|
مجاعة سنة ستة الجديدة/samih aldabi
|
التاريخ يعيد نفسه مقولة تثبت صحتها عمليا، درسنا في التاريخ ان السودان في عصر الدولة المهدية اجتاحته مجاعة عرفت بمجاعة سنة ستة ,كان من اهم اسبابها استنفار الشعب والانخراط للقتال في صفوف جيوش الدولة المهدية لاخماد الثورات وقمع المعارضين لها بالاضافة لمحاولات التوسع الخارجي والدخول في حروبات في الشرق مع الحبشة وشمالا مع مصرنتج عن ذلك ان اهملت الزراعة في مناطق الانتاج بانخراط الزراع في الجيش , مما ادى الى الشح في الغذاء وبدا المخزون في التناقص التدريجي الى ان حدثت كارثة المجاعة المشهورة في ذلك الزمن. حذرت العديد من المنظمات التابعة للامم المتحدة من خطر وقوع مجاعة في السودان بسبب الحروب وهذا واقع يشابه ما حدث في الامس بالدولة المهدية فدولة الان مشغولة باخماد الحرب بالقوة واسكات المعارضين بالقوة ايضا وهذه القوة تتطلب صرفا على الجيش والامن والشرطة ودفاع شعبي وشرطة شعبية وجنجويد وجيوش الكترونية يوازي ثمانين في المائة من الميزانية العامة هذا غير الفساد الذي يعالج بالتحلل والاموال المهدرة بسفه كاستضافة مؤتمرات وحوافز ومرتبات لجيوش ما يسمى بالدستوريين ، والعشرين في المائة الباقية للقطاع الصحي والتعليمي وقطاع الانتاج الذي من المفترض انه القطاع الذي يعود بفائدة اذا صرف عليه يهمل اهمالا شديدا خصوصا القطاع الزراعي وهذا هو سبب الاعلان سنويا عن النقص في المخزون السلعي الاستراتيجي والاعتراف بوجود فجوة غذائية وهذا هو اسم الدلع للمجاعة لنظام اشهر شعاراته شعر يغنى فالناكل من ما نزرع ونلبس من ما نصنع دولة سجنت المزارعين وخربت المشاريع الكبيرة في الولايات التي تعتبر امنة وباعت المصانع وشردت العمال. في كل عام بدلا من ان نوعد بذيادة الانتاج نوعد بذيادة الحروب بالمقولة المشهورة هذا العام سيكون اخر عام للتمرد لكن تكون النتيجة في كل عام اذدياد المسغبة وتتوالى علينا اعوام الرمادة مع زيادة في تطبيق الحدود لاصحاب المتربة والمعسره وتعطيل للحدود لاصحاب الميسرة. كل الحروب الدائرة الان في مناطق الانتاج الزراعي وبدل ان يخرج منها الخير صارت مهجورة بسبب انعدام الامن او يخرج منها مذيدا من المظلومين شاهرين سلاحهم في وجه الدولة او نازحين ولاجئين يعتصرهم الم اخذ الاعانات والاغاثات بعد ان كانوا هم الاعزاء ويدهم العليا تعطي المحتاج .وتطعم الجائع وهم امنين دولة لا تلتزم بعلاج وتعليم وتوفير وقود وتقاوي وآليات للمزارعين في مناطق الزراعة المطرية او المشاريع المروية و لا تحسن سوى زراعة حقول الالغام والقاء براميل المتفجرات وشراء السلاح وتحسين اوضاع كبار موظفين الدولة وخلق الفرص للمندغمين الجدد فقط علي الشعب ان يقضي عامه خنق .
-- Samih Elsheikh
|
|
|
|
|
|