|
الحرية.. لدكتورة مريم المنصورة.. عبدالوهاب الأنصاري
|
:
قامت عُصبة من (جهاز الأمن والمخابرات).. بإعتقال الدكتورة مريم الصادق المهدي.. نائب رئيس حزب الأمة القومي من على سلم الطائرة القطرية حال هبوطها في مطار الخرطوم.. وحتى قبل وصولها إلي صالة الوصول.. بنهج وأساليب عصابات الجريمة المنظمة والمافيات.. وذلك علي خلفية دورها المؤثر ومشاركتها في مراسم التوقيع علي وثيقة إعلان (باريس).. المُوقع بين قيادات الجبهة الثورية برئاسة القائد، مالك عقار .. والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار.. والخبر، كما أوردته الراكوبة.. يقول:
((علمت (الراكوبة) من مصدر مطلع أن جهاز الأمن والمخابرات إعتقل الدكتورة مريم الصادق المهدي اليوم حوالى منتصف الليل من مطار الخرطوم من داخل الطائرة القطرية ، فور عودتها من باريس، حيث شاركت في لقاء والدها الإمام الصادق المهدي مع قادة الجبهة الثورية المعارضة لنظام البشير))
ثم تناقلت الأخبار الآحقاً خبر ترحيلها إلي سجن النساء بأمدرمان..الدكتورة مريم المنصورة نموذج مُشرف للمرأة السودانية.. صاحبت القدح المُعلي في التضحية والإيثار والثبات حِذاً مع شقيقها الرجل.. بل لها حظ رجلين !!..كم عايشت أوجاع الغلابا وآلآم المحرومين.. ورفدت الميدان بالرجال إلي ساحات النضال وحفزت هِممهم وأزكت عود التضحيات.. من لدن مهيرة بت عبود، ورابحة الكنانية، إلي بقية العقد النضيد المُمتد والمُنضر بخضاب التضحية والإيثار..
الكنداكة مريم المنصورة.. تمتلك رصيد ضخم من الجسارة والإقدام فقد إنضمت في وقت مبكر للنضال المسلح "جيش الأمة" كطبيبة تعالج المرضى وتُداوي الجرحى في ساحات الوغى.. حقيقةً لا مجاز.. وحتي لا نُبخس الناس أشيائها ونغمط حقوق الناس.
كانت تتقدم الثوار في المظاهرات .. وأكثر من مرة تعرضت للإعتقال والضرب الذي أدى إلي كسر يدها في أحد الأحتجاجات من قبل أفراد جهاز الأمن..
شاهدها كاتب هذا(المقال)..وبمعتيها الأستاذة سارة نقدالله "للأمانة والتاريخ".. في مسيرتي 7 – 14/12/2010 الشهيرتين ضد قانون جهاز الأمن .. تتقدمن الرجال .. كفارسات من العصر الأسطوري.. وتعرضن للضرب والإعتقال كغيرهن من الفارسات والفرسان البيارق.. كانتا في الصفوف الأمامية مُقدِمات..عندما عركست الخيل لا هاناً ولا لآناً.. من أمام مبنى حركة جيش تحرير السودان (مناوي) في حي الموردة بأمدرمان.. كل ذلك في سبيل حياة حرة ومستقرة وآمنة لشعبنا الأبي..
يظل سدنة (جهاز الأمن) أعداء الإنسان.. في كل زمان ومكان.. وحملت عروش السلطان عبر الحقب والأزمان.. جاحدين لحقوق البشر الإنسانية.. سالبين لحقوقه وحرياته الأساسية .. مستخفين بإرادة الجماهير.. مجهضين لكل بادرة أمل.. أو ومضة حلم في سلم وأمنٍ من خوف وإطعامٍ من مسغبة..
وكلما نزغت بارقة نبض في تحريك المياه الراكدة الآسنة التي تُفرخ الفساد والفقر والمجاعات والتطهير العرقي والإبادات.. تصاعدت .. أصوات نعيق البوم منددة.. بالخيانة، والعمالة، وخدمة أجندات الأعداء، ورفع رايات المؤامرة الصهيونية الفزاعة الجاهزة القالب..للقتل المعنوي والصلب على أعواد القداسة الزائفة والطهر المفقود..أو على جدار التخوين والتغفيل والتغويص
فالنرفع رايات الحرية للجميع عالياً.. الحرية لمريم المنصورة ..أطلقوا سراح كل المناضلين الشرفاء.. على رأسهم الأستاذ إبراهيم الشيخ وكل الشرفاء بدون فرز أو تمييز.. الحرية التامة للكل بدون شروط ..
الدكتورة مريم المنصورة كانت تُمارس حقها الدستوري وفقاً لصريح نصوص الدستور الساري.. وهي حقوق مشروعة وأصيلة ..
إعلان (باريس) أيً كانت نظرة البعض له فهو خطوة إيجابية نحو وجود أرضية مشتركة.. تأسس لتوحيد المعارضة..المُمازِجة بين الكفاح المسلح والنضال المدني لإسقاط النظام.. ويُبشر بسلام طال إنتظاره .. بسبب بارونات الحرب المتلبسين بدثار الدين، والبارزين في ثياب الواعظين، كثعالب بارعين..
الخزي والعار لكل من تواطأ وهادن ولآدن .. ولكل من تآمر وتعاون مع عصابة جنجويد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ..ونهابي ثروات الشعوب ومغتصبي السلطة بليلٍ بهيم..ومشردي أبناء وبنات شعبنا الأبي...
((قال: المتحدث بإسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ياسر يوسف إن السلطات ستتعامل مع قضية إعتقال نائبة رئيس حزب الأمة المعارض مريم الصادق بالقوانين المعمول بها في البلاد، بينما إنتقد حزب الأمة إقدام السلطات على إعتقال مريم)).."الراكوبة الأربعاء 13 أغسطس".
وليعلم الطغاة.. أن المحاضر المفبركة من نسج وإختلاق خيال الأمنجية الإجرامي والجلادين المريض .. لن يُزحزح موقف حق.. والتهم الملفقة والمحاكم الصورية لن تُفضي سبيلا للتخويف.. فاليعلم الطغاة.. أن الإعتقالات وكبت الحريات لن يُجدى فتيلا .. فقد إتسع الفتق، ووسع الخرق، وعجز الراتِق من الرتق.. و ليعلم الطغاة.. أن التجاهل المستمر للمطالب المشروعة ..سيجعل شعبنا أكثر تصميماً وأقوي عزيماً لإنتزاع حريته.. و ليعلم الطغاة.. أن الإعتقال لن يغيير المآل وسوء الحال.. ولن يحل تعقيد حالة الإحتقان السياسي الماثل.. بل سيزيد السوء كيل بعير في كنف شمولية النظام ودمويته التي تقصي الآخر..
وليعلم الطغاة.. أما أن نكون عُظماء فوق الأرض أو نكون عِظاماً تحتها..
معاً.. لكل الشرفاء لقيادة حملة قوية..داخلياً وإقليمياً وعالمياً.. هادرة مزلزلة.. قوية العبارة .. عالية النبرة.. للمطالبة بالإفراج الفوري والغير مشروط ..عن جميع المعتقلين السياسيين ..والمطالبة بإلغاء قانون (جهاز الأمن الوطني) فوراً .. ودون تلكؤ أو تسويف..
يقول: شاعر الشعب (محجوب شريف) غشته شبآئيب الرحمة وغمائم الغفران..
عما قريب الهمبريب يَّفتح شبابِيك الحبيب والحال يطـــــــيب يا محمد أحمد تستجم البيت يتـــــــــم تتلم تلــــــــــم تفــــــــــرح فرح تحلم حِلــــــــــم كم تطمئن.....
التحية لكل من خط علي التاريخ حرفا من دماء والحرية لكل من سجن أو أعتقل لرأي أي كان.
|
|
|
|
|
|