|
هل يلجا البشير للفاتيكان ؟ بقلم اكرم محمد زكى
|
الكل يتابع ومن زوايا مختافة الحالة التى وصل اليها الرئيس عمر البشير والتى تنزلق به يوما بعد يوم من على شفا جرف هار لتهوى به الى عمق سحيق وهو يحاول بيديه المبتلتين بالعرق التمسك بكرسى الحكم المصقول والمثبت على قارب دولة تدفعه رياح الغضب وهو يمخر عباب بحر متلاطم من المؤامرات
لقد غدر البشير اول ما غدر برفقاء السلاح فعمل فى القوات المسلحة تقتيلا وتقطيعا وتشتيتا ثم حقنها بجرعات من الدخلاء على العسكرية ليصيبها التسمم وما لبث ان القاها جسدا هزيلا تلقفته براكين الصراعات التي تقذف بحممها فى غرب البلاد وجنوبها وبدا زفيرها ينفث فى انحاء اخرى ، وحين تمكنت من الانهزام بلا انتحار عادت فلولها تجرجر اذيال الخزى والمرارة لكنها لم ولن تنسى من غدر بها . . وتبقى تنتظر اللحظة المناسبة لتنتقم
لقد مكر البشير بالحركة السيسية الاسلامية التى استعانت به كمغفل نافع . . لكنه مالبث ان افطر برجالها قبل ان يتسحروا به . . ولم تكن الا اياما معدودات حتى ادركت يده التى ادخلها فى جوف الحركة انها دابة جائعة نهمة كل مايهم رجالها ونساؤها هو الحياة الدنيا ونعيمها ففتح لهم ابواب المرعى ليلعبوا هم و يرتعى ويتمكن هو . . فنسوا انفسهم وانغمسوا فى الشهوات وتورطوا فى الفضائح . . واسوا من هذا وذاك انهم اصبحو مدمنين لا يرون غير صراط الفساد سبيلا ولا غيره عن ما الوا اليه مسؤولا . . فبدات جحافل ميليشياتهم . . ومهووسيهم تتربص بالبلاد كقطيع من ذئاب جائعة . . تراقب ثورا اعياه القتال وبدا فى الترنح .
لقد ربت وتربت اسرة الرئيس البشير على الكسب غير المشروع والنعيم المفاجئ الذى اصبح حقا مشروعا يجب ان يزداد مع اشراقة كل شمس ونفوذ اصبح يعانق السحاب ، تدفعه الرياح ويجرى مجرى النيل فى شراسة كاسرة وقوة جارفة لن تسمح لاى مخلوق ان يوقفها بل انها ستجرف كل من يقف فى طريقها او يعطل طوفانها حتى ولو كان هذا الشخص عمر البشير نفسه
اصبح عمر البشير الان مستهدف اكثر من اى وقت مضى واكثر من اى سودانى اخر . . وزاد عليه استحكام حلقة الحصار الدولى والامتعاض الخليجى المصرى حول عنقه . . وتحالف معهم المرض والذى بدا ينشط كما تنشط المعارضة لتجبره على التنازلات . . وعلى التلاشي . .
وسط هذا الجو الخانق المتوتر الملوث لاحت مام البشير الطائرة الايطاية الخاصة التى اقلعت بمريم يحى وزوجها وابناءها الى سموات الحرية والعدل . . العدل الذى لم يوفره لابناء بلده . . والحرية التى انتزعها منهم وجعلها حبيسة السجن . . فهل يفعلها عمر البشير ويقرر ان اللجوء الى الفاتيكان او تسليم نفسه الى لاهاى هو ارحم من الكابوس الذى يعيشه الان ؟؟
اللهم ارحمنا اجمعين اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|