|
حملة الهادي الانتقامية! ضياء الدين بلال
|
mailto:[email protected]@gmail.com -1-
سرعان ما خذل الفريق الهادي عبد الله والي ولاية نهر النيل، زميلنا عبد الباقي الظافر. زميلنا كان يتمنى ويترجى سعادة الفريق، أن يصبح مثل الأمريكي جون مكين، الذي تعامل مع الهزيمة الانتخابية بتسامٍ وتسامح، ودعا مؤيديه لمعاونة الرئيس الجديد باراك أوباما. الظافر في عموده (تراسيم)، نبَّه بلطف الفريق الهادي، إلى ضرورة عدم القيام بحملة تأديبيّة على الذين تسببوا في سقوطه من قائمة المرشحين لمنصب الوالي في الانتخابات القادمة. الحملة التأديبية التي كان يقصدها الظافر ويعنيها، أن يقوم الفريق الهادي بإقالة كلِّ أفراد طاقم حكومته، الذين لم يعينوه على البقاء في قائمة الخمسة المرشحين للمركز، لاختيار واحد منهم مرشحاً للحزب. -2-
الظافر طالبَ الوالي بأن ينصرف بهدوء من مسرح الأحداث بالولاية، عبر نقل صلاحياته لنائبه علي حامد، الذي فاز بأعلى الأصوات في المؤتمر العام. لكن ماذا حدث؟! فعل الفريق الهادي، ما ظلت تفعله جماهير الأمل العطبراوي، حال الهزيمة من أندية الخرطوم.
سعادة الفريق في لحظات غضب، مضى مسرع الخطى في الاتجاه المعاكس لتلك النصائح. رفع سوطه على خاذليه، وحزم حقائبه لا للرحيل، ولكن لاستئناف النشاط!. -3-
ورد أمس في الزميلة (اليوم التالي)، أن الفريق الهادي عبد الله والي ولاية نهر النيل، أعلن عن تغييرات واسعة في حكومته، تبدأ بعد عطلة العيد مباشرةً، بإعفاء المعتمدين وحلِّ المجالس التشريعية في المحليات. لا توجد أي دواعٍ موضوعية أو قانونية لهذا القرار، سوى الرغبة في الانتقام والانتصار للذات المهزومة. وهي رغبة تعمق الهزيمة، ولا تخفف من وقعها، بل هي ستسهم في رفع معدلات الشماتة عليه. أشهر معدودات المدى الزمني لإنهاء أجل حكومته الحالية، فما الداعي لتغييرها في هذا الوقت، سوى أن الوالي الجريح يريد أن ينتقم لنفسه من الذين تسببوا في أن يصبح هو الوالي الوحيد -إلى الآن- الذي سقط من قائمة الترشيح الخماسي. أما بخصوص الانسحاب ونقل الصلاحيات، فقد أكد الوالي لدى مخاطبته اجتماعاً في الدامر للجنة جمع الصف الوطني، أنه باقٍ في موقعه بكل صلاحياته إلى أبريل القادم!. في صحف أخرى، ورد أن الفريق الهادي عبد الله سيتوجه إلى دولة المغرب، لعقد توأمة مع إحدى المقاطعات المغربية!. -4-
صحيح أن الوجه الآخر للسقوط الانتخابي كان وجهاً إيجابياً، فهو دليل على نزاهة الوالي الفريق الهادي، وعدم استخدامه للأساليب الفاسدة القائمة على الترهيب والترغيب، كما حدث في بعض الولايات. كان بإمكان الفريق الهادي أن يرفع القيمة الأخلاقية لهذه الهزيمة، لتتحوّل إلى انتصار معنوي، لو أخذ بنصائح الظافر التي جاءت تحت عنوان (حتى لا يهزم الفريق الهادي مرة أخرى). أتوقع أن تتدخل قيادة الحزب والحكومة، لمنع الفريق الهادي من شَنِّ حملته الانتقامية، وربما تراجع الرجل قبل ذلك عن ما انتواه بعد الاستغفار والاستعاذة من الشيطان الرجيم. :::
|
|
|
|
|
|