|
أما آن الأوان .. يا دارفور؟ زاهر بخيت الفكى
|
ألم ينضب معينها بعد هذه الحرب القذرة..؟ أما آن الأوان أن تنطفى جذوة نارها..؟ إلى متى يا دارفور ..؟ كاذبٌ هو من يدعى القدرة على أن يُجيب عن ما سألنا بعد أن امتزج الخاص بالعام وعم الغبن وتمددت العداوات وبرزت النعرات القبلية المُقيتة التى ظلت وعلى الدوام خنجراً مسموم فى خاصرة هذا البلد أيقظناها وكانت سبباً فى إقعاد هذا البلد بكامله والقضاء على أجمل مافيه ( دارفور ).. سنظل نسأل..العالم كله يُدرك ما حل بدارفور وصغيرنا الذى لم يهنأ يوماً بحياة من سبقوه فى قرى ووديان دارفور الآمنة المطمئنة وقد حملته أمه فى أحشائها ووضعته فى معسكراً جاءته مُرغمة فيه شب وترعرع يُدرك تماماً أن دارفور قد إحترقت وبالكامل ولن تعُد كما كانت ما لم نوقف هذا العبث والإقتتال.. دعونا نسأل وكلنا يعلم ما تعنيه دارفور بالنسبة لنا ولمن يطمعون فى ما بها وهل ما قدموه لها هؤلاء من معونات ومساعدات بلا مقابل..؟ دونكم العراق وليبيا الآن هما يدفعان فى فواتير باهظة مضاعفة نظير ما أعتقده من استعانوا بهم أنه يقع تحت مُسمى المعونات الدولية والمساعدات الإنسانية وسيظل ما قدموه لنا من مساعدات فاتورة مستحقة وواجبة السداد رضينا أم أبينا.. لقد أفسحنا للعالم مجالاً للغوص فى شأننا الخاص وهو ما يبحث عنه وقد وجد ضالته فى نزاعٍ أوجدناه نحن بأنفسنا بحثاً عن تنمية مزعومة وحقوق مهضومة وأفكارٍ أخرى دمرنا بها ما كنا نملكه من بنيات تحتية كانت تصلُح نواة لمشاريع تنموية ضخمة تُغيث السودان وينصلح بها حال أهله... سنوات مرت والأزمة تتفاقم والدنيا تضج حول دارفور والحال كما هو بل أسوأ بكثير مما كان عليه وقد تمدد الصراع وانتشر ما إن نردم هوة فيه حتى يحفر غيرنا أخرى ربما أكبر من تلك وله من معاول الحفر ما يعينه على ذلك وبيننا من يعينهم كأنها أرضاً لا تخصهم بل تخص عدواً يتربص بنا ، تزعزعت حياة واستقرار أهلنا وما كانوا فيه من سلام ، هربوا من جحيم ما فُعل بهم إلى معسكرات اتخذوها ملاجئ تقيهم شرور الغير.. نعم العالم الأن أصبح يعلم عن دارفور أكثر مما يعلمه بعضاً من أهلها البسطاء وقد تربعت هى على عرش الأزمات فى حاضرنا هذا وبلا منازع وتوارت كشمير ورواندا وجبهة البوليساريو والضفة الغربية والعراق وحتى غزة تواضعت قضيتها أمام دارفور فقط يُريدونها أرضاً جرداء لا حياة فيها وهو المُبتغى.. تعالوا ندنوا أكثر من بعضنا من أجل دارفور ... يا دارفور سلام...
بلا أقنعة... صحيفة الجريدة السودانية...
|
|
|
|
|
|