|
حلوا عن سمائنا وأعتزلوا يا سادة!!
|
أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء،ونحن على أعتاب الشهر الكريم نتعشم بركاته ومعجزاته،ومنها على وجه الخصوص أن نرى بيان واعتذار للشعب السودانى،وطلب غفرانه حتى يغفر الله لهم وما هو بظلام للعبيد. من السادة زعماء الأحزاب التاريخية جمعيها دون فرز يسارها ويمينها،ومن تبعهم من الرموز والقيادات المنشقة والمنبثقة ،وتلك الشخصيات من الرموز التى تواجدت منذ ميلادنا ولازالت فى نفس المواقع تتبدل مع تبدل الحكومات والسياسيات والمصالح وتتلون بألوان التيارات التى يحبون السباحة مع تيارها اللطيف وليس عكسه الخشن،وتلك الرجال من المؤسسات العدلية والخدمة المدنية والتى وضعتها تحت تصرف الحاكم أى كان صالحا أو طالحا،وتلك الوجوه الثقافية من التشكليين والفنانيين والموسيقين والدارميين والمسرحيين ،وهؤلاء لهم نصيب الأسد فى الجريمة اذ أنهم وجهوا ابداعهم ورهنوا قدرتهم تحت تصرف موجهات النظام الحاكم،الا نفر قليل منهم وهؤلاء ماتوا كمدا وحسرة وقتلا،وبعض من زملائهم المجرمين يحملون رتبا فى أجهزة أمن النظام،،وغيرهم من الاكاديميين والفنيين والتكنوقراط الذين سبحوا مع تيار تدمير السودان واضعاف الشعب وتشريده،،وغيرهم الكثير حتى الرياضيين للأسف هجنوا ودجنوا وأصبحوا بقطاعهم العريض ألعوبة فى يد الحزب الحاكم فتحولوا لأداة ملهاة فقدت سموها وقيمها الرفيعة. لماذا يعتزل السادة زعماء الأحزاب؟؟ لأنهم ببساطة هم من وضعنا فى هذا النفق وذلك مثبت تاريخيا من خلال تفريطهم فى النظام الديمقراطى لثلاث مرات نتيجة لمهاتراتهم ومكايداتهم السياسية فيما بينهم،بالاضافة لذلك فشل جميع تجاربهم فى اسقاط الدكتاتوريات والشموليات التى يجلبونها كيدا فيما بينهم،ويوهمون الشعب بأنهم مجمعون على اسقاطها فتراهم أقرب الناس لتثبيتها بتناقضهم فى المواقف وهرولتهم للتشاور مع النظام فرادى وجماعات،حتى تحولت كياناتهم لحزيبات تقودها شخصيات من دوافع قبلية وأثنية أكثر منها قومية ووطنية وتشتت شملهم وتفرغ جمعهم بين بريق المشاركة الهامشية والثروة الحرام التى نهبها النظام من الشعب فافقرها بها وشرده وامرضه وأقعده مشلول فى جميع الجوانب وفرط فى أرض الوطن.. فلا يمكن للامام أن يقنعنا بأن خيار ابنه للتغيير من الداخل ولم نرى ابنه الا فى هايف الأمور ممثلا للحبيب الرئيس البشير ولم نراه فى موقف حقيقيى كاعتقال والده الذى يؤمن ابنه الآخر فى صفوف جيش النظام وفى الجهاز الذى أعتقل والده تحديدا بمبادىء حزب الأمة، دون أن نراه يقدم استقالته من جهاز لايؤمن بمبادىء الديمقراطية التى يؤمن بها بل هو عدوها الأوحد؟؟وكيف تكون هى ديمقراطية والحزب عائلى؟؟ ولا السيد الميرغنى الذى يشارك ابنه هامشيا على الأقل ابن نظيره أكثر ظهور منه حتى فى الحفلات وابنه لاحس ولاخبر فقط عبارة عن صنم يؤتى به فى الخطابات الرسمية جالسا دون حتى أى تعبير وهو مساعد رئيس فى بلد كالسودان يمر بهذه المرحلة،اللهم هم والده السيد والزعيم ليس التغيير أو اسقاط النظام بل هو المحافظة على المكتسبات المالية من خلال المشاركة جهرا والمعارضة سرا بدعوى أنهم ليسوا مع التغيير بعنف.!!! ولا الشيخ سبب المصيبة والبلاء والسرطان الذى أصاب السودان وهذا لايحتاج أكثر من اللعنات التى تلاحقه من ضحاياه وضحايا مشروعه الاجرامى من النساء والأطفال والرجال مشروع الحقد الاسود على السودان وشعبه. ولا تلك القيادات اليساريه أو اليمنية المستغله وهؤلاء تجدهم منصرفون للعيش فى أوهام الماضى ولا يفكروا حتى فى ألية تواصلهم بأجيال هذا الزمان وتجاربة معارضتهم جميعها فى السابق وفى الحاضر فاشلة لفشلهم أنفسهم قبل غيرهم،ولازالوا يصرون على التغيير بنفس الألية والعقلية القديمة المتجرة ،والغريب أن رهط من الشباب يتبع خط هؤلاء ويؤمن بهم ايمان قاطع كأشخاص وأسماء وليس كمشروع وفكر حتى ابتلاهم الله فى وسطهم هذا بالشلليات السياسية ومجموعة المصالح الشخصية والتى أبعد ما تكون عن الأهداف السياسية وتجد هؤلاء الواحد منهم سعيد بأن هاتفه الرمز وجالسه وبئسا لهم من رموز،مضاف اليهم قيادات ما يعرف بمنظمات المجتمع المدنى والتى أقرب اليهم فى الفكر هؤلاء الذين أحتكروا الثقافة وأنفردوا بالتمثيل لدرجة الملل والتكرار دون أن يتيحوا بفرصة لحواريهم من البلهاء والذين يسمون أنفسهم نشطاء زورا وبهتانا وما هم الا كالحمار يحمل أسفارا.. هؤلاء جميعا فشل متكرر وسرطان مزمن فى جسد السياسية السودانية أقل واجب عليهم لو فيهم زرة من ضمير ويخشون العاقبة أن يستغلوا هذا الشهر فى التوبة والانزواء لقضاء بقية أعمارهم فى خلاوى للتكفير عن ذنوبهم التى أرتكبوها فى حق هذا الشعب والوطن ولازالوا رغم كهولتهم وعجزهم يصرون على تصدر المشهد وعلى دور البطولة وهذا مرض عضال وسرطان مزمن أقعد بنا طويلا وآن له أن يترك ما تبقى من هزال فى الجسد والأرض لأداء الفريضة التى يجب أن تستغلونها للغفران. واذا تحقق هذا صدقونى أن السودان سيتعافى وورثة هؤلاء المنتشرين فى بقية التنظيمات والحركات سيختفون تدريجيا بجرعات الوطنيين الحقيقين وليس مرتزقه النضال التى ابتلانا بها الله فى العشر سنوات الأخيرة. ولاتلك الحركات المسلحة والتنسيقيات المدبلجة والتى ولدت قياداتها من رحم العرقية والأثنية وتحول نضالها لمكتسبات شخصية تتخفى ورا الشعارات القومية ،والا كانوا قد توحدوا خلف قيادة واحدة ودوما كياناتهم معرضة لتفكك والتهتك بفضل سهولة اختراقها من قبل بعض قياداتها من الصف الثانى والأول فى كثير من المرات. وللذين يظنون أن هذه قسوة منا عليهم أن يصوبون فيما ذهبنا اليه بدلا من توجيه السباب والشتائم عبر البريد الالكترونى وهذه مصيبة من مصائب واقعنا السياسى الذى تحول العاملين فيه الى (مشاطات) والعياذ بالله وهم يتبعون مثل هذا الأسلوب الإنسان رخيص. ونحن على أعتاب الشهر المبارك نسأل العفو من الجميع وبدورنا نعفو عن كل من أخطأ فى حقنا. ونسأل الله أن يعافى السودان شعبا وأرضا ويخلصه من مكر بنو جلدته قبل أعدائه. عبد الغفار المهدى [email protected]
|
|
|
|
|
|