|
بهـــدوء سلوك غير حضاري ... حيرتونا! /حامـد ديدان محمـد
|
بهـــدوء
المسافة بين كوبر و الخرطوم قطعناها في ( 1/2 2 ) ساعتين و نصف ! صدق إن كنت تقبع في (وحل!) الخرطوم ولا تصدق إن كنت خارجه أو خارج السودان ... حدث هذا في العاصمة المثلثة و الحكاية ببساطة : أني كنت أستقل حافلة من حلة كوكو إلى الخرطوم ولما وصلنا (كبري!) كوبر الجديد و الجميل ، لم يتجه السائق يساراً ليصعد كبري كوبر الخرطوم وتابع سيره بإتجاه بحري ، رغم احتجاج الركاب و لم (ينبث!) ببنت كلمة ! عندما وصلنا (الاشلاق!) وجدنا العربات واقفة (طابور!) ولا تتحرك ... الحركة (يا صاح!) واقفة تماماً وتصبب العرق منا جميعاً لأننا كنا عند الظهيرة و تحديداً الساعة (12) وعشر دقائق ... الركاب المساكين بدؤا بالشكوى : والله أنا وراي أطفال وقلت بمشي وبجي قبل ما يجوعوا! ... أنا لو عارف كدة ما كان جيت ! ... يا سواق ، الحاصل شنو ؟! و عند تمام الساعة (2) قطعنا (بعون!) الله السكة حديد وقبل أن يكمل الركاب تنفسهم و ارتياحهم لقينا (الزيطة و الزمبليطة !) يمين و شمال و جنوب وشرق (الإشارة!) العربات واقفة (بالكوم!) وبعد جهد جهيد تابع السائق سيره بإتجاه بحري وبعد ذلك إتجه ناحية الكبري ، بإتجاه الخرطوم وصلنا (النفق!) الساعة ( 1/2 2 ) ظهراً ! كنت في مشوار مهم إلى نقابة معلمي التعليم العام بالسودان ، وصلت (ألهث!) وقال كل من قابلته : جيت في الزمن بدل الضائع ... بكل أسف (الزول!) الذي سألت عنه (طلع!) ... تعال (بكرة!) بدري ... هذا يا (ناس!) المرور و بكل المقاييس ، سلوك غير حضاري ونحن نعيش في الألفية الثالثة أو القرن الواحد و العشرين ! . سلوك (عبيط!) آخر وغير حضاري و يتعلق هذه المرة بالكهرباء ، أهم (علامات!) الرقي و الحضارة ... في البلاد المتمدنة ، يُقطع التيار الكهربائي ، قطع فجائي إن كان هناك سبب أو مبرر (عقلاني !) ويسمونه : Electric Shoch ! ولا يتجاوز ذلك نصف ساعة !
حدث هذا ، عندما كنت أعيش في جارتنا (السعودية!) وكنا مجموعة تتعدى (400!) شخص من مختلف الجنسيات : عرب ، خواجات و آسيويون و غيرهم نسكن كلنا في معسكر (Camp ) بمدينة الدمام البترولية ، شرق البلاد ، وكان ذلك ( ُقبيل!) المغرب و معلوم أن السعودية (حارة!) المناخ . خرجت من غرفتي مجبراً و لدهشتي وجدت الساكنين ، زرافاتٍ ووحدانا ، خارج الغرف وبالملابس الداخلية وهم يصيحون ويرددون التعبير الانجليزي : Bull ####!)) أي : تباً لك أو : لك الجحيم ! وهم على ذلك الحال حتى (جرى!) التيار الكهربائي مرة آخرى ! أستغرق ذلك (نصف !) ساعة تقريباً ! وإذا حولنا (الموجة!) إلى السودان ، تجد العجب العُجاب : تقطع الكهرباء مرتان أو أكثر ، في عاصمة السودان في الصباح الباكر ، عند الظهيرة و عند (المغارب!) ولساعات طويلة و دون مبرر يذكر . يا (جماعة!) الكهرباء أن الخريف قد (ولى!) وأنتم إلى الآن ، تقطعون الكهرباء بحجته ! هذا غير معقول وسلوك غير حضاري (100% !) . السلوكيات غير الحضارية في بلدنا السودان ، كثيرة و لكن ، نختم بهذا السلوك: عند ساعة الذروة المرورية (Rush Hour ! ) في الصباح و الظهيرة اللذان يشهدان خروج (العالمين!) إلى العمل و عودتهم منه ، يتجمع الناس (بالكوم!) أمام محطات البصات أو الحافلات أو الهايسات و عادة تمر الحافلة وغيرها و ابوابها (مغلقة!) وخالية من الركاب ويتسابق الناس إليها ، ولكن (بإشارة !) من الكمساري تعرف أنهم لا يريدون إي راكب ... انهم : (Sadist Pepple!) كما يقول الغربيون أي (ساديون!) يتلذذون بعذاب الآخرين ! ... هل سمعتم (يا أهلنا!) في إدارة المرور ؟! نختم إذاً ، رجعت إلى بيتي و انا أحمل خفي حنين ... الغبي و لكني لست كذلك لكن غيري هم (الأغبياء!) ... كنت أتمنى أن أستلقي على (قفاي!) و اروح في سابع نومة لكن ، يا خسارة ! الكهرباء قاطعة ! مع ذلك ، أستلقيت على (العنقريب!) أو (الهبَّاب!) حيث وضعته على ( ُضل!) العصر ورجعت إلى الوراء ... إلى رحلتي إلى الخرطوم والتي هي ــــــــ نسبة ً لصعوبة المواصلات ـــــــــــ تعتبر بلد آخر يقع فيما وراء البحار :(Over Seas! ) لتقع ذاكرتي على عبارة تهمنا في هذا المقال كتبها (سواق!) على صندوق عربته في الخلف و بالحروف الكبيرة و هي تقول : ( حيرتونا! ) ورغم (الذباب !) نمت حتى آذان صلاة المغرب ... أخي القارئ ، اختي القارئة ، (لا تجيبوا !) على هذا السؤال ! وهو : لماذا الكبري مغفول و لساعات طويلة ؟! وأن آخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين وألا عدوان إلا على الظالمين إلـى اللقاء
|
|
|
|
|
|