروعهم بأسعار أقل من (سعر السوق).. هنا، تحالف بعض مراكز القوى وأصحاب العيادات الخاصة مع جمعية حماية المستهلك، أو فلنقل استغلوا جمعية حماية المستهلك، وكادوا أن يطردوا هذه الكفاءات ومركزها عبر التصريحات السالبة في وسائل الإعلام.. ولكن، انتبهت جمعية حماية المستهلك للمخطط سريعاً، وعلمت بفرق السعر والخدمة ما بين المركز والعيادات الخاصة، ثم أوقفت حملتها غير الراشدة..!! :: وقبل أشهر، أصدرت سُلطة صحية بولاية الخرطوم بياناً وتصريحاً صحفياً بأن مطعم هاني يخلط (الأقاشي بالإسفنج) ثم يقدمه لزبائنه الكرام.. وهاني هذا من أقباط أم درمان، ويمتلك مطعماً يجاور منتزه وكافتيريا يمتلكهما مسؤول تنفيذي بالولاية.. والصحف التي ضجت بخبر (أقاشي بالإسفنج)، توقفت تماماً عن متابعة الحدث، أي لم تسترسل بالتعليق على الحدث لأنها اكتشفت بأن كافتيريا هاني تنافس كافتيريا هذا المسؤول.. والمؤلم، لم تقدم السُلطة الصحية هاني -وكافتيريته- إلى النيابة والمحكمة، ولن تقدمهما.. أي لم تكن هناك قضية، فالحدث كان تحالف مركز قوة مع جهاز بالدولة بغرض التشهير بمطعم مواطن مغلوب على أمره في إطار (استغلال النفوذ)..!! :: واليوم، أغلقت السلطة الصحية بالخرطوم مطعماً شهيراً بشارع النيل لمخالفته بعض البنود الصحية، أو كما قال بيان السلطة الصحية وتصريحاتها.. والمخالفات هي: المدخل غير جيد، فتحات مياه الغسيل بلا غطاء، التهوية الصناعية غير كافية وتراكم الزيوت على أرضية المطعم وغيرها من المخالفات.. المهم، هناك مخالفات حسب بيان وتصريح السلطة الصحية بالخرطوم.. ولكن المؤكد، لم يقدموا المطعم وأصحابه إلى النيابة والمحاكمة، ولن يقدموهما إطلاقاً.. إذ يكفي -تشهيراً، وليس عقاباً- إن وكالة سونا والصحف نشرت خبر المخالفات.. وبالمناسبة، منذ متى تنشر وكالة سونا للأنباء أخبار ذات صلة بمخالفات المطاعم والكافتيريات وستات الشاي و (كده)؟.. سؤال بريء جداً..!! :: المهم، لن يحاكموا صاحب المطعم، ولن يغلقوا المطعم بواسطة النيابة والمحكمة.. فالرسالة وصلت، وهي (التشهير ليس إلا).. وقد يكون المطعم مخالفاًً (للبنود الصحية)، وقد يستدعي حجم المخالفات (عقاباً قانونياً)، ومن واجب الصحف (نشر الخبر).. كل هذا لا خلاف عليه.. ولكن، لماذا وكالة أنباء البلد هي مصدر هذا الخبر؟.. ثم السؤال الآخر، وهو مهم جداً، هل فتشت السلطة الصحية هذا المطعم فقط أم مطاعم أخرى؟.. إن تم إعداد فريق التفتيش لهذا المطعم فقط، فـ (لماذا؟)، وإن كان تفتيشاً لكل مطاعم شارع النيل، فأين نتائج المطاعم الأخرى ولماذا لم تنشرها وكالة سونا؟.. وعليه، مع كامل التقدير لحرص السلطة الصحية بالخرطوم على صحة الناس، إلا أن هناك ثمة حقيقة ضائعة.. ربما على بعد مائة متر غرب المطعم، أو مائة متر شرق المطعم، يقف (الراجل إللى وراء الحقيقة الضائعة)..!!
|
|
|
|
|
|