|
الإنقاذ ...والظواهر الغريبة على المجتمع السوداني رجاء بابكر
|
أطلقت حكومة الإنقاذ بُعيد إنقلابها المشؤم شعار إعادة صياغة الإنسان السوداني وانشأت وزارة التخطيط الاجتماعي وجعلت الرجل الثاني في الجبهة القومية آنذاك على عثمان محمد طه وزيرا لها حتى يصيغ الإنسان السوداني وفق رؤية الجبهة الآحادية فيما ما بات يعرف بالمشروع الحضاري والذي اثبت انه مشروع قصد منه تمكين الجبهة القومية وهيمنتها على موارد البلاد والأخطر التحكم في القيم العقلية و الأخلاقية والاجتماعية للشعب السوداني ..!! ولأن القزم حاول فعلا أن يبتلع فيلا فإنهارات مؤسسات الدولة (القوات النظامية - الخدمة المدنية ) والأسوأ انهيار السودان الوطن بانفصال وتفكك أوصاله كل هذه التداعيات أفرزت ظواهر اجتماعيه شاذة تدعو للقلق والشفقة على كينونة الإنسان السوداني ...ونذكر منها. أولا – ظاهرة الردة عن الدين الإسلامي التي انتشرت بين الشباب من الجنسين في ظل نظام الإنقاذ ولكنها متفشية بين الشابات أكثر ..!! وتدهشك أسماء من ارتدوا لأنها أسماء مسلمة أب عن جد ..مثال تاج الدين , محمد احمد, أبرار..!! مما يدعو للتساؤل هل لهذا علاقة بإنعدام العدالة في ظل هذا النظام ؟؟ ..أم بالقوانين التي تتهض المرأة و تلاحق النساء بالسياط والحكم عليهن بالشبهه فقط ؟؟ ..أم لإنسداد الأفق أمام الشباب لان الحزب الحاكم يستأثر بالوظائف وخيرات البلد لنفسه بعزل عن الشعب ؟؟ ...أم لأن نظام الإنقاذ رفع شعارات إسلامية ثقيلة لا يحملها الأ أصحاب العزائم , وهم مجرد أقزام لا عزم لهم ؟؟ ... وبالتالي حكم الشباب على الإسلام من خلال ممارسة اهل النظام والذي كتب على رأس دستوره (الحاكمية لله ) والتي ما راعوها حق رعايتها بل مارسوا تحتها كل الموبقات فخلقت هذه الحالة الانفصامية, لتصدق فيهم الآية الكريمة (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) .أم لكل هذا ؟؟ ... ولأن النظام منكفئ صاحب ذهنية مغلقة لذا يصدر أحكام الإعدام بدل من دراسة هذه الظاهرة ومعرفة الأسباب التي أدت بهؤلاء الشباب بترك ملة الإسلام ليتنصروا ... ثانياً – ظاهرة المجاهرة بالفساد كان معروفا عن الشعب السوداني عفة اليد والأمانة لذا وجب علينا أن نكرر سؤال الأديب الطيب صالح (من أين أتى هولاء ) الذين ضربوا عرض الحائط بإي قيمة حميدة كان يتحلى بها الإنسان السوداني فهم يجاهرون بفسادهم بل و أصبح لديهم قاموس خاص بمفردات تدلل على معنى واحد وهو نهب ثروات الشعب , واليكم المفردات ..تحت حرف التاء - تمكين - تجنيب – تحلل – تجاوزات ...الخ ,يقول علماء اللغة تكثر مفردات اللغة بحسب البيئة .. مثلا وجد أن الكلمات الدالة على الثلج عند شعب الاسكيمو أكثر من أي شعب أخر ..وعليه نجد المفردات الدالة على الفساد شاعت في هذا النظام المافيا لأن بيئته متعفنة ينخر فيها سوس الفساد .. ونؤكد بمجرد زواله تختفي هذه المصطلحات وتعود المفردات إلى سياقها اللغوي المعهود . ثالثا – ظاهرة العنف الأسري, معروف عن المجتمع السوداني تقديسه للأسرة والاحترام المتبادل بين أفرادها لذا نجد الاسر الممتدة سمة في المجتمع منذ القدم مما يدلل على الأواصر الأسرية المترابطة , ولكن في ظل هذا النظام المشّوه أصبحنا نقرأ ونسمع وبشكل يكاد يكون يوميا الأب يقتل أبناءه وزوجته والأم تقتل أبنائها ,الابن يقتل اباه , وتفشى إغتصاب الأطفال ,أذن فلنسأل ماهي أسباب هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع وكينونته هل هي الضائقة الاقتصادية بفعل سياسات اهل النظام التمكينه والتي جعلت فئة من الشعب قليلة لا تتعدى 1% تستأثر بخيرات البلد وتركت بقية الشعب يطحنه الفقر والغلاء وتلاحقه متطلبات المعيشة, والأخطر أوقفت دورة حياة الإنسان فبعد أن اقفلت التوظيف في وجهة الشباب الذي مفرو ض أن يعمل ليتزوج وينشئ أسرة ولكن الذي حدث أن (الكوز المتمكن) يحظي بمرتب ومخصصات وبدلات تعادل مرتبات مئة خريج !! وحتى لا يتحرك الشباب ويعمل ثورة ربيعة وتنتفض الأسر أي الشعب , رأى النظام أن يخدر الشعب ولذلك تجلب شحنات محمله بالحبوب المخدرة والعجيب أن هذه الشحنات تأتي بالميناء الرئيسي مما يدلل أن من جلبها جهات رسمية !! ولذلك رفضت الشرطة الإفصاح عن أصحاب الشحنة بل منعت الصحافة من النشر حول هذا الموضوع . أذن يريد هذا النظام المنحرف أن يحول الشباب وهم مستقبل الأمة إلى مدمنين ويصيب أفراد الأسرة باللوثة من أجل أن يظل في السلطة ..!! رابعا – ظاهرة ظهور علماء السلطان والتي تنمو وتنتعش في كل نظام شمولي فاقد للشرعية يتخذ من الدين سيف مسلط على رقاب كل من يخالفه وهذه الظاهرة انتشرت في كل نظام مستبد يتدثر بالدين , أول ما ظهرت في الإسلام كانت في عهد بني أمية و التي قتلت ما قتلت من الصحابة والتابعين بحجة الخروج عن طاعة ولي الأمر , وقد عرفتها اوربا المسيحية في القرون الوسطى عندما انتشرت فيها محاكم التفتيش للمخالفين للنظام باسم الدين وصكوك الغفران للمطعين , وبما هذا النظام المنافق يعتبر نفسه انه يجسد سلطة (الحاكمية الإلهية ) في السودان جمع حوله عدد من رجال الدين من ذوي المنافع الدنيوية أو من أصحاب الذهنية المنكفئة والتي جعلت من حيوية الدين الإسلامي ومرونته مجرد قوالب متكلسة .. لذا يصرف صك التكفير من طرف حتى شاع مصطلح الكفر ومشتقاته بصورة تدعو للشفقة على البلد من كيانات الخوارج الظلامية التي اصحبت تنمو بعد أن وجدت مرتع خصب لها ,أما علماء السلطان يفتون في كل شئ وأي شئ ...إلا فساد زمم ولاة الأمر وسياسات الخراب التي يمارسها نظام الإنقاذ مثلا قضايا الفساد التي طفحت على السطح إلى أن أزكمت الأنوف , والتي شغلت الصحافة والشعب ألا ...علماء السلطان فقد خرست الألسن ..!! الآن صرنا نعرف كيف صاغ هذا النظام المنحرف الإنسان السوداني وشوه الشخصية السودانية و خلق عاهات في المجتمع السوداني ونرجو أن يُسلط عليها الضوء ,وان يكون معلوما لدينا أن بعد ذهاب هذا النظام غير مأسوفا عليه تبقي سمومه التي افرزها في جسم المجتمع تقعد بالأمة السودانية أذا لم تدارك منذ الآن
|
|
|
|
|
|