داؤود باشا وغلامه "الخضر" ! عبد المنعم سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2014, 02:22 PM

عبد المنعم سليمان(بيجو)


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
داؤود باشا وغلامه "الخضر" ! عبد المنعم سليمان

    [email protected]

    مرض (الضحك المُميت) هو ذات المرض الذي يُطلق عليه العلماء مرض (كورو) ، وقد ظهر سابقاً في (غينيا الجديدة) بسبب أكل زعماء المجموعات المحلية هناك ، لحوم بني جنسهم ، وسُميِّ بمرض الضحك لأن الشخص المُصاب به ، تنتابه ضحكاتٍ هستيرية غير إرادية ، في أحلك المواقف التي تستدعي البكاء ويظل على حالته تلك حتى يموت.

    ومن أعراضه العديدة الترنح وانعدام التناسق الحركي ، وبحسب الموسوعة العلمية على الانترنت أن مرض (الضحك المميت) إختفى بعد أن توقف السكان عن أكل لحوم البشر .

    لم يختفِ المرض ، ولن نصدق (الموسوعة العلمية) هذه المرة ، ومن يقول غير ذلك ، عليه مشاهدة صور المسؤولين وهم يمرون مرور اللئام على ضحايا كارثة السيول والفيضانات ، التي تضرب بلادنا هذه الأيام ، فلم أرى صورة واحدة ، لمسؤول حكومي تجيش تعاطفاً مع الضحايا ، أو يبدو فيها أحدهم – ولو بطريقة زائفة - مُتأثراً بنتائج الكارثة.

    وفي أكثر صور الكارثة مأساوية التي تدمي القلوب وتطفر من هولها الأعين بالدموع ، ظهرت ذات الوجوه الشائخة بنفس اللحى المُتسخة التي إمتهنت إذلال هذا الشعب لأكثر من ربع قرن ، ظهرت بابتسامتها البلهاء المعهودة ، وهي ترفع سبابتها إلى أعلى إيذانا برفع المسؤولية عنها وتحميلها للسماء ، مستخدمة نفس التمائم والرقى القديمة التي قسمت الوطن وأذلت إنسانه ودمرت بنيانه !

    ليس هذا هو المُحزن وحده ، بل الأكثر حزناً أن الضحايا أنفسهم ظهروا على الصور وهم ينظرون إلى وجوه المسؤولين بنظرات خالية من أي تعبير يدل على العشم والرجاء ، كانوا ينظرون إليهم بنظرة (التعود) ، تلك النظرة التي يقول عنها علماء النفس : (أنها لا تُحدث في النفس أي إحساس بالأمل أو الألم ، نظرة خالية من أي قلق أو إرتياح ، و كأن شيئاً لم يكن) ، قوبل بهذه النظرة حتى "البشير" نفسة . رأيت ذلك عندما نشر إعلامه مقطع فيديو يظهر فيه وحوله ثلة من الحراس الغلاظ ، وهو يمشي مزهواً على صراطٍ من الطوب دون أدنى إلتفاتة منه نحو الضحايا الذين يفترض أنه جاء لتفقدهم.

    كانت مشيته في ذلك الفيديو أشبه بمشية عارضة أزياء – موديل – تستعرض "بلوزتها" أو فستانها دون أن تكترث لمن تستعرض أمامهم . ويبلغ مرض الضحك المميت أعراضه الأخيرة في الترنح وإنعدام التناسق الحركي في رسالة والي الخرطوم "عبد الرحمن الخضر" للضحايا ، التي قال فيها : (عدوا السنة دي خنق ، والجاية ما فيها غرق) ، وللناطقين بغير اللهجة السودانية ، فإن الوالي يعني : ( دعوا هذا العام يمر بأية حال من الأحوال ، والعام القادم يحلها الله ) ! هكذا قال الوالي القاسي لرعاياه ، دون أن يقدم لهم حساء أو كساء !

    لم يستثن المرض في ذروة إنتشاره أحداً من كوادر الحزب الحاكم وأصاب حتى قواعده من النساء اللاتي يئسن من "الخريف" فترنحت "سعاد الفاتح" مقهقهة في وجه المأساة وهي تهرف : (يجب تحويل مسار طائرات الإغاثة القطرية القادمة لنجدة ضحايا الفيضانات في البلاد إلى غزة ).. ويا للهول .

    يا للهول ليس لضياع البلاد وحدها ، بل لضياع الإنسانية في ضمائر حكامها التي لا تعرف التأنيب ، هكذا وصل البؤس لنهاياته الأليمة في بلادنا بعد أن أصبح الأمر والنهي بيد أناس جاؤوا لـ ( ينهبوا) لا ليهبوا ، بحسب تعبير الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي .

    وصلت الأوضاع في بلادنا إلى درك سحيق ، درجة أنني بتُّ مقتنعاً لو أن منادياً أعلن من السماء عن بدء فتح أبواب الدخول إلى جهنم لهرول إليه الشعب السوداني زرافاتاً ووحدانا ، طلباً للرحمة من نار "البشير" وأعوانه ، وبعد كل هذا الخراب والدمار لا يزال البعض يريد منا أن نصدق أننا نعيش في وطن له رئيس وحكومة ومؤسسات ووزراء ، وبه قانون وقضاء وعدالة وشرطة ومستشفيات ومدارس ، وأننا شعب يعيش كبقية ملل الله ونحله على هذه البسيطة ، ولا يزال هذا البعض مُصرّاً على تصديق أوهامه ، وهو ينتظر حواراً وتسويةً سياسية مع (آكلي لحوم البشر).

    في رواية الروائي الكبير "عبد الرحمن منيف" ( أرض السواد) التي دارت فصولها حول تاريخ العراق السياسي والاجتماعي في القرن الماضي ، يتحدث "منيف" عن فترة وصول المتهافت البذيئ "داؤود باشا" إلى سدة الحكم في العراق ، وإلى الخراب الذي حدث في عهده بسبب مغامراته العبثية ، بعد ان ترك أوضاع البلاد بيد الغلمان ، فعاثوا فساداً فيها ، ولكن تتدخل إرادة المولى عز وجل في ختام الرواية بفيضان هادر لنهر "دجلة" كنس العراق من قذارة "داؤود باشا" وغلمانه .

    ربما فيضاننا الهادر هذه العام شبيه بفيضان تلك الرواية ، وربما جاء ليغسل بلادنا من أدران "داؤود باشا" وغلامه "عبد الرحمن الخضر" .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de