|
التهدئة المقبلة ... وآمال الفلسطينيين بقلم / طارق أبومحيسن القيادى فى حركة فتح
|
فقدت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة صوابها وجن جنونها عندما استجابت القيادة الفلسطينية والأخوة في حركة حماس لإرادة الشعب الفلسطيني، وحاولت تلك الحكومة بالترغيب والترهيب ثني القيادة الفلسطينية عن المصالحة مع حركة حماس، إلا أن الرئيس محمود عباس أصر على المصالحة، مهما كلف الثمن. وقد استخدمت (اسرائيل) القوة العسكرية الغاشمة لإفشال المصالحة الفلسطينية وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، والابقاء على حالة الفصل السياسي والجغرافي بين شطري الوطن في الضفة وغزة.. حيث بدأت باختلاق واقعة اختطاف ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، وعاثت في الضفة الغربية عامة ومدينة الخليل خاصة فسادا، وقتلا للأبرياء، وشنت حملة إعتقالات واسعة بين صفوف المدنيين وإعادة اعتقال الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم في صفقة شاليط، وبقيام المتطرفون من المستوطنين بإختطاف الطفل محمد أبو خضير في مدينة القدس المحتلة وحرق جسده الطاهر حيا، إنفجرت الضفة الغربية والقدس الشريف في وجه المحتل وقطعان المستوطنين المسعورة، وبقيت المصالحة قائمة رغم أنف الصهاينة. وفي محاولة أخرى لخلط الأوراق وإفشال المصالحة شنت حكومة الإحتلال عدوانا جديدا على قطاع غزة، فعلى مدار ثمانية أيام وجيش الإحتلال يقصف منازل المدنيين جوا وبرا وبحرا بحجة منع إطلاق الصواريخ على جنوب دولة الإحتلال وحماية المستوطنين. وقد هبت جميع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالدفاع الشرعي عن المدنيين وبدأت بإطلاق الصواريخ على جميع أنحاء إسرائيل حتى وصلت إلى عمق الكيان الصهيوني إلى تل أبيب، وأصبح قطعان المستوطنين في جنوب الكيان الغاصب يعيشون حياتهم في الجحور خوفا من صواريخ المقاومة، التي فشلت كل الإجراءات الوقائية الإسرائيلية من التصدي لها. ولما فشلت حكومة إسرائيل في حماية المستوطنين كما كانت توهمهم، وأصبحت في مهب الريح نتيجة فقدان الثقة بها، بدأ رئيس الوزراء نتنياهو يُطلق مناورات سياسية، بأنه إذا أوقفت المقاومة الفلسطينية صورايخها سيتوقف العدوان على غزة، التهدئة مقابل التهدئة، ومن منطلق القوي رفضت المقاومة الفلسطينية تلك المبادرة الصهيونية بعد سقوط أكثر من 195 شهيدا و 1481 جريحا، وهدم اكثر من 587 منزلا على رؤوس ساكنيها وهذه الاعداد قابله للزياده فى كل لحظه .
وقد بدأت وسائل الإعلام تتناقل خبر وجود وساطة مصرية للتهدئة، تنطوي على فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية، وترك باقي القضايا لمفاوضات لاحقة بين الكيان الغاصب وفصائل المقاومة. إننا لم نعد نأمن دولة الإحتلال في أي إتفاق، فهي ذات سوابق في نقض الإتفاقات والبغي، وبذلك فإن اي إتفاق للتهدئة يجب ان لا يخلو من نجاحات سياسية ، ونرى أنه يجب أن يكون مُحاطا بضمانات دولية وإقليمية بعدم عودة اسرائيل لأي تصعيد في جناحي الوطن (الضفة الغربية وقطاع غزة)، ويتعين أن يكون إتفاق التهدئة مُلبيا لإرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة بالحرية والاستقلال، ووفيا لدماء الشهداء الذي قضوا على معبد الحرية، وآهات الجرحى، وعذابات الأسرى وضامنا لحقوق الإنسان التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية، ولتحقيق ذلك فإننا نرى أن يتم صياغة اتفاق التهدئة بمشاركة الكل الفلسطيني و بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية والرئيس الفلسطيني كرزمة سياسية واحدة وبالطريقة التي تضمن تحقيق أحلامنا بالحرية والاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية، واعتقد جازما اننا في هذه المرحلة يجب ان تتوحد مطالبنا السياسية والتي يسعى الرئيس عباس جاهدا لنيلها بالمفاوضات وعبر المؤسسات الدولية مع مطالب المقاومة في غزة بعد الانتصار المعنوي والعسكري الذي حققته المقاومة على الارض، وذلك بغية الحصول على اكبر كم ممكن من المطالب المشروعة، و واقترح جملة من المطالب تكون مقدمة لصياغة اتفاق نهائي يحقق السلام والاستقرار في المنطقة عامة ولشعبنا الفلسطيني بشكل خاص أوجزها فيما يلي:
- رفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل، و إعادة أعمار مطار غزة الدولي وحرية الحركة لسكان القطاع عبر جميع المعابر.
- إعادة اللحمة الجغرافية بين جناحي الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة.
- وقف التدخل الإسرائيلي في المصالحة الفلسطينية والشئون الفلسطينية الداخلية.
- الاحتفاظ بسلاح المقاومة لحين انهاء الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل
- تشكيل لجنة تقصي حقائق بقرار من الأمم المتحدة، وتقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحاكم الدولية.
رحم الله شهداءنا الاكرم منا جميعا والشفاء العاجل لجراحنا والحريه كل الحريه لأسرانا البواسل
القيادى فى حركة فتح
|
|
|
|
|
|