دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
اكذوبة الثقافة السودانية (2 – 2) عبدالعليم شداد
|
في الجزء الاول اوضحنا انه لا توجد ثقافة مسجلة اسمها الثقافة السودانية او العربية او الافريقية او غيرها فجميع هذه المسميات لا تعني منهجا ثابتا يعد اسلوبا للحياة وذلك انطلاقا من تعريف الثقافة بانها هي مجموعة القيم والعادات والتقاليد التي تعيش وفقها جماعة او مجتمع بشري بغض النظر عن مدى تطور العلوم لديه او مستوى حضارته او عمرانه, اي انها توصيف لوضع اجتماعي, وتم التاكيد على ان الثقافة الوحيدة المسجلة في العالم هي الثقافة الاسلامية وما عداها فهو دائما في تغيير مستمر من ناحية القيم والعادات وتم ذكر عدد من الامثلة التي تشرح التغيير المستمر في ثقافة السودانيين على مر السنين الماضية بما يعني اننا عندما نقول الثقافة السودانية فنحن نحتاج ان نذكر الفترة الزمنية التي نتحدث عنها فكل فترة لها ثقافتها, بعكس قولنا الثقافة الاسلامية حيث لا نحتاج لذكر فترة زمنية فهي ثقافة واحدة محددة مكتوبة بكل تفاصيلها. وذكرنا اننا عندما نقول ثقافة المجتمع السوداني فاننا نقصد ثقافة العاصمة والمدن الكبيرة الموازية لها لانها تعتبر مركز العلوم والقوة الاقتصادية والاعلامية بالنسبة لبقية السودان ولذلك فان المجتمعات في المناطق النائية والبعيدة فحتما ستصلها ثقافة المركز عاجلا ام اجلا وستندثر ثقافاتها ولغاتها المحلية مهما طال الزمن لانها لن تستطيع ان تلبي طموحات وتطلعات افرادها فتلبية حاجات الافراد يعد واحدا من الاسباب التي تدفع نحو التغيير الثقافي كالحاجة لتعلم مهنة او مهارة او كسب رزق قد لا يتوفر الا عند مجتمعات اخري فيضطر الفرد لان يعيش في مجتمعات اخري فيتعلم لغتها ويتاثر بعاداتها. وعلى مدار الخمسين عاما الماضية كانت الاذاعة والتلفزيون وخاصة التلفزيون الذي يمتلك ميزتي الصوت والصورة هما محطتي الضخ الرئيسية لتغيير اسلوب حياة الناس في السودان, فانت لو كنت تقف امام شخص كل يوم وهو يتحدث اليك وانت تنصت اليه في انتباه وهو يكرر نفس الكلام فبعد فترة ستجد انك اصبحت تفكر وتتعامل بنفس اسلوب هذا الشخص, تماما كما في التربية العسكرية التي تنقل المجند من افكاره السابقة وما تسميه حياة الملكية (المدنية) الي الحياة العسكرية حيث يقف المجندون الساعات الطويلة كل يوم يستمعون للمعلمين في انتباه, فيكتسبون قيما وافكارا جديدة , وفي التلفزيون فان اكثر البرامج مشاهدة وتكرارا ويجلس الناس لها في انتباه هي القصة التي يتم تجسيدها في حلقات فالانسان بطبعه يحب سماع القصص ويتشوق لمعرفة نهاياتها ولذلك كان المسلسل الوافد من الدول الناطقة بالعربية هو معلم الناس وامامهم مشكلا مضخة ثابتة لتغيير ثقافة المجتمع فمعظم الشعب ظل كل يوم ولمدة ساعة يوميا وعلي مدار عشرات السنين يجلس لمتابعة الحلقات اليومية في انتباه, والمسلسل ظل يكرر كل يوم نفس القيم والمفاهيم والحياة الاجتماعية الجديدة ولكن فقط ضمن قوالب (قصص) مختلفة, وقد ظل هذا المسلسل علي الدوام عبارة عن محطة ضخ ثابتة للثقافة والقيم الغربية ممزوجة بواقع متخلف ينحدر منه كاتبيه وممثليه, وقد تسبب ذلك في توهان التلفزيون القومي والتلفزيونات السودانية التي نشأت لاحقا مما جعلها مجرد محطات للتسلية و مضخات مساعدة مرددة لصدي الثقافة المشوهة الجديدة, اما المؤثر الثاني لتغيير الثقافة فهو الحكومات وحقيقة الامر ان الحكومات هي المؤثر الاول لان التلفزيون نفسه واقع تحت سلطانها وما يبثه هو مسؤليتها, ولكن لها تاثيرا ايضا من ناحية القرارات التي تصدرها والخطابات والتصريحات التي تعكس الاتجاهات الفكرية للمسؤولين فيها (احيانا لا يكون لهم منطلق فكري واضح) كما انها صانعة مناهج التعليم ومحددة لغاته والملابس المستخدمة في مؤسساته وما الي ذلك من قرارات وتصريحات تغير من سلوكيات ومفاهيم الناس. ويمكن ملاحظة تاثير الحكومات في السودان بصورة واضحة فعندما كانت الحكومات السودانية في وقت من الاوقات متاثرة بالفكر الاقتصادي الاشتراكي الذي يميل الى احتقار الاغنياء ويعلي من شان الفقراء كان الناس يحبون الفقر ويفتخرون به وكانت كلمة (ود العز) تعتبر شتيمة ولذلك كان الاختلاس والسرقة في دوائر الحكومة نادر الحدوث, وفي السنوات الاخيرة التي اصبح نظام الحكم فيها متاثرا بالنظام الاقتصادي الراسمالي وهو نظام يكره الفقراء ويحب الاغنياء واصحاب السلطة, تغيرت المفاهيم واصبح الفقر عيبا يسارع الناس لاخفائه فاذدات السرقات طلبا للجاه والمكانة الاجتماعية وسارع بعض الناس لاحياء الروابط القبلية بحثا عن سلم سريع يوصلهم لذروة المجد, وكل من هذا او ذاك فهو بخلاف الثقافة الاسلامية التي تربي الناس علي الرضاء والشكر فالفقير سعيد لا يحسد الغني ولا يحتقره وكذلك الغني هو شاكر لا يرى نفسه ارفع مقاما من الفقير, وحقيقة الامر ان الرضاء الاجتماعي هو مفتاح اي نهضة, ومفهوم الحياة والمهن الكريمة هو مفهوم غير ثابت تلعب وسائل الاعلام دورا كبيرا في تشكيله, وكمثال اخر على تاثير الحكومات على ثقافة الناس فالجميع يعرف ان في وقت من الاوقات كان شرب الخمر من الامور العادية وذلك تاثرا بثقافة الحكام الانجليز, الذين كان قد تربى تحت سلطانهم الجيل الاول من المتعلمين السودانيين فامتد تاثيرهم بواسطة ابنائهم لوقت طويل, وواقع الحال يقول ان الحكومات تؤثر في سلوكيات الناس ومفاهيمهم سؤا ان كانوا يحبونها او يكرهونها. ومن ما جاء في الجزء الاول ان جميع المجتمعات مجتمعات مثقفة بمعني ان لها قيم وعادات وتقاليد ولا يصح اطلاق عبارة مثقفين على فئة من الناس دون الاخرين, اما الهوية فهي منتج ثانوي للثقافة مضافا اليه بعض الخصائص الاخرى الخارجة عن ارادة المجتمع كلون البشرة وشكل الجسم والخصائص الجسمانية لكل مجتمع كالطول والقصر وملامح الوجه وغيرها, فهوية الفرد اوالمجتمع هي حالته التي هو عليها, فالافريقي الذي ولد وعاش في اوروبا لا علاقة له بالافريقي الذي عاش في موطنه الاصلي او اي مجتمع اخر فاختلاف الثقافات ينتج عنه اختلاف الهويات واختلاف الحكومات يسبب اختلاف الثقافات, ولذلك فهوية السوداني (الذي يعيش في المدينة) في الخمسينات تختلف عن هويته في السبعينات او التسعينات او غيرها, ويظهر هذا الاختلاف في اختلاف كل جيل عن الاخر. ولانه لا توجد ثقافة افريقية او عربية مسجلة فانه لا توجد هوية عربية او افريقية ثابتة, اما الاعلاء الحاصل لقيمة العنصر العربي فهو خطاء كبير قام به من سموا انفسهم بالقوميين العرب وتاثر به الاخرين وقد حارب دعوتهم كبار العلماء المسلمين امثال الشيخ ابن باز والشيخ محمد الغزالي وغيرهم واعتبروا ان دعوتهم جريمة في حق الاسلام وانها تحارب الاسلام في داره حيث انها تفصل المسلم العربي عن اخيه غير العربي وان افتخار جنس على اخر يوقظ رد الفعل في الاخرين فيثورون لاجل كرامتهم وهو خلاف مقاصد الاسلام التي توحد كل الاجناس تحت راية واحدة, ولكن كان صوت اولئك العنصريون العرب هو الاعلى خاصة بعد سيطرتهم على عدد من الدول, وايضا فان الوطنية لا تصنع الهوية بل فقط تصنع فخرا داخليا قد لا يعني الاخرين (خارج الحدود) في شيئ. mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اكذوبة الثقافة السودانية (2 – 2) عبدالعليم شداد (Re: عبير خيرى)
|
سلامات يا عبد العليم وعيد مبارك.. موضوع شايق غير أنك قلت:
Quote: وتم التاكيد على ان الثقافة الوحيدة المسجلة في العالم هي الثقافة الاسلامية وما عداها فهو دائما في تغيير مستمر من ناحية القيم والعادات |
1 - ما الذي عنيته بمفردة ( مسجلة ) هل تعني انها مكتوبة أم ثابته غير متغيرة ؟ 2 - من الذي اكد أن الثقافة الاسلامية وحدها المسجلة ؟ 3 - عرفت الثقافة تعريف صائب غير أنك اعتبرت الثقافة السودانية اكذوبة .. وتفسير اكذوبة أنها غير حقيقية ولكن بدا لي أنك في صلب الموضوع اتخذت من المعلومات المعرفية التي نستقيها من ميديا المركز ادلة على اكذوبة الثقافة السودانية .. نعم لا توجد ثقافة مفردة جامعة في السودان بحكم تنوع بيئته المناخية والطبغرافية وموقعه الجغرافي المحادد لثقافات عربية اسلامية وافريقية مسيحية ولا دينية ,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اكذوبة الثقافة السودانية (2 – 2) عبدالعليم شداد (Re: عبدالعليم شداد)
|
(وتم التاكيد على ان الثقافة الوحيدة المسجلة في العالم هي الثقافة الاسلامية وما عداها فهو دائما في تغيير مستمر من ناحية القيم والعادات) لم استوعب او اهضم هذه العبارة !! من الذي أكد ؟؟؟ وماهي معايير التسجيل للحضارات؟؟ وهل اصلا هنالك اصلا سجلا غير التاريخ للحضارات؟؟ لعلك عنيت بقولك (ماعداها في تغيير مستمر) ثبات الحضارة الاسلامية كونها 1- ربانية لإنها تستمد من الوحي الإلهي (القرآن الكريم والسنة النبوية 2- التوازن والإعتدال فلقد راعي الاسلام حاجات الانسان الروحية والمادية بقوله تبارك وتعالي( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ and#1750; وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا and#1750; وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ and#1750; وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ and#1750; إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) 3-الواقعية والمثالية فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وكثير جدا من النقاط الإيجابية قد لا يتسع المجال لذكرها ، لإرتباط : الثقافة (الجانب المعنوي من المعارف والخبرات والعلوم ،والآداب) المدنية(الجانب والحاجات المادية اللازمة لرفاهية المجتمع) الحضارة(تجمع بين المادي والمعنوي) لإرتباط النقاط السالف ذكرها لاتستطيع إلغاء حضارا ت وبصمات الآخرين فالقرآن الكريم قد مدح حضارات قامت علي العدل واستخدمت الحاجات المادية لإشاعة العد بين الفقراء والمساكين حضارات سيدينا داؤد وسليمان وحضارة ذو القرنين كمثال وذم ودمر الله تيبرك وتعالي حضارات عاد وثمود لإفسادهما في الارض ودمر فرعون، اضف الي ذلك ان كثير من المعارف والاكتشافات المادية التى افادت البشرية الي يومنا هذا من صنع الحضارة الغربية المسيحية واخريات من اختراع حضارات ملحدة . نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اكذوبة الثقافة السودانية (2 – 2) عبدالعليم شداد (Re: عبدالعليم شداد)
|
اهنيئ قراء سودانيزاونلاين صفوة القراء السودانيين بمناسبة عيد الاضحى عامة واهنىئ الاعزاء المشاركين في النقاش خاصة , واجد نفسي ملزما بالاعتذار للجميع فهذا الجزء من المقال مرتبط بالجزء السابق وكان يجب ان يكون مقالا واحدا ولكن نسبة لصعوبة النشر في الصحف السودانية كنت مضطرا لتقسيمه لمقالين فاي مقال يتجاوز الالف كلمة يكون من الصعب نشره في الصحف ولذلك ارجوا من الاخوة في التحكم اضافة رابط الجزء الاول او دمج المقالين في صفحة واحدة, اما بالنسبة لتعدد الثقافات واللغات في السودان يا عبدالله والفخر بذلك فانه فخر في غير محله لان كثيرا منها سوف يزول مع الزمن فاي لغة صغيرة لا تستطيع ان تلبي طموحات ابنائها في التعليم والعمل فهي لغة زائلة وثقافة المركز سوف تغزوا الاطراف مهما طال الزمن بالرغم من ان المركز نفسه يمكن ان يكون ضحية لثقافات اخرى والتاريخ يشهد بزوال الكثير من اللغات بالرغم من ان اصحابها كانوا اصحاب حضارات عظيمة فاللغة اصلا وسيلة لتحقيق التواصل وجلب المنافع, وحتى اللغة العربية ان لم تكن لغة الاسلام وتعلمها واجب فكان من الممكن ان تزول لان هناك لغات اخرى يمكن ان تحقق لمتحدثها منافع اكثر ..... رابط الجزء الاول http://www.sudaneseonline.com/board/7/msg/1411053120.html
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|