|
القدس في استطلاع رأي يهودي د. فايز أبو شمالة
|
آخر استطلاع رأي يهودي حول القدس يفرض على الفلسطينيين أن يضبطوا برنامجهم السياسي ـ إن تواجد لهم برنامج سياسي مشترك ـ ويفرض عليهم أن ينظموا مسار حياتهم، ويرسموا مستقبلهم على ضوء التطورات الروحية والسياسية للمجتمع الصهيوني الذي يغتصب حياتهم، ويمسك بتلابيب سياستهم، قبل أن يحتل أرضهم.
استطلاع الرأي الذي أجراه مركز القدس للشؤون العامة، والذي يديره مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي دوري غولد، وكان قد استطلع فيه قبل أيام رأي اليهود سكان دولة إسرائيل، أظهر أن 74.3% من الإسرائيليين اليهود يعارضون إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67.
إن هذه النسبة الكبيرة من اليهود الرافضين لقيام دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية المحتلة سنة 67، يعني أن المفاوضات مع أي حكومة إسرائيلية هي مفاوضات عبثية، إذ لا يوجد رئيس حكومة إسرائيلية غبي، يتجرأ على الخروج عن الإجماع اليهودي.
لقد اظهر استطلاع الرأي نفسه أن 76.2% من اليهود يعارضون قيام دولة فلسطينية تشترط تقسيم القدس بين العرب واليهود، وهذه النسبة تؤكد أن مدينة القدس هي نقطة توافق بين اليساري اليهودي واليميني اليهودي، وهذا يعني أن كل من يدعي بأن القدس ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية من خلال المفاوضات هو واهم، ويخادع الشعب الفلسطيني.
أما فيما يخص غور الأردن، فقد أظهر استطلاع الرأي أن 74.9% من اليهود يعارضون قيام دولة فلسطينية تطالب بالانسحاب من غور الأردن، وهذا يشير إلى أن المستوطنات من الثوابت اليهودية التي لا تسمح لأي رئيس حكومة بأن يقفز عنها، أو يهدم حجر صغير في مستوطنة حقيرة على أطراف الضفة الغربية.
استطلاع الرأي السابق سيكون حاضراً بعد شهر في أروقة الكنيست الإسرائيلي، الذي سيصوت على قانون تهويد القدس، وهو القانون الذي استكملت لجنة الداخلية البرلمانية الإسرائيلية بلورته مؤخراً، ويقضي بالسماح بصلاة اليهود في الأقصى، عبر مقترح مساواة الحق في العبادة لليهود والمسلمين في الحرم القدسي الشريف، وتخصيص مكان ومواعيد محددة لصلواتهم، وأداء شعائرهم الدينية، كما أن هذا القانون يحظر تنظيم المظاهرات والاحتجاجات المضادة تحت طائلة العقوبة التي ستصل إلى غرامة 20 ألف دولار.
استطلاع الرأي السابق يؤكد أن التصلب والتعنت والتطرف اليهودي ليس مزاج الحكومة الإسرائيلية؛ كما يحاول بعض القادة الفلسطينيين تصوير ذلك، تطرف الحكومات الإسرائيلية له علاقة بجوهر الدين اليهودي الذي يمتلك عقائدياً الأرض، ويسخر السياسة وفق هوى عقيدته المعتقة، لذلك فلن يتنازل اليهودي طوعاً عن شبر من أرض الآباء.
|
|
|
|
|
|