|
حوار الاخوان في السودان/د.صلاح مناع
|
منذ اعلان البشير الوثبة في بداية العام الحالي بعد مظاهرات سبتمبر الماضي التي قتل فيها الأبرياء من أبناء الوطن بدم بارد , وكان عدد الضحايا اكثر من مائتين مواطن في مقتبل العمر , ومع الانهيار الاقتصادي الشامل.. صدّق بعد الشرفاء من أبناء الوطن بان سكرة السلطة قد غابت عن عقل البشير بعد ازاحة الصقور من مواقع مفصلية ظلوا مسيطرين عليها طيلة الخمسة والعشرين سنة الماضية, و كانت نتائجه حرب إبادة في دارفور وفصل جنوب الوطن مع حروب جديدة في النيل الأزرق وجنوب كردفان مع إفقار جماعي وفساد لا مثيل له في الارض وتبديد لموارد الطبيعة وتقزيم قامةالوطن وهامته , فأصبح وطن مُحارب ومحترب فيما بينه , فقد الأفارقة والعرب , وشُّرد أهله بعناية .. ولمزيدا من التدهور اطلق البشير الوثبة وانا اسميها الكذبة وكانت كلمة حق اريد بها باطل وهي لذر الرماد في الأعين من اجل توحيد جماعة الاخوان المسلمين في السودان وهو حوار اخواني اخواني من احل جمع الصف تحت راية أهل القبلة وهي أيضاً كذبة والهدف هو توحيد الاخوان .. وتحركت الجماعة لقيادة التنظيم العالمي الذي سقط في مصر الي الأبد وها هي الفرصة تعود مرة اخري الي حسن الترابي الذي انشق عن التنظيم العالمي وأسس تنظيم يحمل نفس الفكرة مع الاستقلالية عن المرشد العام ..لان حسن الترابي لديه إيمان قاطع بان السلطان هو الطريق الأقصر للوصول الي الدولة الاسلامية عكس حركة الاخوان التي تؤمن بالعمل المتمهل في الطبقة الفقيرة وبين الطلاب واستخدام طرق العمل السري .. الا ان عجلة الترابي خلقت منه انتهازي بامتياز , اذ صالح نميري وشارك في المؤسسات الشمولية وادخل فكرة قوانين سمبتبر الي عقل جعفر نميري وتم توريط نظام مايو وبدأ في تصفية خصومه بسيف نميري أولهم كان الاستاذ الشهيد محمود محمد طه ,حتي فكرة فصل جنوب السودان كانت من صميم أفكاره واعلان الشريعة كذلك ومن قبل ذلك عمله في لجان مجلس الشعب المايوي لتقسيم جنوب السودان الي ثلاث أقاليم الشي الذي صار المسمار الاخير في نعش اتفاقية أديس أبابا , وصب الزيت علي النار بإعلان قوانين سمبتبر ومهد الطريق لانفصال الجنوب وبداء في استمالة بعض الضباط للعمل مع الحركة الاسلامية وادخل عدد من كوادر الحركة الاسلامية الي الجيش السوداني وترك عدد من هؤلاء مقاعد جامعية وانا اذكر عشرات منهم ترك مقاعد جامعية بطلب من الحركة الاسلامية وشارك عدد من هؤلاء في تنفيذ انقلاب البشير المشؤوم .. وبعد وصوله السلطة فكّر في تغيير الأنظمة في دول الجوار خاصة في يوغندا بالتخطيط لانقلاب عسكري وإريتريا وتشاد ومحاولة اغتيال حسني مبارك وسن قانون الاستجارة فهاجر الي السودان الاخوان من سوريا والسعودية ومصر وكانت تجربة المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي التى ماهي الا فكرة الترابي , لكي يكون البديل للمرشد العام للإخوان المسلمين فكان هو أية الله لنظام البشير وكان دقيقا في اختيار قيادات ضعيفة ومطيعة مثل علي عثمان طه وإبراهيم السنوسي .. وابعد معظم القيادات القوية عن المراكز القيادية للجبهة الاسلامية فأتي بالمحامي علي عثمان طه لقدرته الفذة فى التآمر ..ولكن انقلب السحر علي الساحر فتآمر علي عثمان مع العسكر فتم تجريد الترابي وسجنه وتجفيف موارده المادية .. وبعد سقوط الاخوان في مصر وفراغ مقعد علي عثمان وتخبط النظام وإصراره علي الحكم خوفا من المحكمة الجنائية ومسرح الجريمة الكامل في السودان من فساد وإبادة في دارفور .. فى ظل هذه الازمة الخانقة المتعددة المستويات ...فضّل اليشير التخفي خلف الشعب السوداني , ليكون الشعب ودولته .. رهينة حياة البشير وأسرته ... فأطلق الوثبة .. وافق شن طبقة ..! فعاد الترابي الي ضلاله القديم لكي يخلف المرشد العام ويكون قائدا ومفكرا للإسلاميين في العالم علي أنقاض ما تبقي من السودان والآن هو المخطط والمُفكر للعسكر وكل التصرفات الاخيرة التي يقوم بها النظام الان من بنات أفكاره ومن شدة حرصه علي الحوار الاخواني الاخواني زار الامام الصادق في سجنه وطلب منه الاعتذارللبشير فرفض الامام .. وكان في عجالة ٍ .. و مع عودة ملف ليبيا الي الترابي وانحسار الاخوان في تونس واعتماد قطر على حسن الترابي للعب دور لقيادة الحراك الاسلامي , كل ذلك نفخ روح جديدة في الترابي وهى الدافع الأساسي لحراكه ، وها هو اجتماع لجنة الحوار بين الاخوان و أشخاص لم نسمع بهم وهم مجرد ديكور لعملية الحوار خاصة بعد خروج حزب الأمة القومي الذى وضع شروط واضحة وصريحة وهي 1.آلية الحوار لابد ان يكون رئيسها شخصية مقبولة ووطنية 2. إشراك الجميع خاصة الحركات المسلحة 3. إالغاء القوانين المقيدة للحريات 4. انشاء مجلس قومى للسلام
اما غير ذلك فما يحدث الآن ماهو الا حوار اخواني اخواني من اجل توحيد اصحاب المصلحة الإخوانية الدولية ..وأعادة بعثها فى شكل جديد .. لمزيد من التدهور والتقسيم و لمنع ذلك ... اتمني ان يقود أبناء الوطن من كافة المنظومات حوارا وطنيا من اجل إنقاذ الوطن من براثن الفساد والضلال . د.صلاح مناع mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|