ذهنية الحركة الاسلامية مزقت أوصال الكرامة السودانية بقلم / أحمد يوسف حمد النيل

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 12:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2014, 01:28 AM

أحمد يوسف حمد النيل
<aأحمد يوسف حمد النيل
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذهنية الحركة الاسلامية مزقت أوصال الكرامة السودانية بقلم / أحمد يوسف حمد النيل

    مرت العقود و السنوات و ما تزال بقايا حركة الإخوان في السودان تفي بزر الرماد في عيون الكادحين من الشعب المغلوب على أمره , و هي ما تزال تتحسس الطريق المؤدية الى النجاح بلا أدنى تباشير للنجاح, و هي لم تستفق بعد من بقايا أحلام خمسينات و ستينات القرن الماضي , و برزت كالثعلب المرعوب لتتنصل في شكل دراماتيكي من حليفتها العقدية إيران , و تدغدغ مشاعر المملكة العربية السعودية (كحليف مصلحة) , و تطل عليها بسياسة لعبة القط و الفأر. تطل عليها بذهنية الرجل الساذج الذي اذا قيل له : تعال, هرول حافيا ظناً منه انه سيجد دنيا يصيبها في رحلة الحج , و لكنه عندما وصل ملبياً , وجد سراباً يحسبه الظمآن ماء , فوجد خطاباً ضافياً , من رجال أذكياء فحدثوه عن الظلم و الفساد , فارتد على عقبيه بلا أدنى وعد أو منفعة أو حتى احترام. فهزمته ذهنية البداوة الماهرة و هزمت معه أحلام المتصنعين , أصحاب الطموحات النرجسية من أذيال الحركة الاسلامية الفاسدة , فما هم في أعين هؤلاء الا رعايا ارهاب و غلظة و تشدد.

    تلك الصورة التي ظهرت في وسائل الاعلام السعودية و العربية و بخاصة الصحافة , و هي تبرز رئيس دولة السودان مبتئسا من خطاب الملك عبد الله بلسان ولي عهده سلمان بن عبد العزيز الذي يحس انه موجه له شخصيا , و ليس هنالك نظرة في وجهه تدل على حسن الاستدلال و التحليل و الفهم , و للمرة الثانية يظهر أيضا الرئيس السوداني في صورة و هو جالس على كرسي في الحرم المدني و هو ممسكاً بالمصحف المطهر , و لا يبدو في الصورة من أمير أو مسؤول كبير غير ضابط شرطة يحرسه من على البعد. أين هي قيمة الدولة ؟ أين هيبة الدولة السودانية؟ لقد أذلوها اذلالاُ لا يخطر على ذهن بشر , فالذين يجلسون على موائد الخبث و يطلقون عسكريا لا يعرف أمور السياسة و الدبلوماسية و الفكر أن يقوم بهذا الدور هم من صب الزيت في النار , و من فرط الاذلال لا يستطيع دبلوماسي أو سياسي أن يقوم بما قام به هذا الرئيس العسكري.

    كفى اذلالاً للسودان و شعبه الطيب , كفاكم حكما بالظلم سنين عددا , كفاكم ما أصبتم من جنات الدنيا و زخارفها , و استعدوا للحساب عندما يهب المظاليم من بني جلدتكم يوم تدور الدوائر , اما حساب الآخرة فهذا ما سيهمس لكم به القدر عندما تفارقون هذه الدنيا التي تعشقونها. لم تكونوا يوما ذوي منفعة للمواطن , لأنكم قد سددتم الطريق أمام طموحاته و أحلامه البسيطة من مأكل و مشرب و صحة و تعليم , كان الله في عون المواطن الصابر , الذي يئن من ثقل المسؤولية و من انعدام الحرية فهي أوكسجين الشعوب المتطلعة. لقد انسدت كل الطرقات في رحلة الانعتاق من براثن المجحفين , و خاب أمل المتطلعين لنعيم الحرية , فأغفلوا هذا الشعب العظيم عن جذوة النضال , و قيم العلم و الاخلاق , و شغلوه بترانيم منكره تتمايل لها أبدان الفتيات العاهرات , و ترقص حولها جثث هامدة تعشق رائحة الزمن الجميل , و ملأ الاحباط صدور الرجال و النساء و الشباب و حتى الولدان , فما عاد الذي يفرح يبث الفرح كسالف الأيام و لا عادت الحوادث المؤسفة تستدعي الحزن كالسابق.

    أي ذهنية هذه التي تعشق المادة حد الافراط؟! و أي ذهنية هذه التي تعشق حياكة المؤامرات؟! ألم يعلموا أن أوروبا الكافرة (كما يطلقون عليها) قد هجرت كنائسها و ديرها و قام رهبانها الى دنيا العمل و الأخلاق , و ابتدعوا عصر الأنوار , فكانت الثورة العلمية و الصناعية , فتحولت رومانسية الفكر الى اشكال هي جمال الصناعة , و الى اخلاق هي روح الصناعة. و لكن المتشددون لم يجنوا الا السراب. و لكن هيهات ان تأتلف قلوب ولهة بروح المادة , متزعزعة في قناعاتها , متصارعة في مصالحها.

    لم تعد هنالك آذانٌ صاغية من حكومة طلّقت الحكمة , و أذنت بالعداء , و خرّبت عشها بيدها. أناس لا تربطهم أدنى روابط بالواقع , المسرح السياسي لُعبة ٌ قذرة – لا نؤمن بهذه المقولة الا عندما يطرأ على ساحة الحكم الفاسدون – أنبكي على أخلاق اندثرت؟ أم على عروض تهتكت؟ أنرثى على حالنا من وجه امتلأ بالدمامل و القذارة و انمحت من ملامحه الكرامة؟ أم من جهل يُعبّد طريق المستقبل المظلم؟ ليتها لم تكن حركة اسلامية لكان الظلم و الظلام الدامس أمر طبيعي! و لكن هذا الاسم فيه مدعاة للاستغراب , و دهشة صادمة , و خوف من كل جماعة تدعي حمل لواء الاسلام.

    كل شيء في العالم يبدو واضح , و كل منظومة سياسية أو اقتصادية أو تربوية أو اجتماعية تعرف هدفها , و لكن ما هي أهداف جماعات التطرف الديني و التأصيل؟ لا تلمس الواقع التي تطأه أقدامها , الا من منظور أنانية البشر الذين لا يميزون بين الحق و الباطل , يعبرون لقيم في بطون الكتب بأذهان متعطلة تماماً عن التفكير و السيرة الابداعية , و يجهلون أو يتعمدون تجاهل قيمة الانسان الكريم. من قال انهم يعرفون القيم فانه واهم , و من قال ان لهم ذهنية صالحة هذا محض افتراء. فالفشل في السياسة و الدبلوماسية و الاقتصاد و التربية و الأخلاق قد سد الأفق , و عمى العيون.

    لم تكن مصلحة الشعوب يوماً ما سبيل للقطيعة أو المصلحة بين الدول. فذهنية الحركة الاسلامية فيها تعقيد لدرجة المرض الكارثي, و الوباء الفتاك. عندما تتصالح مع ذاتها في انانية مفرطة , تظلم كل من هم خارج اطارها , و عندما تفقد بريقها و تخسر تجارتها و تتشابك خيوط المصالح , فإنها تتخبط كالبعير المنحور أو الذي يضرب خبط عشواء لكي تخطب ود الدول المعادية لها من باب المصالح (فقط) , ولكن خاب فألهم و خبا لهيب الذكاء المصطنع , فالذين يديرون مصالح شعوبهم بحنكة , لا يصرخون في الملأ رياء اً منهم و جهلاً , فقيمة الانسان في هذا الكون الكرامة التي منحها الله له , و من استبطن الكذب و الخيانة فمصيره ان يفتضح أمره يوماً ما.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de