|
في مواساة والد محتسب
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لله درك يا حاج عثمان محمد الإمام وأنت تتلقي خبر إستشهاد ولدك ملازم أول مؤيد ، في مثل هذا اليوم ، الجمعة ، قبل إسبوع خلا . كنت كعادتك ، تدمع عيناك ولا نري دموعا ظاهرة ويعتصر فؤادك من الداخل ولا نري أمامنا إلا درسا صامتا عن معني الصبر والجلد حين المصيبة . جموع الناس ، لما سمعوا الخبر هرولوا إليك معزين ولسان حالك يحوقل ويرد الأمر كله لله" إنا لله وإنا إليه راجعون". ليس هذا غريبا عليك , فالذي نراه منك الآن فعلته قبل ثلاث سنوات خلت ، حين تلقيت خير مقتل إبنك حسن في الكرمك. هذا دفن حيث قتل ولم تشهد جنازته وذاك دفن حيث قتل ولم تشهد أيضا جنازته . قليل منا له صبرك ، فمن منا بفقد ولداه وهما في ريعان شبابهما ولا يحضر حتي جنازنهما وبيقي هكذا...صابرا محتسبا؟!. حقا ، إننا نتعلم منك معني " إنا لله وإنا إليه راجعون . كم يعلم من هؤلاء المعزين أنك من أكثر الناس تشييعا للجنائز ومواساة للمكلومين ، من الذين تعرفهم أو لاتعرفهم ، فالأمر عندك سيان ..فالموت واحد والرب واحد و" إنا لله وإنا إليه راجعون . لله درك يا حاج عثمان محمد الإمام وأنت تسمع الترهات هنا وهناك عن ظروف مقتل ولدك ملازم أول مؤيد وأنت تعلم جيدا انه لم يكن له علاقة البتة بالسياسة وأنه لم يدخل الكلية الحربية إلا إختيارا منه وحبا للزود عن هذا الوطن . إستكثروا عليه كلمة " شهيد " بل زادوا الأمر سواء وإصطنعوا القصص المغلفة بالفتن والحقد ، فقط لكونه جنديا نظاميا يؤدي واجبه ولم يعلموا أنك تترحم علي كل موتي المسلمين. لله درك يا حاج عثمان محمد الإمام وقد هرع إليك ممثلو حكومة الولاية ، فرادي وجماعات ، وهم الذين عتدهم في هكذا موت " عرس" لم يروا إلا أبا صابرا محتسبا لله وحده وأسرة كاملة صامدة تتلقي واجب العزاء في صمت ، فعادوا أدراجهم ولم يكن لهم نصيب إلا " الفاتحة" . لله درك يا حاج عثمان محمد الإمام ومن وراءك أهلك أتوا من الجبلاب سراعا كي يكملوا ملحمة العزة والشموخ بالصبر والإحتساب علي فقيدهم . لم يقولوا لأولائك المتربصين : الله مولانا ولا مولي لكم ، موتانا في الجنة وموتاكم في النار فهم يعلمون تماما أن هذا البلد واقع في فتن لا يعلمها إلا الله ، فهؤلاء ..وأولئك لهم رأيهم الخاص وعندهم في الموت "إن "والسعيد من تلمس طريق النجاة وسعي لها وإتقي والشفي من لم يتعظ وبقي علي حاله شقيا وما نجا. الدمازين في :1/10/2014م. محمد عبد المجيد أمين (براق)
|
|
|
|
|
|