|
قضية (مريم ) أبرار ملخص لكل المشكلات السودانية/محمد ادم فاشر
|
محمد ادم فاشرr
هذه ليست المرة الأولي التي تصل مثل هذه القضية الي المحاكم السودانية تطلب أسرة تطليق ابنتها من زيجة غير مرضية عنها وان جاءت الحيثيات بمبررات مختلفة في الموضوع نفسه والحالة الاولى كانت في الستينيات من القرن الماضي وكان قرار المحكمة اكثر وضوحا وجاء منسجما لثقافة القاضي وتفسيره للنصوص القانونية تصنيفه للسودانيين العبيد منهم والأحرار وقضت المحكمة بعدم جواز العبد للحرة والتعريف القانوني له الانتماء للطبقات الاجتماعية مختلفة وكان علي يقين في وقته لا احد التفت الي دين الرجل لانه لم يكن عربيا من أبناء البلد يبرر حكم الطلاق اما في حالة أبرار قد لا يصلح هذا المعيار القانونى ليس لان شيئا تغيير في السودان بل العالم تغيير من المحال تستطيع ممارسة القوانين العنصرية صراحة واعلان العمل بها .نعم حتى ولو اسلم زوج أبرار فان إجراءات التطليق لم تتوقف سوي بالتهديد او التصفية الجسدية او بوسائل اخري نعم بين المسلمين والمسيحيون حائطا سميكا ولكن لم ينظر يوما في السودان علي انه كفر يتطلب العزل ولا حتى اي دين اخر فالسودانيون بالفطرة يحترمون حرية الأديان وخاصة المسيحية لكونها اسبق من الاسلام في السودان وبل من المصدر وليس من الغرب بالرغم من ان الممالك المسيحية تمت تدميرها بواسطة الفتوحات الاسلامية الا ان انتقال الناس من المسيحية الي الاسلام تم بمراحل عدة ابتداءا من ممارسة الطقوس سر ا الى البقاء في الاعتقاد من دون ممارسة الطقوس الدينية الى مرحلة التخير بين الاثنين الي الدخول في الاسلام مع التردد الي استقرار اليقين هكذا انتشر الاسلام كل جنوب الصحراء كل هذه المراحل شكلت جزء ا مهما في المكون الثقافي للشعوب السودانية التى عاشت اسلافهم ردحا من الزمن في ظل المسيحية والشاهد علي ذلك الكنيسة الشاهقة في قلب مدينة الفاشر يعود بناءها في العهد الاستعماري وحتى اليوم لا يوجد مواطنا مسيحيا من دارفور مع ذلك يحظي هذه الكنيسة الاحترام الكامل كبيت من بيوت الله مثل المسجد يصينونها ويجددوا طلائها وينظفونها ويحتفظون بالمفاتيح في بيت الملك رحمة الله المجاور لها او في المسجد وأي مسيح يحل المدينة اذا رغب زيارة الكنيسة يأخذ المفاتيح ويعيدها عند المغادرة. هذه الثقافة لم تتوفر للعرب الذين دخلوا البلاد طالما عاشوا الصراعات العنيفة مع الكنيسة في الشام ايام الحروب الصليبية او في سواحل البحر الأبيض المتوسط او حتى في افريقيا تكونت لديهم الثقافة العدائية للكنيسة عبر التاريخ مما يؤكد هذه الحقيقة كل البلدان العربية بعد زوال المستعمر أزالوا جميع الكنائس الا البلدان العربية التى يوجد بها المسيحيون من بين شعوبها وفروا الحماية لمعابدهم بطريقة او اخري ومع استمر استهداف هذه المعابد الي يومنا هذا بالرغم الحماية المفروضة عليها والحالة المصرية والعراقية نموذجا ولذلك يجب ان يكون مفهوما ان ثقافة الشعوب غير قابل للزوال او النسيان بل الإضافة والحال كذلك ان الكرم بات عبر القرون ثقافة العرب بالاضافة الي الميل للعنف والمبالغة في الانتقام علمنا كيف انتقم العباسيون من الأمويين الي درجة العبث بمقابر الموتي من الامويين وما نعيشه اليوم في السودان من سلوك العباسيين حول الانتقام الأبدي لمجزرة المتمة ابتداءا من كرري الي دارفور وما بينهما عدد لا يحصي من المجازر ، ما هو الا انعكاس ثقافي لامة رأت ان تحتفظ بكل موروثها الثقافي . وما هو اكثر وضوحا ما حدث عام 1986 عندما خرجت مظاهرة من مسجد الثور الحارة الواحد وعشرين عقب صلاة الجمعة لتدمير ملجأ أقيم بالقرب من المسجد لإيواء ضحايا الحرب في الجنوب بتحريض من الدكتور جمال أستاذ بجامعة ام درمان الاسلامية بدعوى عدم جواز بناء كنيسة في منطقة لا توجد اتباع الكنيسة ، وبالتأكيد ان خوف جمال من الكنيسة غير مبرر لان المسلمين الذين عاشوا في الجنوب لم يعتنق أيا منهم المسيحية علي الإطلاق ولذلك ان ما عبر عنه الجمال كانت ثقافة الكراهية التي تدفع أبرار ثمنها ولا يعقل علي الحاكم ان يتجاهل ايات قرآنية صريحة لا لبث فيها تمنح الحرية في الاعتقاد ويحتكم الي حديث لا يعرف بالدقة مقاصده قد يكون النص ناقصا او ارتبط لظرف معين او لشخص معين وفي كل الأحوال الأصل هو الآيات القرانية وليس تطويع القران للحديث وفوق ذلك ان ما يسمونه بالدستور هناك نص كتبوه بأيديهم توكد علي حرية المعتقد .
الدين و العلاقات الاجتماعية في المجتمع السودانى اولا عندما كان السودان موحدا فمسلمة تتزوج مسيحي حدث عادي وكذلك العكس حدث في جنوب السودان وحتي بعد الانفصال فهناك مناطق في جبال النوبة تجد في الاسرة والواحدة مسيحي ومسلم ووثني ويتحول كل منهم الي اي دين حسب الضرورة مثلا اذا امتنعت البنت لان الخطيب غير مسلم لقد دخل الاسلام وكذلك العكس في معظم الأحيان لا احد ينظر لدين الاخر ولذلك يمكنك مشاهدة مسيحي يتزوج أربعة نساء من بين اسماء أبناء أحمد وجمعة والسبت وإيمانويل وكرس وغيرها وهذه المناطق جزء من الاراضي السودانية يجب ان تسري فيها قانون الردة هو ما لم يحدث وإذا كان كذلك لم يجد قضاة السودان فرصة واحدة لنظر قضية اخري والحديث هنا علي ذمة ذكريات الشيوعي الذي أهتدي اذا صدق كيف ان بعض الشيوعين يسخرون من الأديان في تجمعاتهم السرية ليس فقط من الدين الإسلامى بل من كل الأديان هذا بالطبع يتماشي مع نظرية الدين أفيون الشعوب مع ذلك يتزوجون من المسلمات مثني فثلاث ورباع ويتكاثرون حسب المستطاع من البنون والبنات و بمفهوم قاضي أبرار ما حكم الملحدالذي تزوج من المسلمة والعكس كم حكم إعدام تستحق وكم أبناء الزنا يمكن إحصاؤه بل في حاجة الي مصنع السياط مع ذلك حلال عليهم وحرام علي الكتابي مالكم كيف تحكمون ونحن في حياتنا شاهدنا وعرفنا عدد من الزيجات تمت بين المسلمات من الشمال والمسيحين من الجنوب ومسيحيين من دول الافريقية اخري وزيجات تمت بين المسلمات من السودان الشمال والخواجات بعضهم مسيحين بعضهم لا يدينون باي دين سماوي واغلب هذه الحالات تمت في المدن السودانية برضا أهليهم بسبب العنوسة والخوف من التمرد علي العادات والوصول الي محطة أبرار وبعلم السلطات وفي النهاية اغلب هذه الزيجات انتهت بإسلام الزوج ان لم تكن كلها وقد كانت الحكمة تقتضي علي أسرة الأبرار ان لا تستمع علي المكر الذي تكيده الحكومة ان تلزم الزوج استمرار الزيجة بإسلامه وان لم يحدث علي الأقل لم يعمل علي تنصيرها ولو ان القضية من الجانب المرتبط بالأسرة قد يصعب فهمها ولربما اخوان أبرار معنا في هذه الظلمة ان تنكر البنت لامها وبل لأسرتها حدث لم يكن مألوف في الأعراف السودانية والمنطق يقول هو حدث استحق التوقف اكثر من التمرد علي دينها ونحن حظنا من القضية حتى الان حيرة ولغز ولكن من المؤكد ان مسالة الدين نتيجة لتفاعلات بعضها مسكوت عنها وبعضها في رحم الغيب فان تنكر البنت لأسرتها بل من الحارة كلها التى نشأت فيها مولودا ثم رضيعا ثم طفلا الي ان بلغت الحلم وتفادي اختبار المعملي (دي ان آيه) وهي وسيلة فعالة ومتاحة لإثبات النسب بدل الجوء الي البصمات وسجلات المدارس وكلها قضايا لا يمكن فهمها الا من منظور للأسر اسرار ولربما هي تعلم شيئا منها ولكن ما يدفعنا للشك في الأمومة لانها لم تفعل شيئا تستحق فقدان حق الأمومة سوى انها رفضت الزواج من شخص في نظرها لا تناسبها اجتماعيا في نظر يعض السودانيين وهذا من حق كل ام أمرا طبيعيا في الأعراف السودانية الواقع ان المجتمع السودانى وما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى ترتبت عليها الخلل في كل النواحي ولم تكن هذه حالة شاذة بل ظاهرة عامة للجيوش الجرار من العوانس اللاتي حرمن من الحياة الطبيعة فحق لكل منها ان تبحث علاج لوضعها وان تطلب الزواج من غير المسلم اذا كان ذلك الحل الوحيد قبل فوات الأوان او اللجوء الي حلول اخري لم تكن أفضل بكثير من الزواج غير مرضي عنه ومهما يكن ان هذه الأوضاع المزرية بما فيها ردة أبرار كنتيجة طبيعية لظروف الاقتصادية المزرية علاوة علي تشويها للدين الإسلامى وهذا الأخير يطهر نتائجها بوضوح من التعليقات حول قضية أبرار تظهر الضعف الشديد للوازع الدينى او الغيرة علي الاسلام وقد بلغ التشويه مبلغه في دارفور بفعل السلطة ولو ان الاسلام لم يكن مؤسسا في هذا الاقليم منذ القرون لم يبق شخصا واحدا عليه لان كل جرائم القتل تتم باسم الاسلام وباتت كلمة الله اكبر مقرونة بالدمار والقتل ولو أننى لم أستطيع ان اجزم ولكن عدد غير قليل من اهل دارفور الوازع الدينى لديهم صار ضعيفا للغاية واضح في الذين يرفضون تعليم أبنائهم اللغة العربية بدعوى انها لغة الجنجويد مع انهم كانوا معلمي اللغة العربية من الصعب التكهن بانه يتلون القران ليلا ونهارا والجزم الأخير بان أبرار لم تكن وحدها في السودان الان وان كانت هي الاشجع وفي الختام لوان اهل الانقاذ يعلمون الأذية التى سببوها للإسلام لأقروا بأنهم هم احق بمنصة أبرار
|
|
|
|
|
|