|
ثورة اكتوير-اليوبيل الذهبي تبخيس أداة النزع...1/2 محمد على خوجلي
|
mailto:[email protected]@yahoo.com بدات حكومة عبود بدعم حزب الامة و انتهت بتاييد حزب الشعب الديمقراطي (الختمية) الي ما قبل (النزع) بايام قليلة. ودعم الحزب الشيوعي سلطة مايو و انتهت بالشراكة مع الاسلاميين الي ما قبل (النزع) بايام (فبركة ادلة تقود لحفظ الاسلاميين في السجون)... أما الحكم القائم (استيلاء الحركة الاسلامية علي السلطة بالعنف) سينتهي بالشراكة مع احزاب سياسية كثيرة و (النزع) حقيقة كالموت لا مهرب منه .قال تعالي: (وتلك الايام نداولها بين الناس) و (يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء) فلا توجد في الاصل صدفة. و التدقيق في مفردتي (يؤتي) و (ينزع) ضرورة. و ثورة اكتوبر لنصف قرن تلهم اجيالا من الشباب رغم ان يومياتها لا يدرسها التلاميذ. فهي التجربة الاولي في العالم التي اسقط فيها شعب اعزل حكومة عسكرية باداة نزع مبتكرة..و بقاء و استمرار جذوة اكتوبر من اسبابه مشاركة معظم السكان للتجربة الفريدة و التداول الشفوي ليومياتها و حكايات الشباب في النزع رغم التضحيات (باب واسع للتوثيق) انظر: (فاطمة) ترمي بثوبها علي الارض عند مواجهة البوليس و (محاسن) تفتح صدرها لجندي مدجج بالسلاح صائحة (اضرب يا ########) و شباب يكتبون اسماء بعضهم علي الاجساد ، و النساء يزغردن و اخرون حملوا عناوينهم في جيوبهم و مئات النماذج... فهجوم اعداء الشعب علي الثورة و التقليل من شانها : (فوره) (صدفة) و الهزء من وقودها (البشر) بانهم من (الغوغاء) و (الاوباش) نهتم به في اطار كشف حقيقته وهي:تبخيس الاضراب السياسي كسلاح وحيد للقوي المنتجة و الشعب. ومن دواعي الاحتفال باكتوبر :تكريم الشهداء و تكريم المدن السودانية و التعلم من التجربة و معظم الشهداء لم تطلق اسمائهم علي الشوارع و الميادين و المستشفيات و قاعات الدروس (مُنح القرشي شهادة جامعية و حديقة باسمه.ولشهداء القصر حديقة بدون ايضاحات) و شهداء اكتوبر كما شهداء مارس 85 لم تربط لذويهم معاشات استثنائية خلافا للذين حكموا من السادة.. وكان الارواح لا قيمة لها!! و للقرشي و حران تمثالان امام مدخل مكتبة الجامعة ازيلا ابان (الهجمة علي النصب) علي حقبة الترابي و نظامه الخاص. و ازيل تمثال التيجاني الماحي من امام المكتبة الرسمية و ازيلت تماثيل عثمان دقنة و علي عبداللطيف و عبد الرحمن النجومي من كلية الفنون و شملت الهجمة تماثيل: عثمان دقنة في بورتسودان و الحرية بالدامر و الجندي المجهول بالخرطوم و وحيد القرن بصومعة القضارف و غيرها.. (التماثيل و النصب التذكارية اعداء المشروع الحضاري). ومن دواعي الاحتفال تكريم المدن السودانية و بيان الادوار المميزة للجماعات و الافراد (نموذج:كسلا الثانوية بنات و دور القاضي/فؤاد الامين عبدالرحمن. و محمد جبارة العوض وتشوين قطارين بالبشر من كسلا لدعم الثوار في الخرطوم ولكل المدن الاخري ابطالُ و مبادرون، مثلما من دواعي الاحتفال التعلم من دروس الثورة في بدايات 1955 انقسمت الدول العربية مابين مؤيد و معارض لحلف بغداد،واهدافه: - اقامة قواعد عسكرية امريكية في الدول المستقلة الاعضاء في الحلف. - المعونات الامريكية (المشروطة) - التدخل العسكري الامريكي عند الطلب او التعرض لاعتداء من دولة شيوعية وفي ذات العام عقدت الدول (القلقة علي استقلالها السياسي) مؤتمر (باندونج)و شارك فيه السودان برئاسة الازهري وارسي المبادئ: * حل المشاكل التي تهدد السلام في المنطقة * عدم التدخل في شئون الدول الداخلية * عدم دخول المنطقة في احلاف عسكرية مع دول الغرب * ازالة القواعد العسكرية الاجنبية و سحب القوات * وقف شحن الاسلحة لدول المنطقة * المساعدات الاقتصادية غير المشروطة. وفي مطلع 1957 طرح الرئيس الامريكي ايزنهاور (مشروع الشرق الاوسط) علي الكونجرس الامريكس (مبدا ايزنهاور) وقام المشروع علي كيفية سد الفراغ في المنطقة بخروج بريطانيا و الدول الاستعمارية الاخري وقفل الطريق امام اي وجود سوفيتي و تكون المشروع من ثلاث نقاط: 1- التعاون الاقتصادي مع كل دولة مهتمة بالتمنية لتقديم(المساعدات) و تاكيد (السيادة الوطنية للدولة) 2- التعاون مع كل دولة او مجموعة دول و مساعدتها عسكريا 3- التدخل العسكري الامريكي لحماية اي من دول الشرق الاوسط عند تهديد استقلالها الوطني وفي 1957 دعا عبدالخالق محجوب الاحزاب السياسية لاقامة حكومة (اتحاد وطني) ذات برنامج متفق عليه و تمثيلها شكلي للاحزاب بلا استثناء (حكومة و معارضة) بالشعار: حكومة مختلفة الاجزاء موحدة البرنامج. لقفل الطريق امام التدخل العسكري الاجنبي. وجاء بيان الحزب الشيوعي لجماهير الشعب منبهاً(8 نوفمبر1958): (ان الامريكان يعملون علي تدبير انقلاب عسكري في السودان، حيث ان من سياسة الامريكان اسقاط النظم الضعيفة الموالية لهم قبل ان تسقطها الجماهير) وهذا ما حدث: عندما اوشكت الجماهير باداه النواب سحب الثقة من الحكومة الائتلافيه (الامة و الشعب الديمقراطي) و مع جلسة افتتاح البرلمان تم تسليم السلطة لقيادة الجيش جسد الحكم العسكري التبعية لامريكا و نتيجتها التفريط في السيادة الوطنية و تخريب الحياة الاقتصادية. وصادره الحريات العامة فعملت كل الفئات و الاحزاب و بشكل منظم علي نزعه. وفي 1957 قام نائب الرئيس الامريكي بزيارة الي السودان لاغراء الحكومة بقبول المشروع.وراى حزب الشعب الديمقراطي ان المشروع لا علاقه له بمصالح البلاد خلافا لحزب الامة شريكه في الائتلاف الذي وافق ووقع عليه. وقدمت الشركات الامريكية مشروعات مختلفة للاغراء (اقامة مطارات في كردفان و دارفور ،مصانع للحوم في كوستي و غير ذلك) و شروط المشروع العسكرية للسودان (عضوية حلف بغداد، قاعدة عسكرية في حلايب) ومن الشروط السياسية (معاداه الشيوعية) و ثورة اكتوبر خطت خطوتها الاولي بيوم 21/اكتوبر 1958 بالتظاهرات و المواكب التي نظمها و قادها العمال و الطلاب و المزارعون وهي التي اسقطت المشروع الامريكي عملياً فعندما تيقن الامريكان و حزب الامة من سحب الثقة من الحكومة قاموا بفعلتهم. ورغم ذلك اثمرت الاحتجاجات الجماهرية عندما استبعدت حكومة (الانقلاب الابيض) شروط المشروع الامريكي العسكرية و ابقت علي التبعية و الشروط السياسية فالحكم العسكري جاء لتنفيذ المشروع الامريكي وكانت اول قرارته المصادق عليه.
|
|
|
|
|
|