|
عندما تترك السياسة لأهل النفاق والنجاسة بقلم | ماهر إبراهيم جعوان
|
عندما تترك السياسة لأهل النفاق والنجاسة تحول المعركة السياسية إلى معركة أمنية بامتياز فلا حل لديهم سوى الاعتقالات والسجون والقتل والسحل والافتراءات واهدار الأعراض والدماء وإقامة السدود والحواجز والمعابر فلا حل لديهم سوى الرصاص الحي والخرطوش وقنابل الغازات واستخدام البلطجية وتجار المخدرات وأطفال الشوارع لإثارة الفزع والترهيب والذعر في نفوس الآمنين ولله در القائل:- حكمنا فكان العفو منا سجية فلما حكمتم سال بالدم ابطح
ونحن أناس لم يك الغدر شأننا ولكنما نعفـو ونكظـم غيضنا
فحسبكـم هـذا التفـاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح
عندما تترك السياسة لأهل النفاق والنجاسة تغيب العقول وتلعب بالمشاعر وتنتشر البدع والمنكرات وكله باسم الدين وبما لا يخالف شرع الله فلا عجب من تقديس الأشخاص ووصفهم بالرسل وبعض صفات الذات الإلهية ولا عجب أن تقطع المناسك ولا تستكمل لدواعي أمنية ولا عجب من تكفير المخالف ووصفه بالخوارج وعدم الزواج ولا البيع والشراء لهم ولا عجب من مؤاخاة اليهود والنصاري ولا عجب من استقبال الشيعة وقبول أموالهم وهداياهم ولا عجب من مجموعة فتاوى جنسية للتلصص بين الزوج وزوجه والخاطب وخطيبته وعمل الراقصات عبادة وكشف شعر النساء وأجسادهن مش حرام قوي وترك الزوجة عرضة لذئاب البشر.... وغير ذلك من ناقصي العقل والدين ولا عجب من صمت من ارتفعت أصواتهم ضجيجا بالشرع والشريعة ولا عجب من لحية طويلة تقف في صفوف الظالمين القتلة ولا عجب من اسلامي وانقلابي وعسكري ومسيحي وصوفي وعلماني ويهودي وشيعي وبانجو وكمبارس ليرسموا مفاهيم الدين الجديدة والدولة المدنية الحديثة عندما تترك السياسة لأهل النفاق والنجاسة تتهاوى الأكله إلا قصعتها من كل حدب وصوب وليس ذلك عن قلة بل عن كثرة ولكنها غثاء كغثاء السيل فلا ربيع عربي آمن ولا مستقر وتنقلب المبادئ والحقوق والواجبات فتصبح إسرائيل حليف وفلسطين عدو وتصبح ليبيا خطر وأثيوبيا آمان وتصبح العلاقة بأمريكا زواجا شرعيا لا سفاح تستباح سيناء ويقتل ويهجر أهلها من أجل عيون بني صهيون ولا ينطق أحد بشأن حلايب ونتحول لمرتزقة بمعارك لا شأن لنا بها في ليبيا والعراق عندما تترك السياسة لأهل النفاق والنجاسة لم تعد مصر الشقيقة الكبرى ولا أم الدنيا ولا أد الدنيا بل يتحكم فيها الترهات وصبيان دول الخليج فتتغير أولويات التعليم والمناهج والتاريخ بكتبها تتعسكر جامعاتها ومدارسها ويفصل طلابها ويلاحقوا ينتحر مواطنها وتسود وتظلم طرقاتها وترفع أسعارها ويشرد تجارها يعلوا وينتشر أهل اللهو والغي بينما الأمناء والثقات والمنتخبون والعلماء والمخترعون والنساء يعانون في غياهب السجون وغيابات الجب فلا مناص ولا بديل عن السير في طريق الحرية والسعي للإلتزام بالسياسة الشرعية للراعي والرعية لننال كرامة وعز الدنيا والآخرة
|
|
|
|
|
|